أجواء حماسية تصنعها الألعاب المدرسية الافريقية في عنابة

المنافسة تشتدّ.. والرياضة الجزائرية تنتصر

عنابة: هدى بوعطيح

إشادة قارية بحسن الاستقبال والتنظيم

تتواصل الألعاب الافريقية المدرسية بمدينة عنابة، وسط مجد كبير يصنعه الرياضيون الجزائريون الذين يهدون وطنهم في أغلب المنافسات الرياضية، ميداليات ذهبية، تعزز من مكانة الرياضة الجزائرية، وتكشف عن مواهب صاعدة سيكون لها حضور في المحافل الرياضية الكبرى، رياضيون صغار في الموعد يقولون كلمتهم بكل حزم وثبات على البساط بأن لا شيء يعلو على الراية الوطنية والتي سترفرف عاليا في مختلف المنافسات التي تحتضنها النسخة الأولى من التظاهرة الرياضية القارية.

يهدي الرياضيون، للجزائر ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، يسعون من خلالها لأن تتصدر جدول ترتيب الميداليات للنسخة الأولى من الألعاب المدرسية الإفريقية 2025، وتحقيق انتصارات مستحقة في مختلف المنافسات الرياضية، على غرار المصارعة الاغريقية ـ الرومانية والحرة ذكورا وإناثا، التي حصد فيها المصارعون الجزائريون النصيب الأكبر من الميداليات الذهبية إلى جانب رياضة الكونغ فو ووشو والسباحة واختصاص البادمنتون.. في انتظار التألق في باقي المنافسات الرياضية التي تتوزع على كل من عنابة، سطيف، سكيكدة وقسنطينة.

أجـواء حماسيـة.. وجمهــور مميـز

أجواء حماسية تصنعها الألعاب المدرسية الافريقية في عنابة، جعلت جمهور بونة يسجل حضوره في مختلف المنافسات الرياضية، لتشجيع هؤلاء الرياضيين على تحقيق المزيد من الانتصارات وإهداء الجزائر ميداليات أخرى تعزز من تواجدها في صدارة الترتيب، حضور كبير للعائلات العنابية وحتى زوار بونة لمختلف المرافق الرياضية التي تحتضن الحدث الرياضي، على غرار شاطئ فلاح رشيد، وبالضبط ساحة الألعاب المدرسية الافريقية التي تم تدشينها مؤخرا خلال افتتاح موسم الاصطياف 2025 من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ابراهيم مراد، والتي احتضنت منافسة كرة السلة (3 x 3)، هذا الموقع جعله محل ارتياد لسكان عنابة وزوارها وكذا السياح الأجانب الذين وجدوا في هذه الألعاب الفرجة والمتعة، وحظي لاعبو كرة السلة بتشجيع كبير من طرف رواد الشاطئ في لفتة منهم لتقديم صورة حسنة عن الجمهور العنابي والجزائري ككل، وبأن الجزائر في الموعد لاحتضان الفعاليات الكبرى.

تنظيـم مُحكم..

خمسة أيام تمر على انطلاق الألعاب المدرسية الإفريقية، وسط تنظيم محكم سواء داخل القاعات الرياضية أو خارجها، وأجواء أمنية محكمة أيضا تشهدها بونة منذ بداية الحدث القاري، حيث تنفذ مصالح أمن ولاية عنابة مخططها الوقائي الذي سطرته لمرافقة التظاهرة الرياضية، والتي اتخذت الاجراءات اللازمة من خلال تأمين الوفود والفرق الرياضية المشاركة بهدف إنجاح الألعاب المدرسية التي تؤكد بأن عنابة في مستوى الحدث القاري وقادرة على احتضان الفعاليات الكبرى بتنظيمها المحكم، وشوارعها الآمنة، وبجاهزية مرافقها الرياضية، وأيضا بمرافقة مسؤوليها لهذا الحدث منذ بدايته إلى نهايته، حيث لا يتوانى المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة عبد القادر جلاوي على تنظيم زيارات لمختلف القاعات الرياضية، أين أشرف رفقة رئيس جمعية اللجان الأولمبية الافريقية مصطفى براف والسلطات الأمنية والمدنية على تسليم الميداليات للفائزتين في رياضة المصارعة بالقاعة متعددة الرياضات شهر الدين شحلاف وهما المصارعة ميليسا بوسعيدي في وزن 61 كلغ ومريم صفية غريب في وزن 43 كلغ. كما أجرى زيارة للقاعة المتعددة الرياضات كمال بوقشبية بالمدينة الجديدة بن مصطفى بن عودة بالمقاطعة الإدارية ذراع الريش لحضور منافسات الملاكمة (نصف النهائي)، نهائيات سباق الدراجات (سباق ضد الساعة).. والتي تعد بمثابة تشجيع للرياضيين المشاركين في هذه المنافسات.

