تم أمس، ترسيم بقاء «محفوظ قرباج» رئيسا للرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم إلى نهاية عهدته سنة 2019، بعد إلحاح من رؤساء الأندية على بقائه معارضين فكرة رحيله من الهيئة الكروية، وسط أجواء مشحونة كادت تنفلت لولا تدخل بعض الأطراف لتهدئة الأمور، خلال أشغال الجمعية العامة الاستثنائية التي انعقدت، صباح الأربعاء، بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، التي توسل فيها «قرباج» لمؤيديه بضرورة قبول انسحابه واستقالته من منصبه، بعدما توترت العلاقة بينه وبين رؤساء بعض الأندية بسبب البرمجة الكارثية وسوء التحكيم.
قبل انطلاق الجمعية العامة الاستثنائية، الأمور كانت توحي إلى أن الأمور ستنفلت أثناء الجمعية العامة بسبب التوتر والقلق الذي كان باديا على غالبية أعضاء الجمعية العامة والتوعد بالإطاحة برئيس الرابطة من جهة وإبقائه في منصبه من جهة أخرى. رؤساء بعض الأندية اجتمعوا قبل الدخول إلى قاعة المحاضرات في مقهى المركز التقني بسيدي موسى في حين قبع البقية في الخارج، وما إن بدأت أشغال الجمعية العامة الاستثنائية عمت الفوضى بسبب تضارب أراء وأفكار الرؤساء ما أدى إلى خروج رئيس شباب بلوزداد «بوحفص» عن الاجتماع.
أول نقطة ركز عليها أعضاء الجمعية العامة هي ضرورة إقامة الصلح بين رئيسي وفاق سطيف «حسان حمار» ومولودية الجزائر «عمر غريب»، بعد التصريحات وتبادل التهم بعد برمجة لقاء الكأس، يوم الجمعة المقبل، بدل لقاء البطولة أمام شباب قسنطينة، ومن هنا انطلقت الفوضى وزادت الاتهامات على رئيس الرابطة «محفوظ قرباج» من قبل رؤساء بعض الأندية .
«قرباج» طلب الهدوء من الجميع وأخذ الكلمة قائلا: «جئت هنا لوضع استقالتي والانسحاب من هذا المنصب الذي بات يشكل لي صداعا في رأسي، ولم أجمعكم اليوم في هذه الجمعية العامة الاستثنائية من أجل المطالبة بالصفح أو الاعتذار على ما بدر مني، كل شيء جاهز استقالتي هنا ولجنة الترشيحات جاهزة»، وأضاف «أولا أريد أن أجيب على «حمار» الذي كان يتهجم علي عبر وسائل الإعلام وأغتنم الفرصة لأنه أمامي، الرابطة ليست هي التي تعين الحكام والجميع يعرف ذلك، أما عن البرمجة فكانت عادلة مولودية الجزائر يلعب كأس الكاف ومن المستحيل برمجة لقائه يوم الثلاثاء 17، لأنه كان سيحل بأرض الوطن يوم 16 فقمنا بتأخير اللقاء إلى يوم 19، وتنظيم منافسة كأس الجمهورية ليس من صلاحياتي ولست أنا من قرر برمجة لقاء الكأس يوم 19، هذا من جهة أنا رئيس الرابطة وأن يفوز وفاق سطيف أو المولودية أو إتحاد العاصمة أو بلعباس باللقب، فأنا بالنسبة لي فريق من فرق الرابطة فاز باللقب لا أكثر ولا أقل، وهو نفس الأمر على الفرق النازلة إلى المحترف الثاني والصاعدة، والحمد لله أن شباب بلوزداد ليس من الفرق المعنية باللعب على اللقب وإلا الاتهامات كانت أكبر، وهنا ألوم حمّار على كل ما قاله لأن الأمور عندما تتعدى صلاحياتي لا أرى الداعي للتهجم عليّ.
ذهب إلى أبعد من ذلك «الرابطة عندما كانت موحدة لم نكن نشاهد مثل هذه الأمور والدليل على أن هناك انشقاقات داخل الجمعية العامة .. أنا مستقيل وأتوسل إليكم أن تقبلوا مني الاستقالة»، «قرباج» قال كلمات مؤثرة وكاد يذرف الدموع «أصبحت الخصم رقم واحد لكل الأندية الجزائرية وكل يوم آخذ حصة الأسد على الصفحات الأولى للجرائد والجميع ينتقدني ويتهجم عليّ، أصنع الحدث في الصحافة لكن اسمي عزيز والسب والشتم والانتقادات غير المفهومة، باتت تؤثر على عائلتي الصغيرة وأمروني بالتوقف عن العمل خوفا على صحتي واحتراما لإسم العائلة الذي لطخ من الجميع، رغم أني منحت يد المساعدة للجميع وباب مكتبي كان دائما مفتوحا في وجه الجميع».
من جانبهم «عمر غريب» و»محند شريف حناشي» و»عبد الكريم مدوار» لعبوا دورا كبيرا في إقناع الجميع بضرورة رفض استقالة «قرباج»، حيث قال مدوار، «أنا أتساءل أين هم رؤساء الأندية الذين يمثلون المكتب الفدرالي، هم أعضاء مثلنا لكن غابوا عن الموعد لتمثيل أنديتهم، كما أننا لم نشهد حضور أي مسؤول من الإتحادية وكأن الأمر يتعلق برابطة للعبة غير كرة القدم، الاتحادية حاليا هي التي تقرر وتقوم بالبرمجة وبتعيين الحكام، ويجب أن نقف مع قرباج ونمنحه القوة في اتخاذ قراراته وإذا سارت الأمور عكس ما نريده سنجتمع من جديد وان تحتم الأمر أن نطلب الآن قدوم أعضاء المكتب الفدرالي فسنقوم بذلك، المهم أن نقف مع الرجل ليكمل مهمته نحن مع الاستقرار...
«قرباج» أكد في الأخير أنه لم يستطع تخييب ظن رؤساء الأندية به، وأنه سيبقى على رأس الرابطة الوطنية على الأقل إلى غاية نهاية الموسم.
الرابطة قد تؤخر مباراة شباب قسنطينة ومولودية الجزائر
كشف رئيس مولودية الجزائر «عمر غريب» لـ «الشعب» بأن مباراة الفريق مع شباب قسنطينة ستؤجل إلى موعد لاحق، كون العميد منهك من سفريته إلى جنوب إفريقيا ولأن إدارة الشباب قبلت القرار وتؤيده.
من جانبه رئيس الشباب الرياضي القسنطيني «عرامة» أكد بأن الطاقم الفني بعد تأخير مباراة المولودية، بعد إعادة برمجة لقاء نصف كأس الجمهورية، كان قد سرح اللاعبين بعد المباراة الودية التي فاز بها الفريق بسباعية نظيفة مع أحد فرق الرابطة الجهوية لقسنطينة، ومن غير الممكن لفريقه خوض هذا اللقاء، يوم الجمعة المقبلة، موضحا بأن فريقه سيلعب السبت المقبل ضد إتحاد الحراش.
