تعتبر بطولة العالم للجيدو واحدة من أكبر المحطات، التي تدخل ضمن رزنامة الاتحاد الدولي لهذه الرياضة، والمشاركة فيها يكون له وزن كبير بالنسبة للرياضيّين، ولهذا فإنّ العناصر الوطنية لفئة الأشبال استفادت كثيرا، خلال الموعد العالمي الذي جرى في العاصمة البلغارية صوفيا من 27 إلى 30 أوت 2025، من خلال الاحتكاك مع المستوى العالي.
شاركت النخبة الوطنية ضمن بطولة العالم للجيدو أشبال بأربع مصارعين، والأمر يتعلّق بكل من: (علاء الدين صحراوي، محمد أمين دقواح، شيراز دحومان، أسماء ريم ميلودي)، حيث كانت أول تجربة لهم في المستوى العالي، ورغم أنهم لم يتمكّنوا من بلوغ الأدوار النهائية، إلّا أنهم قدموا أفضل ما لديهم فوق البساط ضد أقوى المنافسين من مختلف الدول، التي تملك تقليدا في رياضة الجيدو، وحضّروا جيّدا للحدث العالمي من خلال المشاركة في ملتقيات دولية وتربّصات كثيرة.
بالعودة للنتائج التي حقّقها المصارعون الجزائريون، خرج علاء الدين صحراوي من الدور الأول في وزن أقل من 50 كلغ، نفس النتيجة بالنسبة لمحمد أمين دقواح في وزن أقل من 60 كلغ، أما شيراز دحومان فقد فازت في المنازلة الأولى في وزن أقل من 40 كلغ، بعدها انهزمت في المنازلة الثانية من دور المجموعات، وشاركت في الدور الاستدراكي حيث احتلت المركز السابع، وهي نتيجة مقبولة جدا، في حين بلغت ريم ميلودي الدور ثمن النهائي بعدما تجاوزت الدور الأول بجدارة في وزن أكثر من 70 كلغ.
سجّلنا بروز الجيدو النسوي الجزائري في هذه الخرجة العالمية، ما يؤكّد العمل الكبير الذي قامت به المصارعتان ميلودي ودحومان، بعد الوجه المشرف لكل واحدة منهما، وهو تأكيد واضح على التألق الذي كان في بطولة إفريقيا بأنغولا شهر جويلية الماضي، عندما عادت المصارعتان بالذهب، وبهذا فإنّ ثمار العمل الذي انطلق منذ عدة أشهر، بدأت تظهر في الميدان سواء في المنافسة القارية أو على الصعيد العالمي، ومن خلال الاحتكاك مع المستوى العالي، ستكون نتائج أفضل مستقبلا من خلال اكتساب الخبرة، وكذا الثقة التي تعتبر عاملا مهما جدّا في المنافسات الدولية والقارية.
ستستمر الأمور الجدية بالنسبة للرياضيّين، الذين مثلوا الجيدو الجزائري في بطولة العالم للأشبال، من خلال العمل أكثر بالتركيز على النقائص وتصحيحها ضمن التربّصات المقبلة، استعدادا للاستحقاقات القادمة التي تنتظرهم في مقدمتها الألعاب الإفريقية، من أجل كسب نقاط أكبر لتحسين ترتيبهم ضمن الجدول العام للاتحاد الدولي، لكي تكون لهم فرصة المشاركة في الدورات التي تكون تحت إشرافه، سواء الملتقيات الدولية أو منافسات الغراند سلام، وكذا التربّصات التي يشرف عليها، والتي تكون بحضور خبراء عالميّين وأبطال أولمبيّين.
يأتي ذلك بعد القفزة الكبيرة التي يعرفها الجيدو الجزائري، من ناحية الحضور في مختلف الهيئات الهامة، في صورة محمد مريجة الذي يملك مكانته في الاتحاد الدولي والإفريقي، وكذا رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو ياسين سليني، الذي يترأّس لجنة التطوير والمنافسات بالاتحاد الإفريقي، كل هذا يعتبر إضافة ستخدم الرياضيّين الجزائريّين من خلال دعمهم، للاستفادة من الامتيازات التي تسمح لهم بتطوير مستواهم، خاصة التي تتعلّق بالتربّصات خارج الوطن.