رفيق بوريش، إطار في مؤسسة عمومية وطنية، فنان تشكيلي وناشط اجتماعي، معروف على مستوى ولاية وهران مند أكثر من 25 سنة بكثافة أعماله الخيرية واهتمامه الكبير بالطفولة المسعفة والشباب البطال والعائلات المعوزة، هو حامل اليوم لمشروع «بنك الطعام» والذي انشأ بسببه الجمعية الخيرية «إيثار».
أعلن الناشط الاجتماعي والفنان التشكيلي رفيق بوريش عن التأسيس الرسمي في نهاية شهر نوفمبر المنصرم لجمعية «ايثار» الخيرية، التي ستشكل حسب تصريحاته لـ»الشعب» الوعاء أو الأرضية القانونية لتجسيد مشروع «بنك الطعام الخيري» هذا المشروع الذي سيساهم بدوره في تخفيف وطأة المعاناة على الكثير من العائلات المعوزة.
كشف بوريش أن مشروع «بنك الطعام الخيري» يقوم على أساس إنشاء فضاءات خاصة شبيهة بمراكز التسويق، أين يمكن للمعنيين من بالأمر من ذوي الدخل الضعيف والعائلات المعوزة اقتناء أسبوعيا أو نصف شهريا، ووفقا لمبلغ معلوم، موادا غذائية بواسطة بطاقية رقمية مدونة في سجل تُسيّره الجمعية».
ويمكن، حسب رئيس جمعية «ايثار» «للمؤسسات الوطنية العمومية والخاصة في الصناعات الغذائية وغيرها المشاركة في تجسيد، تمويل وتدعيم مشروع «بنك الطعام»، الذي سيساعد - يقول- «على التخفيف عن العائلات والأشخاص المعوزين دون خدش كرامتهم، وذلك من خلال تدوين كل المستفيدين في سجل ويشارك في إنشائه كل من مصالح الشؤون الاجتماعية للبلديات، لجان الأحياء والمتطوعين والجمعيات الخيرية الأخرى».
ويحمل مشروع بنك الطعام من جهة أخرى شقا فنيا، يتمثل، وفق بوريش «في تنظيم حفل فني كبير، حيث وجهت دعوة للمشاركة فيه لعديد الفنانين والفنانات والفرق الموسيقية، كما ستكون له أغنية دعائية اشهارية من تنشيط مجموعة من أسماء الأغنية الجزائرية، تحت إشراف الموسيقار الكبير أمين دحام».
وسيكون تجسيد مشروع «بنك الطعام» بوهران بمثابة تجربة نموذجية من الممكن جدا، يضيف بوريش توسعها وتعميمها على كافة المناطق التي تعرف تفشي البطالة وانهيار القدرية الشرائية وغيرها من المشاكل التي تثقل كاهل المواطن».
مسيّرة بـ»قهوة المساء» منذ 25 سنة
كشف الفنان التشكيلي رفيق بوريش أن قرار تأسيس الجمعية جاء بعد مشوار طويل من العمل الخيري التطوّعي انطلقت أول بوادره في تسعينات القرن الماضي، مع خطوة « قهوة المساء» لفائدة نزيلات دار الطفولة المسعفة ببلدية مسرغين، حيت قام مجموعة من الطلبة والطالبات بإحضار أكياس الحليب والخبز والمربى وغبرة الشوكولا تجسيدا لفكرتي وتمكنا في ذلك اليوم من إدخال البهجة في قلوب البنات اليتيمات».
وواصل بوريش في تجسيد نشاطه التطوعي بتشجيع من والدته وإخوته وأصدقائه، ليتمكّن على مدار عقدين ونصف عقد من الزمن، من تحقيق الكثير من المشاريع لفائدة اليتامى والمعوزين، كونه يمقت التضامن المناسباتي أو العمليات التي تقتصر على تقديم الأكل أو اللباس وفقط، بل يسعى جاهدا إلى مساعدة المعوزين على تحصيل تكوينات وتعلم حرف تفيدهم في حياتهم وتقيهم الحاجة والسؤال.
وقام بوريش على مدار السنوات بتوسيع نطاق تدخله ليشمل إضافة إلى مراكز الطفولة المسعفة، دور العجزة سواء التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي أو بلدية وهران، العائلات المعوزة، الأشخاص بدون مأوى، ذوي الاحتياجات الخاصة، الشباب البطال وغيرهم...
وتتضمن عمليات الإعانة التي يقودها بوريش بصيغة تطوعية، تحسين ظروف الإقامة في مراكز الطفولة المسعفة من خلال بناء حمامات ومساحات للعب، وتشجيع المقيمين على التمدرس أوالالتحاق بمراكز التكوين المهني وحتى تقديم لهم تربصات في عين المكان في مجال الحلاقة بالنسبة للأنات، او تسجيل الشباب لتحصيل رخص السياقة في الوزن الثقيل.
هذا ناهيك عن تزويج الكثير من الشباب والشابات وتدعيم مركز المكفوفين بمكتبة من نوع البراي وأيضا حرصه على تقديم يد المساعدة في كل دخول مدرسي للتلاميذ المعوزين وللناس بدون مأوى في كل شتاء بإعطائهم الأغطية والألبسة والوجبات الساخنة»، مشيرا أن هذه العملية تهدف بالدرجة الأولى إلى إقناع المتشردين بالالتحاق بمراكز الإيواء التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي من أجل سلامتهم وراحتهم».
عودة إلى الفرشاة والألوان من جديد
وفي سياق آخر كشف بوريش عن عودته لمزاولة الرسم بالألوان الزيتية، بعد انقطاع دام عشرون سنة، حيث رجع إلى الساحة الفنية من خلال تنظيمه مؤخرا لمعرض للفن التشكيلي، بتشجيع من أصدقائه، احتضنه فندق الشيراتون بوهران، كما اعتمد مركز الأبحاث الانتروبولوجية الاجتماعية والثقافية عدة من أعماله كأغلفة لإصداراتهم الدورية.
ويعتبر بوريش موهبته وشغفه بالفن التشكيلي كملاذ لروحه يستلهم من خلاله القوة على مواصلة مجهوداته في الأعمال الخيرية.