نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم إتحـاد العاصمة ( 2 ) شباب بلوزداد ( 0 )

”أبناء سوسطارة” يتوّجـون بالكـأس التاسعـة

ملعب نيلسون مانديلا ببراقي: عمار حميسي

توّج فريق إتحاد العاصمة، أمس، بكأس الجمهورية، للمرة التاسعة في تاريخه عقب فوزه على شباب بلوزداد، في النهائي الذي جرى تحت إشراف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بملعب نيلسون مانديلا ببراقي، ويدين الإتحاد بهذا الفوز للثنائي بن عياد وخالدي، اللذان نجحا في منح الأفضلية للفريق، حيث منح رئيس الجمهورية الكأس لقائد إتحاد العاصمة سعدي رضواني، معلنا انطلاق الأفراح في معاقل إتحاد العاصمة.
و بالمناسبة كرم رئيس إتحاد العاصمة و رئيس شباب بلوزداد و كذا وزير الرياضة، رئيس الجمهورية.
أنهى إتحاد العاصمة الموسم بأفضل طريقة ممكنة، من خلال التتويج بكأس الجمهورية للمرة التاسعة في تاريخه، بعد فوزه المستحق على حساب شباب بلوزداد، في نهائي مثير جرى بحضور رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وكبار المسؤولين في الدولة، حيث أشرف السيد الرئيس، على مراسم منح الميداليات والكأس للفريق المتوّج.
سيتذكر أنصار إتحاد العاصمة هذا الموسم طويلا، خاصة أن أشد المتفائلين لم يكن يؤمن أن الفريق سينجح في الظفر بلقب، في موسم النسيان بالنسبة للفريق على مستوى البطولة والمنافسة القارية، ويبدو أن الإدارة الجديدة للإتحاد ستبدأ العمل على أرضية صلبة، من خلال إستغلال هذا التتويج لإعادة ترتيب البيت، من أجل الظهور بأفضل طريقة ممكنة، خلال الموسم المقبل.دخل لاعبو شباب بلوزداد المباراة والإرتباك واضح على قراراتهم، خلال امتلاك الكرة وهي النقطة التي استغلها لاعبو إتحاد العاصمة لصالحهم، من خلال الفوز بالصراعات الثنائية من البداية، وهو الأمر الذي زاد من حدة الإرتباك والتخوف، لدى لاعبي شباب بلوزداد، حيث كان من الواضح أنهم غير جاهزين من الناحية النفسية.لاعبو الإتحاد دخلوا المواجهة بقوة، وهو الأمر الذي اتضح على طريقة اللعب التي انتهجوها من البداية، والتي ارتكزت على وجه الأساس على اللعب المباشر نحو الأمام، وتفادي تدوير الكرة، ومن خلال اللجوء إلى عامل التحضير قبل بداية الهجمة، لأنهم أدركوا أن الفرصة مواتية أمامهم، من أجل أخذ الأسبقية في ظل ارتباك لاعبي شباب بلوزداد.
لم ينتظر لاعبو الإتحاد كثيرا، حيث افتتحوا باب التسجيل عن طريق المهاجم بن عياد في د9 بعد عمل مميز، من لاعبي الوسط خاصة خالدي الذي افتك الكرة عن جدارة، من اللاعب بن عيادة ونجح في استغلال عامل الضغط لصالح فريقه، وتهيأت الكرة لبن عياد داخل منطقة العمليات، ولم يجد صعوبة في وضعها داخل شباك الحارس زغبة.
تواصل ضغط فريق اتحاد العاصمة على شباب بلوزداد، ونجح الفريق بعد دقائق في إضافة الهدف الثاني، عن طريق خالدي في د 13، حيث توغل بكل حرية في عمق دفاع شباب بلوزداد، وانفرد بالحارس زغبة ليضع الكرة بكل سهولة في شباكه، وسط فرحة عارمة من أنصار اتحاد العاصمة، وذهول نظرائهم في شباب بلوزداد.
لم يفهم أنصار شباب بلوزداد ما حدث لفريقهم في المباراة، التي دخلها بأسوأ طريقة ممكنة بعد أن تلقى هدفين في ظرف قصير، وهو ما جعل الشك يتوغل إلى أفكارهم، حول مدى قدرة الفريق على مجاراة نسق الإتحاد، ورغم ذلك إلا أنهم واصلوا تدعيم وتشجيع اللاعبين من أجل العودة في المباراة.بعد الهدف الثاني لاتحاد العاصمة تدخل المدرب راموفيتش، من خلال إجراء تغييرين، حيث خرج كل من لعوافي وبلخير مقابل دخول كل من حمرون وباكور، من أجل إعادة ضبط الأمور، في ظل السهولة التي وجدها لاعبو الإتحاد، في إختراق دفاع الشباب وسط غياب وسط الميدان.وبعد مرور 25 دقيقة استفاق لاعبو شباب بلوزداد، ونجحوا في امتلاك الكرة والأكثر من هذا هددوا مرمى الحارس بن بوط، من خلال توغلات مزيان وبن عيادة على الجهة اليسرى من دفاع اتحاد العاصمة، إلا أن الرقابة اللصيقة التي كانت على محيوص، حالت دون تشكيله أي خطورة تذكر طيلة الشوط الأول.
سيطر شباب بلوزداد على آخر ربع ساعة من الشوط الأول للمباراة، من أجل تسجيل هدف على الأقل قبل العودة لغرف تغيير الملابس، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك في ظل الإنتشار الجيد للاعبي الإتحاد، خاصة وسط الميدان بقيادة بوخنشوش، الذي كان واحدا من أفضل لاعبي الإتحاد خلال الشوط الأول.
بداية الشوط الثاني كانت مختلفة عن الأول، حيث دخل لاعبو الشباب المرحلة الثانية بكل قوة من أجل العودة في النتيجة، لكن محاولاتهم كانت بدون تركيز في ظل التمركز الجيد للاعبي الإتحاد، الذي كان همه الوحيد خلال المرحلة الثانية هو تسييرها بأفضل طريقة ممكنة، من أجل الحفاظ على النتيجة التي حققوها خلال الشوط الأول.
مدرب شباب بلوزداد واصل عملية التغييرات، حيث قام مباشرة مع انطلاق المرحلة الثانية، بإخراج اللاعب الجنوب إفريقي، مايو الذي كان ظلا لنفسه خلال الشوط الأول، وأشرك مكانه اللاعب الشاب بن أحمد، من أجل منح قوة أكبر لوسط الميدان، لإدراكه أن نقطة ضعف الفريق خلال المرحلة الأولى، كانت سوء تمركز لاعبي من جهته، رأى مدرب إتحاد العاصمة، أن فريقه مطالب ببذل مجهوادت كبيرة من الناحية البدنية خلال الشوط الثاني، حيث أشرك كل من رضواني، بوسليو ولوصيف مكان كل من عزي الذي تعرض لإصابة، إضافة إلى بن عياد ومريلي، وهي التغييرات التي كان الهدف منها الحفاظ على نفس النسق.
مدرب شباب بلوزداد استنفد تغييراته في د80، من خلال إخراج بوكرشاوي وإدخال اللاعب شعيبي، من أجل لعب الكل في الكل خاصة أنه أدرك أن الوقت لا يسير لصالحه، والتأخر بهدفين يصعب كثيرا من المأمورية، مع تواصل المباراة دون تقليص النتيجة على الأقل، وهو ما جعله يغامر بهذه الطريقة.
واصل أنصار شباب بلوزداد دعمهم للفريق، رغم تأخره بهدفين من خلال رسم لوحات وصور جميلة في المدرجات، تعكس روحهم الرياضية العالية ومرسلين رسائل مهمة للاعبين، بضرورة مواصلة العمل والإجتهاد خلال المباراة، من أجل العودة في النتيجة رغم صعوبتها، وهو الأمر الذي تجاوب معه اللاعبون.
لم ينجح فريق شباب بلوزداد في العودة، بعد تأخره بهدفين ونجح اتحاد العاصمة في تسيير ما تبقى من المواجهة بذكاء كبير، وهو الأمر الذي سمح له بتحقيق الهدف الأساسي من المواجهة، وهو الإنتصار وإسعاد الآلاف من أنصاره، الذين تنقلوا إلى الملعب، من أجل دعم الفريق في هذه المباراة الصعبة.
إنتهت المواجهة بفوز اتحاد العاصمة، الذي نجح في تحقيق اللقب التاسع له في منافسة كأس الجمهورية، وأنهى بذلك الموسم بأفضل طريقة ممكنة بعد معاناة كبيرة في البطولة، خلال مرحلة العودة التي ظهر فيها الفريق بمستوى بعيد عن التطلعات.


