في زاوية هادئة أمام مركز البريد بالجلفة، يجلس نبيل أوهيبة بابتسامة وثقة، منتظرا زبائنه لملء الصكوك البريدية. خلف هذا المشهد البسيط تكمن قصة نجاح ملهمة لشاب جزائري تحدّى الظروف وصنع فرصته من خلال إرادته وعزيمته.
نبيل أوهيبة من قصر الشلالة بولاية تيارت، كان دائم الشغف بالعمل الحر، تخرّج في تخصص معالجة المياه القذرة من المعهد التقني، وحصل على شهادة في قانون الأعمال من جامعة التكوين المتواصل عام 2015. بعد تخرّجه افتتح مطعما ومقهى بالقرب من مستشفى طب العيون بالجلفة، مشيرا إلى رغبته في أن يكون صاحب عمله بدلا من انتظار راتب ثابت.
خلال فترة معالجته في مستشفى طب العيون، التقى نبيل بفتاة من الجلفة وتزوّجها، كان زواجه منها نقطة تحول رئيسية، حيث قدمت له الدعم العاطفي وساهمت في استقراره، وبتعاونها في بيع الأدوية، زاد استقراره وتدعيمه لمواجهة التحديات.
كانت الصّدفة التي غيّرت مسار حياة نبيل عندما طلب منه أحد الأشخاص مساعدته في ملء صك بريدي، هذا الموقف البسيط فتح أمامه فرصة لتقديم خدمة يحتاجها كثيرون، وخاصة كبار السن. بدأ نبيل بتقديم خدماته بانتظام أمام مركز البريد، وحقّق شهرة محلية بفضل جديته وابتسامته.
رغم بعض التحديات التي واجهها مع القابض الرئيسي للبريد، لم يستسلم نبيل. انتقل للعمل خارج المركز في الساحة بعيدا عن الصعوبات، وواصل تقديم خدماته بإصرار. أصبح نبيل نموذجا للشاب الطموح الذي يجمع بين التعليم والحرفية في خدمة مجتمعه.
نبيل أوهيبة هو تجسيد للإصرار والابتكار، بينما ينتظر تحقيق الوعود التي تلقاها من المسؤولين في مجاله، يواصل النجاح بأسلوبه الخاص، مؤكّدا أنّ الإرادة القوية والعمل الجاد يمكن أن يتحقق النجاح حتى في أبسط المجالات.