لطالما اعتبر مشكل صعود مياه الصرف الصحي بولاية ورقلة أحد الانشغالات البارزة لدى سكان عدة أحياء تعاني منه، حيث ظل قائما في الكثير منها كما تزداد حدته في حال تساقط الأمطار، وقد انتقد بشدة بعض المواطنين أسلوب التعامل مع هذا المشكل خلال المدة الأخيرة كون الحلول المقدمة لعلاجه مجرد مسكنات لا ترقى لأن تكون ناجعة للقضاء عليه بشكل نهائي، وقد خلفت هذه الوضعية حالة استياء كبيرة وسط المواطنين تخوفا من تأثيراتها على البيئة والسلامة الصحية.
سجّلت خلال هذه السنة بعض أحياء ورقلة تصاعدا في مياه الصرف الصحي على غرار أحياء بامنديل، مخادمة، غربوز، حي بوزيد، القارة، بني ثور، شارع شيغيفارا، الزياينة، سكرة، شارع مكتب البريد المركزي وتحولت بعضها إلى نقاط سوداء كما أضحت مصدر قلق للسكان الذين أكدوا في حديثهم لـ «الشعب» تخوفهم من انتشار الأوبئة والأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات بسبب غرق بعض الشوارع في المياه القذرة، هذه الظاهرة التي تختفي وتعاود الظهور من جديد، وذلك نظرا لعدة أسباب أهمها قدم واهتراء الشبكات.
وتتوضّح الأهمية البالغة لهذا الانشغال كما يرى بعض السكان في ترابط انجاز نظام عملي لشبكات الصرف الصحي بقوة البنية التحتية، مطالبين بضرورة إيجاد حلول بديلة وذات فعالية كمخرج لهذا المشكل الذي يتخبط فيه سكان بعض الأحياء، والتي تستوجب شبكة التطهير فيها إعادة تأهيل قنواتها.
من جهة أخرى، لابد من الإشارة إلى أن الجهات الوصية تعمل في الوقت الحالي من أجل الخروج بحلول عملية لهذا المشكل، الذي ظل يؤرق سكان ورقلة لسنوات، وتندرج هذه الخطوة التي تم الإعلان عنها من طرف ذات الجهات خلال خرجة ميدانية ترأسها الوالي عبد القادر جلاوي يوم الاثنين من بحر هذا الأسبوع، والتي تفقد خلالها رفقة ممثلي القطاعات المعنية مختلف الشبكات بمنطقة ورقلة وكانت المحطة الأولى فيها مخصصة لشبكة التطهير.
ومن المنتظر أن تتضمن العملية الاستعجالية المندرجة في إطار مشروع استكمال نظام الصرف الصحي لحوض ورقلة في شطره الثالث الذي أسندت أشغال إنجازه لشركة كوسيدار، التي ستتكفل بانجاز شبكة التطهير لـ 19 نقطة سوداء عبر أحياء مدينة ورقلة -لم تمسها الأشغال في الشطر الأول والثاني - على غرار سيدي عمران، حي القارة الشمالية، حي النصر، حي غربوز، حي 80 مسكن وحي الحدب وحي الزاوية بالرويسات، حي بوعامر، وعين البيضاء والمقطع الرئيسي المقابل للخزينة العمومية بورقلة كل هذا على مسافة حوالي 16 ألف متر طولي كما تشمل هذه النقاط السوادء أيضا إعادة تأهيل 9 محطات للضخ في كل من سكرة، الرويسات، سيدي عمران، حي بوزيد، بني وقين، بوعامر، سيدي خويلد، الحدب والشط.
وحسب المعلومات التوضيحية، فإن الأشغال انتهت على مستوى 6 محطات وفي حين مازالت 3 محطات قيد الإنجاز والمتمثلة في كل من الشط، الحدب، وحي بوزيد. هذا وقد تم برمجة توسيع 3 محطات الدفع وهي محطة بطريق غرداية، محطة بالمصب الشرقي عين البيضاء ومحطة المحكمة العسكرية بالرويسات، أما فيما يخص أشغال شبكة التطهير ومحطة الضخ بحي سيدي بوغفالة والمنجزة من طرف مؤسسة كوسيدار، فهي في طور الانتهاء.
وفي هذا السياق، كشف القائمون على المشروع أن أشغال انجاز شبكة التطهير بحي النصر جارية بوتيرة جد حسنة، وسيتم الانتهاء منها قريبا كما أن مشروع انجاز مجمع رئيسي مع محطة الضخ بطريق المنيعة سيستلم خلال نهاية سنة 2018. هذا وسيتم التكفل بالنقاط السوداء في كل من بور الهايشة، أم الرانب، حاسي ميلود وعين موسى ابتداء من سنة 2019.
ويتطلع السكان في ورقلة أن تكون هذه الأشغال في فائدة تحسين إطارهم المعيشي، ووضع حد لظاهرة صعود المياه التي تؤثر سلبا على الصحة والبيئة على حد سواء، حيث رفع بعض المواطنين انشغالاتهم للوالي جلاوي أثناء تفقده لأشغال المشاريع الجاري العمل عليها، والتي تعلقت أساسا بخطورة تشكل مسطحات المياه القذرة وتسببها في الروائح الكريهة، ناهيك عن مساهمتها في انتشار الأمراض الخطيرة المتنقلة.
وبهذا الصدد، شدّد ذات المسؤول على ضرورة التسريع في وتيرة أشغال المشاريع، كما دعا القائمين على المشروع إلى ضرورة تعزيز التواصل الإيجابي مع المواطنين، وتقديم شروحات توضيحية لهم عن المشروع.
وتجدر الإشارة إلى أنه من المنتظر أن تحل خلال الأيام القادمة لجنة من الوزارة الوصية لتفقد مدى تقدم أشغال هذا المشروع، الذي يهدف إلى إيجاد حلول ذات فعالية للقضاء على مشكل تصاعد مياه الصرف الصحي باعتماد نظام يضمن جمع هذه المياه وتنقيتها وصرفها ونقل المياه المستعملة المعالجة نحو المصب النهائي، ويضمن إنجاز شبكة تطهير تغطي متطلبات ما يفوق 400 ألف ساكن آفاق 2030، حسب ما أوضحه إطارات قطاع الموارد المائية والري بولاية ورقلة.