مع قرب الدخول المدرسي تعاني العائلات البشارية من كثرة مصاريف اقتناء مستلزمات الدراسة خاصة في ظرف يعرف فيه سوق الأدوات التهابا غير مسبوق.
بعد الميزانية التي خصصتها العائلة للعطلة الصيفية وعيد الأضحى جاء الدور على ميزانية الدخول المدرسي الذي يعرف تحضيره حركية غير مألوفة. بمجرد دخولك الى مدينة بشار تجدها تعج بالزبائن طيلة أيام الأسبوع حيث توجد اكبر المحلات والمكتبات في حالة اكتظاظ يومي.
منذ أيام بدأ الباعة يعرضون مختلف الأدوات المدرسية على الأرصفة وأمام الأسواق ، ما دفع بأولياء التلاميذ استغلال هذه الفرصة من أجل شراء بعض الأدوات اللازمة كالمحافظ والمآزر وبعض الكراريس ، حتى يتمكنوا من ادخار بعض المال، خصوصا وان مصاريف مناسبتي عيد الأضحى ، والعطلة الصيفية قد استنزفت جيوب الكثير منهم، مستفيدين بذلك من المنافسة المفتوحة بين مختلف المكتبات للبيع بسعر الجملة، معتقدين أن هذا يخفف عنهم جزءاً من أعباء النفقات.
على هذا الأساس يعتبر الكثير من الأولياء طاولات بيع الأدوات المدرسية الوجهة المفضلة لهم لاقتناء ما يحتاجونه من مستلزمات وبأسعار تنافسية تقل كثيراً عن الأسعار التي تحددها المكتبات.
في هذا الشأن قال «زكــراوي . ش» ل»الشعب»: « أنا استغل فترة العروض لأنها فرصة حيث يتم تقديم منتجات جيدة ومتنوعة بأسعار معقولة، وبالتالي فالتسوق خلال هذه الأيام قرار مناسب خاصة قبل الزحام المنتظر حين يعود الكثير من الموظفين والمواطنين من الإجازة السنوية.».
وأضاف زكراوي لنا : «الاستعداد المبكر شيء جيد وتجهيز كافة الأغراض للأبناء قبل بداية الدراسة بفترة معقولة أمر ممتاز وخاصة أثناء تواجدي في بشمال البلاد حيث يكون الثمن أحسن من بشار».
موقف زكراوي يؤيده الكثير من الاولياء في تصريهم لنا ضمن استطلاع قامت به «الشعب» بعين المكان. وفي هذا الصدد قالت أسماء لنا أنها لجأت إلى شراء الادوات المدرسية من الطاولة نتيجة لاسعارها المعقولة، واضافت أنه ورغم قلة جودة السلع المعروضة، إلا أنها قامت بشراء ما تحتاجه لأنها لم تجد فيه البديل في ظل الارتفاع الجنوني للأدوات المدرسية في المكتبات الذي حدد بضعف الأسعار التي وجدتها بالطاولة .
التلميذة نسرين والتي تدرس بالمتوسط قالت: أنها قصدت المكتبة برفقة الأم لشراء ما يلزمها خاصة مع انخفاض أسعار السلع المعروضة، وقالت نسرين أنها أنهت شراء كل حاجياتها من كراريس وأقلام، بالإضافة إلى المآزر، بينما تفضل بعض العائلات كما تقول الحاجة مريــم : «أفضل شراء مستلزمات الدراسة من المكتبات المعروفة حتى لو كانت أغلى من الأسواق العادية» و شاطرتها الأستاذة حليمة الراي « اشتري اللوازم المدرسية لأبنائي من المكتبة لجودة منتجاتها حتى ولو ارتفع السعر عن المحلات العادية»
وفي جولة قادتنا إلى بعض المكاتبات بوسط المدينة ، و التي يتنافس أصحابها في عرض أفخم علامات الألبسة والحقائب المسجلة، لفت انتباهنا مجموع من المواطنين الذين كانوا يتدافعون بغية التسوق في محلات بيع الأدوات المدرسية والمآزر والمحافظ رغم أن أسعارها تفوق المعقول حيث اكد اغلبيتهم لنا ان اقتناء الادوات يعتبر بمثابة فرصة لا تعوّض، خاصة مع الارتفاع الجنوني للاسعار ، فسعر المحافظ المدرسية لم ينزل عن 3500 دينار، فيما قدر سعر المآزر بأكثر من 1700 دينار.
وفي هذا الشان قال احد سكان مدينة بشار ان اقتناء الادوات المدرسية في المكتبات الكبيرة يكون من الأغنياء، أما متوسطو الدخل فكانت فوجهتهم المفضلة الأرصفة بمحاذاة الأسواق الشعبية التي تعرض فيها المآزر والمحافظ.
واصلنا جولتنا بوسط المدينة ودخلنا إحدى «مكتبة بيلي» الواقعة بشارع أول نوفمبر، وهي معروفة ببيع الأدوات المدرسية وكذا المستلزمات الخاصة بالمكاتب المكتبة وجدنا بها عدد معتبر من الزبائن الذين كانوا يتنقلون من رواق إلى آخر ينظرون إلى مختلف السلع المعروضة هناك دون شراء أي شيء ما يثبت غلاء المستلزمات المدرسي ة مثلما نسرده على عجالة في هذه الوقفة.
سجلنا بعين المكان ان سعر كراريس 96 صفحة 35 دج، وكراس 120صفحة 40 دج،و 192 صفحة 75 دج أما الكراريس الأكبر حجما فيراوح سعرها بين 120 دج و350 دج.
أما عن اقلام الحبر وأقلام التلوين والمساطر وغيرها من الأدوات المدرسية فيبدأ سعرها من200 دج إلى غاية 250 دج حسب الحجم ونوع المنتوج، وما شد انتباهنا أيضا أن أسعار المحافظ الخيالية داخل هذا المحل فأصغر وأرخص محفظة يبلغ سعرها 1800دج، وذلك راجع بالدرجة الأولى إلى جودتها.
ومن شارع اول نوفمبر واصلنا جولتنا إلى مختلف محلات بيع المستلزمات المدرسية بمدينة بشار حيث لفت انتباهنا التصاميم، الألوان والأشكال المعروضة بمكتبة خصام مصطفي بحي الدبدابة المعرف ببيع المنتجات ذات الصنع المحلي حيث وجدنا اختلافا كبيرا في الأسعار فسعر المئزر الخاصة بذكور والإناث لم يتعد 650 دينار والمحافظ المدرسية من 500 دينار الى 1000 دينار.
في حديثنا مع صاحب المكتبة قال لنا بنبرة تحد وغيرة «:أنا اعمل على تشجيع الإنتاج الوطني وهو ذو نوعية ممتازة وثمنها في متناول الجميع وخالية من الصور والأشكال الغريبة التي تشتت تركيز التلميذ أثناء تلقي الدروس».