الدكتورة فريدة عثماني لـ «الشعب»:

التحسيس والردع للحماية من العنف السيبراني

دعت المختصة الاجتماعية الدكتورة فريدة عثماني الى ضرورة توعية وتحسيس المرأة والفتيات لمنع وقوعهن ضحايا عنف رقمي يكون التحرش الرقمي أهم صوره، بالإضافة الى تسخير الأجهزة الأمنية فرقا للتعامل مع هذا النوع الشكاوى من خلال التتبع والتحقيق.  
فتيحة كلواز
قالت المختصة الاجتماعية الدكتورة فريدة عثماني في اتصال مع «الشعب»، إن «ما يسمى بالتنمر الإلكتروني والجنس عبر الإنترنت والتحرش الجنسي الرقمي والانتقام بمشاهد اباحية هي أشكال تضاف إلى ما يسمى بالعنف الجنسي الكلاسيكي الذي لم يختف أبدًا، بالإضافة إلى ذلك، هناك فرط جنسي في جسد المرأة مما يدعو إلى العدوان الصريح: الملابس والأفلام وإمكانية الوصول إلى المواد الإباحية على الإنترنت ومقاطع الفيديو الشخصية وما إلى ذلك، حيث يتم التلاعب وإذلال النساء، ما يعزز الشعور بالسيطرة المعادية للمرأة والعنف المصاحب لها.
وفيما يتعلق بمحاربة هذا النوع من العنف الممارس ضد المرأة، أكدت عثماني ان التوعية والتثقيف من خلال وسائل الاعلام، بما في ذلك المدرسة حتى لا ترسل الفتيات على وجه الخصوص صورًا حميمة عبر الهاتف أو في الشبكات الاجتماعية، لتفادي وقوعهن ضحية هذا النوع من العنف السيبراني أو الرقمي، كما نحتاج أيضًا إلى وحدات شرطة محددة تتابع المهاجمين (تتبع IP لأجهزة الكمبيوتر، والتعامل مع الشكاوى، وما إلى ذلك، لردع كل من تسول له نفسه ممارسته ضد المرأة الفتيات.
الظاهرة في أرقام
أبانت دراسة أجرتها الدكتورة نوال أوسار كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة أم البواقي حول مظاهر العنف الرقمي ضد المرأة عبر صفحات الفيسبوك، عن تحوّله إلى فضاء لترويج خطاب مهين ضد النساء على عدة مستويات، وذلك من خلال عبارات ذات علاقة بالأحكام الأخلاقية المهينة للمرأة، ومن أكثر العبارات استعمالا عبارة «عاهرة» بنسبة 52 بالمائة وأخرى متعلقة بمظهرها كتلك التي تشبه النساء بالحيوان بنسبة 78 بالمائة.
 كما يروج الفضاء الأزرق للعنف اللفظي ضد المرأة بعبارات مهينة متعلقة بتفكيرها، حيث تعد العبارات التي تشبه النساء بالحيوان بنسبة 47 بالمائة الأكثر استعمالا، لتليها عبارة «يا مريضة» بنسبة 36 بالمائة.  
بالإضافة إلى وجود عبارات متعلقة بالحالة المدنية للمرأة والتي تتمثل في عبارة «بايرة» خاصة في المجموعات النسائية بنسبة 73 بالمائة، وأخرى متعلقة بحرية المعتقد والمتمثلة في «يا كافرة»، بينما تعددت أشكال العنف ضد المرأة في «الفايسبوك» حيث نجد 51 بالمائة منهن تعرضن للعنف اللفظي بينما تعرض 25 بالمائة منهن للتحرش الرقمي، و19 بالمائة تعرضن للضغط المعنوي.
ويعد استغلال الصور والفيديوهات والشتم بسبب الآراء الكشف عن معلومات شخصية، ونشر الصور الحميمية للنساء بواسطة الانترنت أو عبر الهاتف الجوال، أو التهديد بالعنف المادي أو المعنوي عبر البريد الالكتروني أو رسائل الهاتف، أهم صور العنف السيبراني الممارس ضد المرأة والفتيات.
 في الوقت نفسه أوضحت الدراسة ان أثر العنف الرقمي على واقع المعنفات افتراضيا كبير جدا، حيث توصلت الى أن 60 بالمائة ممن تستعملن الفيسبوك لا تشعرن بالأمان و94 بالمائة ممن تعرضن للعنف الرقمي على الفضاء الأزرق يعانين مشاكلا أسرية، بينما 64 بالمائة يعانين من عدم الاستقرار المهني، كما قطعت 44 بالمائة من النساء اللواتي تعرضن للعنف في الوسائط الاجتماعية علاقاتهن الاجتماعية ليعشن في عزلة عن محيطهن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024