المكيّفات تحوّل الأرصفة إلى برك مائية

هواء منعش في الأعلى ومرش في الأسفل

جمال أوكيلي

نحو فرض رسم على ملوّثي المحيط

تحوّلت الأرصفة بالشّوارع الرئيسية والأحياء الشّعبية إلى برك مائية عائمة جرّاء “السيول” المتساقطة من المكيّفات الهوائية المثبتة في جدران العمارات وبنايات الإدارات، وحتى المحلات ذات الطّابع الخدماتي.
وأصبح من الصّعوبة بمكان السير عبر الممرّات المخصّصة للمشاة في مدننا الكبرى نتيجة ما تلفظه تلك الأجهزة بشكل متواصل من قطرات مباشرة على من يوجد بالأسفل من الناس، ناهيك عمّا خلّفته من تطاير للمياه في كل الاتجاهات تحرج حقّا الناس، الذين لا خيار لهم سوى السير عبر ما خصّصه لهم القانون، أي الالتزام بالحيّز الذي هو عبارة عن الرصيف لا أكثر ولا أقل.
غير أنّه للأسف تلك المساحة الممنوحة له، حرم منها عنوة، بسبب مياه المكيّفات التي تلدغه من الأعلى كلّما اقترب منها دون علمه أو اطّلاعه بأنّ المكان قد يعرّضه للبلّل ملابسه أو يترك عليها بقعا يصعب محوها.
وهذه الظّاهرة في انتشار متزايد وفي توسّع ملحوظ، مانعة الناس من حقهم في الرصيف وتدفعهم أحيانا إلى تفاديه بالانتقال الى الطريق التي تعج بالسيارات، زيادة على الباعة المتجوّلين الذين يعرقلون الحركة في الاتجاه المقابل.
وإلى غاية يومنا هذا، فإنّ الأوضاع ماتزال على حالها، ولا توجد أي حلول في الأفق ونقصد بذلك تلك الفوضى التي أحدثتها المياه عبر الأرصفة، فبدلا من تحويل الأنابيب الى جهات أخرى نجدها موجّهة الى الشارع، وتخيّلوا معنا إن كان هناك حوالي ٥ مكيّفات في مكان واحد تلقي بقطراتها على الآخرين، ماذا سيحدث؟! وهذا ما نسجّله يوميا عبر ما نقف عليه في شوارعنا الرئيسية كالعربي بن مهيدي، ديدوش مراد، حسيبة بن بوعلي، عميروش، زيغود يوسف، محمد الخامس وعبان رمضان...
هذه العيّنات المذكورة تمسح على باقي الأماكن الأخرى في مدننا الأخرى، التي يعاني فيها المارة من مياه المكيّفات، وأبدى لنا العديد من المواطنين استياءهم من انتشار هذه الظاهرة دون إيجاد الحل اللائق لها، ما يستفيد منه أصحابه من هواء منعش يدفعه المواطن في الأسفل أي في الشوارع في شكل حمام بارد.
فلا يعقل أن نتمادى في مشاهدة ما يجري أمامنا دون إتخاذ الاجراءات اللازمة لكبح جماح هذه الظاهرة، وهذه مسؤولية الجماعات المحلية عبر أعوانها المخوّلو لهم إصلاح ما يمكن إصلاحه في الحين دون أي تماطل أو تهاون، وهذا عبر فرض غرامة على أصحابها نتيجة ما يقومون به من تعد على المحيط والبيئة، وهذا ما تنوي القيام به الجهات المعنية، بعد تحسيس الجميع وإخطارهم بالإجراءات الجديدة

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024