يعتبر حي المحافر واحد من أقدم وأعتق الأحياء بمدينة عنابة، والبعيد تماما عن اهتمام السلطات المحلية، حيث يعاني من غياب مشاريع تنموية والتي من شأنها أن تخرج سكانه من الوضعية التي يعيشونها..هم يطالبون بالتفاتة فعلية للسلطات المعنية لإعادة الاعتبار لهذا الحي الذي يعرف نقائص عديدة وأزمات يومية متعددة.
من الصعوبات الكبيرة التي يعرفها الحي على غرار عديد بلديات عنابة، أزمة الماء الشروب الذي أنهك كاهل سكان المحافر، والذين يكادون يتشوقون لحنفيات تسيل منها مياه الشرب بصفة عادية بعيدا عن كوابيس الانتظار واللهث وراء هذه المادة الأساسية للحياة، حيث تتكرم عليهم وحدة المياه بقطرات كل ثلاثة أو أربعة أيام وقد تتعداها على حد تصريحات قاطنين الحي لـ «الشعب».
المشكل الأكبر أن تزويدهم بالماء الشروب يتم في غالب الأحيان مع طلوع الفجر و»الناس نيام» لتجف الحنفيات عند السابعة أو الثامنة صباحا إلى إشعار آخر.
إلى جانب الماء يطرح مشكل الغاز بحدة.هل يعقل ونحن نلج أبواب 2019، أن نرى عائلات تقوم بدحرجة قارورة الغاز نحو إحدى المحلات لأجل تعبئتها، حيث أن عائلات بهذا الحي تعاني الأمرين في غياب غاز المدينة، ويعيشون رحلة الكر والفر لأجل الظفر بقارورة واحدة، بالرغم من أن سكان الحي رفعوا انشغالاتهم إلى السلطات المعنية إلا أنه لا حياة لمن تنادي، ليبقى مطلبهم الشرعي ربط هذا الحي بالغاز الطبيعي.
من جهة أخرى وفي ظل غياب التنمية، فإن المتضرر الأكبر هم شباب هذا الحي الذين ناشدوا في عديد المرات المعنيين للتكفل بإعادة تهيئة الملعب الجواري والذي لم يحض حسبهم بالاهتمام الكافي كباقي الملاعب الجوارية بالولاية التي عرفت إعادة عصرنة تلبي طموحات شباب الحي.
كما يشتكي الشباب من غياب مرافق رياضية ومساحات لعب للأطفال يلجاون إليها وقت فراغهم أو خلال العطل وهو ما يجعلهم يلعبون بالطرقات معرضين حياتهم للخطر.
بعد أن شهد «المحافر»، ترحيل 411 عائلة نحو سكنات جديدة بمنطقة الكاليتوسة، وإخلاء المساحة العقارية التي يحتلونها ببنايات فوضوية تم تهديمها، أكدت السلطات الولائية على أن الحي سيتحول إلى قطب عمراني، لاسيما وأنه يحتل موقعا استراتيجيا هاما لقربه من منطقة سرايدي من جهة ومن كورنيش عنابة من جهة أخرى، يؤهله لأن يكون قطبا حضاريا.
ففي هذا الصدد وضعت السلطات مخططا ضخما لإعادة تهيئة المساحات الشاغرة منذ 2016، بسكنات فاخرة وفضاءات تجارية ومرافق خدماتية ومساحات خضراء للترفيه، إلا أنه ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا بقي المشروع حبرا على ورق في انتظار تجسيده على أرض الواقع.