تشجيعا للمقصد السياحي بالمنطقة

فتح مسالك جديدة لنشاط أصحاب الوكالات بتندوف

تندوف: عويش علي

 تتربّع ولاية تندوف على مساحة إجمالية تقدّر بأزيد من 158 ألف كلم، وتحتل بذلك المرتبة الثالثة على المستوى الوطني بعد كل من ولايتي تمنغست وأدرار، وتضم العديد من المواقع الأثرية والمناطق الطبيعية العذراء التي لم تنل نصيبها من الدراسة، بالإضافة الى العديد من المناطق الرطبة غير المصنفة حسب اتفاقية رامسار رغم أهميتها وتنوع الأنظمة البيولوجية بها.

 رسومات صخرية تسبق تاريخ الفراعنة وشواهد لحياة إنسان ما قبل التاريخ هي كنوز تروي قِدم المنطقة، ومدى عراقتها وثرائها الإيكوثقافي، يضاف الى ذلك التنوع البيولوجي الذي يميز العديد من المناطق بعضها لم تطأه قدم الانسان من قبل، كل هذه الكنوز وغيرها بقيت دون استغلال محكم من طرف وكالات السياحة والأسفار، والتي بقيت تعتمد في مداخيلها على تنظيم رحلات الحج والعمرة دون التفكير في إيجاد طرائق لجلب السياح الأجانب للمنطقة. هذا الأمر نفته «باحميد حبيبة»، مديرة ديوان الحظيرة الثقافية لولاية تندوف في حوار معها، حيث أكدت على أن السلطات المحلية بالولاية اعتمدت ثمانية مسالك سياحية باتت متاحة اليوم للاستغلال المباشر من طرف الوكالات السياحية، وأضافت المتحدثة أن اللقاءات التي جمعت والي تندوف بالعديد من القطاعات خلصت الى اعتماد مقترح تقدمت به إدارة ديوان الحظيرة الثقافية، والقاضي بإنشاء مسالك سياحية تغطي كل المناطق ذات التنوع البيولوجي والمواقع الأثرية بالولاية، وتأتي هذه الخطوة من أجل إنعاش الحركة السياحية بالمنطقة التي تعرف ركوداً رغم ما تزخر به من تراث مادي ولامادي غير مستكشف يجعل من المنطقة قطباً سياحياً بامتياز، بيد أن هذا الثراء في الموروث الثقافي للمنطقة فرض على إدارة ديوان الحظيرة الثقافية لولاية تندوف التفكير في تنظيم أيام دراسية قبل نهاية العام الجاري بهدف تسويق المنتوج السياحي للمنطقة، والترويج له بمعية شركاء القطاع والمتعاملين الاقتصاديين والعديد من الوكالات السياحية المحلية والوطنية، وهي خطوة رغم تأخرها تأتي بهدف خلق مكانة لولاية تندوف ضمن الخريطة السياحة للوطن خاصة مع بدء اعتماد المسالك السياحية بشكل رسمي لأول مرة في تاريخ الولاية، وفتحها أمام الاستغلال المباشر للوكالات السياحية.     
ويعمل ديوان الحظيرة الثقافية لولاية تندوف حالياً على جرد التراث الإيكوثقافي، وجرد المناطق الأثرية بكل من منطقة أم الطوابع بإقليم بلدية أم العسل والمستحاثات بغار الجبيلات من خلال خرجات ميدانية دورية رفقة الخبراء، كما يواصل الديوان جهوده من أجل المحافظة على التنوع البيولوجي للمناطق السياحية و المعالم الجنائزية المنتشرة بكثرة في المنطقة، حيث أكدت «باحميد حبيبة» أن دور الحظيرة في هذا الاطار يشمل تثمين الموروث الإكوثقافي للمنطقة والتعريف به وحمايته من خلال الاشراف على إنشاء 20 مركز مراقبة، وأضافت المتحدثة أن أعوان الجمارك بمطار تندوف تمكنوا خلال هذه السنة من حجز آلاف القطع الأثرية والعديد من المستحاثات التي كانت معدة للتهريب عبر مطار الرائد فراج واصفةً الحادثة بـ «الجريمة في حق الهوية»، والتي تجرد هذه المحجوزات من قيمتها التاريخية، داعيةً في الوقت ذاته الى ضرورة إنشاء مكتب تابع للحظيرة على مستوى المطار للتحسيس بأهمية المحافظة على الكنوز الأثرية والتعريف بها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024