عائلات في حيرة لتلبية مطالب الأبناء والسوق الموازية البديل
بعد ان تنفس الأولياء الصعداء من انتهاء المناسبات التي كادت تستنزف جيوبهم، على غرار عيد الأضحى المبارك وموسم الاصطياف، يحل عليهم الدخول المدرسي الذي يتطلب مصاريف أخرى إضافية، أمام متطلبات أبنائهم التي لا تنتهي، وهو ما يجعل أغلبهم لا سيما ذوي الدخل المحدود يقفون عاجزين على تلبيتها، في الوقت الذي تعرف فيه مستلزمات الدراسة ارتفاعا مذهلا في الأسعار.”الشعب” تعيش هذا الاجواء بلؤلؤة الشرق عنابة وتنقل ادق التفاصيل.
إن ارتفعت الأسعار أو انخفضت، فإنه لا خيار أمام أولياء الأمور، سوى اقتناء ما يتطلبه الدخول المدرسي من كتب وأدوات ومحافظ ومآزر وملابس بلغ سعرها حدا غير معقول هذه الأيام، الكثير من العائلات الجزائرية تعيش اليوم كابوسا لن ينتهي إلا بانتهاء مقتنيات الدراسة ومتطلبات ابنائها لتتعاظم انشغالاتها ويظل التفكير في توفير ما يسد احتياجاتها.
إقبال على المحلات والأسواق
إقبال كبير للعائلات العنابية على مختلف المحلات والأسواق التي تعرف اكتظاظا هذه الأيام لأرباب الأسر مرفقين بأولادهم الذين يسارعون لاقتناء ما يلزمهم ، خصوصا وأن الدخول المدرسي لا يفصلنا عنه سوى أيام معدودة.
أسعار ملتهبة تشهدها المحلات الخاصة ببيع ملابس الأطفال والأدوات المدرسية، حيث يجد بعض التجار ضالتهم مع الدخول المدرسي، لتكون الفرصة أمامهم مواتية لاستنزاف جيوب الأولياء الذين يجدون أنفسهم مضطرين لاقتناء مختلف الأدوات ومستلزمات الدراسة.
فقد عبر العديد منهم ل«الشعب” عن استيائهم لهذا الارتفاع الجنوني، مؤكدين على جشع التجار الذين لا هم لهم سوى الربح السريع، ضاربين عرض الحائط القدرة الشرائية للمواطن.
التجوال في بعض محلات وأسواق بونة، كشف لنا فعلا عن الارتفاع الكبير للأسعار، حيث يتجاوز سعر الحقائب المدرسية المستوردة 3 ألاف دج، في حين أن الحقائب المحلية يتراوح سعرها ما بين 900 إلى 1200 دج.
مع العلم أن الكثير من أولياء الأمور يفضلون الحقائب المستوردة التي بإمكان التلميذ استعمالها لموسم دراسي كامل لجودتها، عكس المحلية المعرضة للتلف التي لا تفي الغرض لسنة كاملة.
ولأن التلميذ لا يمكنه دخول المدرسة دون المئزر، فإن أصحاب المحلات رأوا فيه مكسبا هاما، ولذلك يقومون بعرضه بأسعار غير معقولة.وعليه فان المئزر المحلي الصنع يتراوح ما بين 800 دج إلى 1300 دج، أما المستورد فان سعره ما بين 1500 دج إلى 2200 دج.
وتفضل بعض العائلات ما هو مستورد ليس للتباهي، كما أكده لـ«الشعب” بعض منهم، بل لأنها صناعة ذات جودة، فمن غير المعقول بالنسبة لهم اقتناء مآزر ومحافظ بالجملة على مدار الموسم الدراسي، لا سيما وأن الأطفال يضطرون حسب برنامجهم الدراسي لحمل عدد معتبر من الكراريس والكتب ، ما يدفعهم لاختيار الأنسب لأولادهم، وبدل تبذير النقود في كل مرة يفضلون تقديمها دفعة واحدة.
السوق الموازية ملجا ذوي الدخل الضعيف
أما الملابس سواء للبنات أو الذكور فحدث ولا حرج.ملابس لطفل في السادسة من عمره، أو لشاب في 17، فكلاهما أسعارهما ملتهبة، حيث أنه من غير المعقول أن يصل طقم لطفل لا يتجاوز 06 سنوات إلى 8 آلاف دج.
أما الحذاء فأدناهم بين 1800 دج و2200 دج، أما طقم تلميذ في الثانوية والمتكون من سروال وقميص وحذاء فقد يتجاوز أكثر من 10 آلاف دج، في حين أن البنت والتي متطلباتها لا تنتهي وتفضل إتباع الموضة من لبس وإكسسوارات، فإنه يلزمها على الأقل 15 ألف دج لتلبية حاجياتها.
وإن كانت هناك عائلات تلبي حاجيات أبنائها، فإن عائلات اخرى من ذوي الدخل المحدود والضعيف، لا سبيل لهم سوى السوق الموازية، والتي يجدون فيها ضالتهم لتلبية حاجيات أبنائهم اللامتناهية، في الوقت الذي تجد فيه بعض العائلات نفسها مجبرة على توفير المال بأي طريقة كانت سواء بالاستدانة أو رهن مصوغاتها وهو حال الكثير من الأسر الجزائرية، لا لشيء سوى لإرضاء فلذة كبدها، أمام دخول مدرسي ملتهب.