1799 حالة إصابة جديدة و1013 وفاة خلال سنة واحدة
أكد مختصون في طب النساء، أنه يمكن تفادي الإصابة بسرطان عنق الرحم في حالة الكشف المبكر، بحر الأسبوع الماضي، في دورة تكوينية لفائدة الصحفيين، بفندق سوفيتال، وشدّدت البروفيسور نوال ميروش، مختصة في طب النساء والتوليد، على التوعية بأهمية التشخيص لعلاج المرض في بداية ظهوره وتفادي بلوغ المرحلة الرابعة، التي لا يجدي فيها العلاج نفعا، وبحسبها فإن مرحلة الحمل هي أفضل وقت للقيام بالتشخيص.
وأشارت إلى أن سرطان عنق الرحم رابع السرطانات شيوعا بين النساء في العالم، ينتج عن الاصابة بعدوى من أنواع عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري “إتش،بي، في”HPV، حيث سجلت الجزائر 1799 حالة إصابة جديدة و1013 وفاة في 2022.
وأرجعت الطبيبة، أسباب ارتفاع عدد وفيات النساء بسرطان عنق الرحم، إلى التشخيص المتأخر، متأسفة عن عزوف الكثير من النساء للقيام بالتشخيص خاصة بعد مرور عشر سنوات من الزواج، لأنه فيه احتمالية الإصابة بهذا الداء.
وأكدت البروفيسور ميروش، ان إصابة امرأة بسرطان عنق الرحم له تأثير سلبي على الحياة الزوجية والمجتمع، وأبرزت ان أساليب العلاج التقليدية تعتمد على الجراحة والعلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية، وهذا يسبب مضاعفات.
في حين ان العلاج المناعي يعمل على تحفيز جهاز المناعة في الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية.
وتطرقت المختصة في طب النساء، إلى العوامل المسببة لسرطان عنق الرحم وهي التدخين بأنواعه، تناول حبوب منع الحمل لأكثر من خمس سنوات، السكر، اهمال العناية بمنطقة الاعضاء التناسلية، وتنصح باستعمال الماء والصابون للتنظيف وتجنب المنتجات الأخرى التي تحتوي على مواد كيماوية مضرة.
وأشارت البروفيسور ميروش، الى أعراض سرطان عنق الرحم، المتمثلة في إفرازات دموية أو كريهة الرائحة، عدم انتظام الدورة الشهرية، النزف أثناء أو بعد الجماع، النزف بعد انقطاع الطمث، فقدان الوزن غير المبرر، الشعور بألم أثناء التبول أو التبرز.
وشدّدت المختصة في طب النساء والتوليد، على ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للفحوصات اللازمة، ومن ثم الخضوع للعلاج في الوقت المناسب حال التحقق من الإصابة بسرطان عنق الرحم.
فيروس الورم الحليمي عامل الخطورة الرئيسي
من جهتها تطرقت البروفيسور ذكية محمدي، مختصة في الميكروبيولوجيا، إلى تعريف فيروس الورم الحليمي، غير المرئي بالعين المجردة، الذي يعد عامل الخطورة الرئيسي لسرطان عنق الرحم، وقالت انه ليس المسؤول الوحيد عن الإصابة بسرطان عنق الرحم، هذا الاخير يعد مشكل الصحة العمومية.
وأوضحت المختصة، ان إصابة النساء بفيروس الورم الحليميHPV، ليس معناه أنهن مصابات بسرطان عنق الرحم، فهناك نساء يحملن هذا الفيروس ولا يسبب لهن السرطان، لأن هناك مناعة قوية تقاوم الفيروس، في حين هناك أخريات تكون معرضة للإصابة بهذا الداء بسبب تدمير الخلايا والجدار المناعي لعدة عوامل.
وأشارت البروفيسور محمدي، انه في حالة اكتشاف تغلغل هذا الفيروس توضع المريضة تحت المتابعة الطبية، لأنها تكون معرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم.
وأبرزت الطبيبة جهود الجزائر في مكافحة هذا النوع من السرطان، من خلال وضع مخطط وطني لتشخيص سرطان عنق الرحم، وذلك فور اعلان المنظمة العالمية للصحة ان سرطان عنق الرحم رابع السرطانات شيوعا بين النساء في العالم.
وأوضحت الطبيبة المختصة، أن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ينتقل عن طريق الاتصال المباشر بالجلد أو الأغشية المخاطية.
وقالت: “يمكن أن تؤدي عدوى المنطقة التناسلية بالأمراض المنقولة جنسيا إلى تعزيز الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بسرطان العنق.”