حســن الاستقبـــال.. وإقامــة في المستـوى

حطّت الوفود المشاركة في الألعاب المدرسية الافريقية رحالها بعنابة، وسط اجراءات تنظيمية محكمة، حيث أشادوا بحسن الاستقبال والاقامة، مؤكدين أن ذلك ليس بجديد على الجزائر التي تؤكد حضورها دائما في المواعيد والتظاهرات الدولية الكبرى بقاعاتها المجهزة بالتقنيات الحديثة التي تساعد على اجراء المنافسات في ظروف مريحة، معبرين في ذات الوقت عن ارتياحهم بتواجدهم في الجزائر التي لا تدخر جهدا لإنجاح الألعاب المدرسية الافريقية، وأثنى نائب رئيس الاتحاد المصري للتجديف ورئيس الوفد المصري محمد سلامة على حسن التنظيم والاستقبال الذي حظي به الوفد منذ وصوله إلى عنابة، مؤكدا أن التظاهرة مناسبة لتعزيز الروابط بين شباب القارة السمراء وتبادل الخبرات.
كما أعرب مدرب منتخب الطوغو عن فرحته لوجوده بالجزائر، مشيرا إلى أن التظاهرة الرياضية هي فرصة لاكتساب المزيد من الخبرة في بلد يتنفس مواطنوه الرياضة، وقال إنهم يتواجدون في الجزائر لأجل الفوز والظفر بالميدالية الذهبية، كما أشار مدرب كرة السلة لفريق نيجيريا أن تواجدهم بعنابة يشكل بالنسبة له ولفريقة تجربة مذهلة، بداية من يوم الافتتاح الذي كان مبهرا، وصولا إلى التنظيم الجيد لمنافسة كرة السلة التي تعرف يوميا حضورا كبيرا للجمهور العنابي وهو ما يرفع من معنوياتنا ـ يقول ـ للوصول إلى النهائي والفوز بالميدالية الذهبية.
وبدورهم الرياضيون الواعدون المتوجون بالذهبية في هذه الألعاب، لا سيما منهم أبطال المصارعة الاغريقية ـ الرومانية، أعربوا عن فرحتهم لاستضافة الجزائر للألعاب المدرسية في نسختها الأولى، والتي ستكون بالنسبة لهم كبداية لمشوار رياضي حافل يمكنهم من إعلاء الراية الجزائرية في مختلف المحافل الدولية الكبرى وفي مختلف التخصصات، مشيدين بالاهتمام الذي حظوا به لأجل تشريف الجزائر بأكبر عدد من الميداليات الذهبية، كما أثنوا على الجمهور العنابي الذي كان في الموعد لتشجيعهم وتحفيزهم معنويا وكان له الفضل في تحقيق الانتصار والتتويج بالذهب.

النشاطـات الثقافيــة والفنية حاضــرة..

ولأن الجزائر تسعى دائما لإبراز تراثها الثقافي والفني، فإن الجهات الوصية لم تفوت فرصة تنظيم نشاطات ثقافية بالموازاة مع التظاهرة الرياضية الافريقية، لاسيما على مستوى القرية الرياضية بـ«البوني” التي احتضنت عروضا فنية في الطرب الأصيل أحيتها فرقة “إشراق بونة”، إلى جانب تنظيم معارض للحرف التقليدية وورشات تفاعلية تعكس التنوّع الثقافي والثراء الفني للمنطقة.
النشاطات الثقافية والفنية مناسبة للابتعاد قليلا عن أجواء المنافسات الرياضية والاستمتاع بالفن الأصيل الذي صنع جوا من المتعة والراحة، لا سيما على صوت الفنان فتحي العنابي الذي قدم فسيفساء من التراث الشعبي الجزائري أطربت آذان الوفود الرياضية، ليكون الموعد على هامش التظاهرة الرياضية مع عروض لأفلام سينمائية ومسرح الشارع، كما تم تنظيم بالمناسبة بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “بركات سليمان” بالتنسيق مع جمعية هواة جمع الطوابع والعملات معارض لاكتشاف القطع النادرة، حيث تنوعت المعروضات بين طوابع بريدية قديمة وحديثة وعملات معدنية من مختلف الحقب التاريخية، وشمل المعرض أيضا أقسام مخصصة للتحف النادرة، سمحت لضيوف الجزائر بالتعرف على تاريخ الجزائر العريق وثقافتها المتشعبة.

جــولات سياحيــة لمعالـم بونــة

ستكون الوفود المشاركة في الألعاب المدرسية الافريقية على موعد مع اكتشاف جوهرة الشرق بونة والاستمتاع بمناظرها الطبيعية ومعالمها وآثارها الضاربة في عمق التاريخ، حيث سيتم تنظيم خرجات ميدانية لمختلف الوفود المشاركة ضمن مسار سياحي لأهم الأماكن التي تعرف توافدا كبيرا لزوار عنابة من داخل وخارج الوطن، على غرار “المنارة”، ومنطقة “سرايدي” التي تعتبر واحدة من أروع وأجمل المناطق التي تشتهر بها عنابة، حيث تمتزج فيها زرقة البحر بشموخ الجبال وروعة الغابات، على أن تحط الوفود المشاركة بفندق المنتزه وجبال الايدوغ، كفرصة لتعزيز السياحة في مثل هذه التظاهرات والتعريف بتاريخ الجزائر وبمناطقها ومعالمها وآثارها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025
العدد 19836

العدد 19836

الأربعاء 30 جويلية 2025
العدد 19835

العدد 19835

الثلاثاء 29 جويلية 2025
العدد 19834

العدد 19834

الإثنين 28 جويلية 2025