تغيّرت ذهنيات العائلات العباسية عن وقت مضى حيث كانت الأسرة تقضي شتاءها وصيفها بالبيت وتمضي السهرة أمام التلفاز، غير أنه في السنوات الأخيرة أصبحت جلها تخرج للترويح عن النفس ووجهتها في ذلك ساحة الوئام، وساحة الألفية أو ما يسمى بالمقطع 2 بحي سيدي الجيلالي أو ساحة المقطع بوسط المدينة.
تخرج العائلات كل ليلة إلى الفضاءات العمومية بمدينة سيدي بلعباس بحثا عن الراحة والسكينة وأيضا لاستنشاق الهواء، وهروبا من الحرارة الخانقة. وبينما يجلس الكبار للمسامرة وتبادل الحديث، يركض الأطفال في كل الاتجاهات، فمنهم من يلعب كرة القدم مع أقرانه الذين التقاهم بالمكان ومنهم من يلعب بدراجته أو يتسابق مع غيره ركضا على الاقدام أو بالدراجة، في حين تفضل الفتيات ركوب المراجيح وغيرها من الألعاب، وهو ما يكلف الأولياء الكثير من المال.
فكل ليلة يزور الساحات العمومية المئات من الأشخاص كبارا وصغارا من أحياء المدينة وآخرين قادمين من بلديات الولاية بحثا عن التسلية والمتعة بدل البقاء في البيت ينتظرون موعد النوم طوال ليل يمتد لساعات طويلة، فالكل ملّ سكون الليل وأصبح يبحث عما يروح به عن نفسه.
وبعد صلاة العشاء تصبح الفضاءات التي كانت فارغة بالنهار، تعجّ بالناس تحت أضواء الأعمدة الكهربائية وحضائر الألعاب وأضواء محلات بيع المرطبات والوجبات السريعة. ومن العائلات من تفضل تناول وجبة العشاء بأحد المطاعم الفاخرة أو محلات البيتزا قبل العودة إلى البيت في ساعة متأخرة من الليل ومنها من تتناول عشاءها وتخرج للراحة خارج الشقق الضيقة.
أما العائلات التي تمتلك سيارة فوجهتها بحيرة سيدي محمد بن علي حيث تبقى لساعات وتتناول وجبة العشاء التي حضرتها في المنزل وأخريات يفضلن الشواء على الجمر بالغابة المحاذية للبحيرة.
أما الشباب فلا يجدون مكانا أمتع من المقاهي ومحلات بيع المرطبات ومنهم من يتجه إلى الملاعب الجوارية بأحيائهم للعب كرة القدم إلى ما بعد منتصف الليل أو صالات كمال الأجسام. هي مواقع يتجه لها المواطنون لأخذ قسط من الراحة في انتظار أن يكتمل مشروع المدينة الحضرية على مستوى البحيرة.