براف: الرّئيس تبون حرص على أن تكون الألعاب الإفريقية منصة لصقل المواهب
تُوّجت الجزائر بنجاح باهر في تنظيم واحتضان النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية، التي احتضنتها ولايات عنابة، قسنطينة، سكيكدة وسطيف من 26 جويلية إلى 5 أوت الجاري، حيث تصدّرت الترتيب العام للميداليات بواقع 245 ميدالية، منها 103 ذهبية، ما يعكس ديناميكية جديدة في السياسة الرياضية الوطنية التي ترتكز على المدرسة كنواة لاكتشاف المواهب وبناء أبطال المستقبل.
وفي ندوة صحفية عقدها بفندق سيبوس الدولي بمدينة عنابة، أشاد رئيس جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية، مصطفى براف، بـ»الإنجاز الكبير»، وقال: إنّ «الجزائر نجحت في رفع التحدي من جميع الجوانب»، مشيدًا بجهود الدولة الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي حرص على أن تكون هذه التظاهرة منصة لصقل المواهب الرياضية الإفريقية ومنطلقًا لإحياء الرياضة المدرسية.
الجزائر في صدارة الترتيب
تفوّقت الجزائر على جدول الترتيب بتحقيق 244 ميدالية، متقدمة على مصر التي حلت ثانيا بـ115 ميدالية، ثمّ تونس في المركز الثالث بـ155 ميدالية، وقد شملت المشاركة ما يفوق 3100 مشارك، بينهم 2700 رياضي ينتمون إلى 50 بلدًا إفريقيًا، وسط منافسة تميّزت بالتنوع، التحدي، والروح الرياضية.
وأوضح براف أنّ 33 وفدًا إفريقيًا تمكّن من حصد ميداليات، ما يعكس المستوى الفني المرموق للتظاهرة، ويؤكّد البعد القاري الذي كرّسه هذا الموعد الرياضي الفتي، كما أثنى على حسن التنظيم، مشيرًا إلى أنّ الوفود المشاركة أبدت إعجابها بالتجربة الجزائرية، سواء من حيث الإيواء أو النقل أو جودة المرافق.
وقف نزيف هجرة المواهب
في مداخلته، دعا براف إلى ضرورة الاستثمار في الرياضة المدرسية باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لوقف نزيف هجرة الرياضيّين الأفارقة إلى الخارج، مشدّدًا على أهمية التكوين والمرافقة لضمان بروز نخبة قارية قادرة على تشريف إفريقيا في المحافل الدولية. وأعلن المسؤول الأول عن جمعية اللّجان الأولمبية الإفريقية، أنّ النسخة الثانية من الألعاب المدرسية ستقام في نيجيريا عام 2027، بينما تقام النسخة الثالثة في كينيا عام 2029، عقب مصادقة المكتب التنفيذي بالإجماع على ملفي البلدين.
براهمية: الجزائر اعتمدت على كفاءاتها الوطنية
من جهته، أكّد رئيس اللّجنة الوطنية للألعاب الإفريقية المدرسية، عمار براهمية، أنّ الجزائر أثبتت قدرتها على تنظيم تظاهرات رياضية كبرى بفضل الاعتماد على الكفاءات الوطنية دون الاستعانة بخبرات أجنبية، مشيرًا إلى أنّ الدولة سخّرت إمكانات بشرية ومادية ضخمة لضمان نجاح هذا الحدث القاري، مع تطبيق مبادئ الحوكمة والشفافية في كل مراحل التسيير.
وأوضح براهمية أنّ التنظيم لم يكن يخلو من الصعوبات، غير أنّ الإرادة الجماعية والتنسيق بين مختلف الفاعلين مكّن من تجاوزها، لافتًا إلى أنّ الولايات الأربعة المحتضنة (عنابة، قسنطينة، سكيكدة، سطيف) استجابت بكفاءة للرهان، ووفّرت بيئة رياضية آمنة ومجهّزة.
الرياضة المدرسية أولوية جزائرية
وشدّد براهمية على أنّ الرياضة المدرسية أصبحت من أولويات الحكومة الجزائرية، انسجامًا مع رؤية الرّئيس تبون، الرامية إلى إعادة الاعتبار للمدرسة كخزان أساسي للرياضيّين النخبة، مذكّرًا بمسار أبطال كبار مثل نورية بنيدة مرسلي وحسيبة بولمرقة، الذين كانت انطلاقتهم من الوسط المدرسي.
وفي السياق ذاته، أبرز المسؤول ذاته أنّ هذه الألعاب ساهمت أيضًا في تهيئة وتحديث المنشآت الرياضية في الولايات المضيفة، حيث تمّ تجهيز العديد منها وفقًا لمعايير دولية حديثة، ما يجعلها مؤهّلة لاحتضان منافسات دولية مستقبلية، ويمنح شباب المنطقة فضاءً ملائمًا لصقل مهاراتهم.
بداية لمسار قاري جديد
اختتام هذه الدورة شكّل لحظة احتفال برياضة مدرسية واعدة، وإعلان انطلاق مسار قاري جديد قاعدته المدرسة وهدفه بروز أبطال أفارقة من صنع بلدانهم. وبنجاحها في استضافة أول نسخة من الألعاب الإفريقية المدرسية، تكون الجزائر قد فتحت نافذة جديدة للتكامل الرياضي الإفريقي، على قاعدة السيادة في التسيير، والرؤية المستقبلية في الاستثمار في الإنسان.