أصداء من ملعب نيلسون مانديلا

الجمهور : عرفت مباراة نهائي كأس الجمهورية بين اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد، حضور جمهور غفير غصت به مدرجات ملعب نيلسون مانديلا، وهو الأمر الذي كان منتظرا، خاصة أن تذاكر المباراة نفدت في وقت قياسي، خلال عملية البيع التي جرت يومين قبل المواجهة، من خلال إستخدام أحد التطبيقات.
الطقس : كانت حالة الطقس يوم المباراة تتميز بالحرارة الشديدة التي ميزت الجزائر العاصمة، وهذا بعد التنبيه الذي أطلقته مصالح الأرصاد الجوية، من ارتفاع محسوس في درجة الحرارة خلال يوم المباراة، إلا أن هذا الأمر لم يثن الأنصار على الحضور باكرا إلى الملعب، وما قلل من حدة الحر على الأنصار هو أن المدرجات مغطاة، مما جعلهم يجلسون في ظروف مريحة.
صحافة : تغطية إعلامية قياسية عرفتها مباراة نهائي كأس الجمهورية بين الإتحاد والشباب، أمس، حيث أن أعضاء خلية الإعلام على مستوى “ الفاف” كانوا في الموعد، ونجحوا في أداء مهاهم على أكمل وجه.
النقل : عكفت خلية الإعلام على مستوى “الفاف”، على تقديم كافة التسهيلات اللازمة لممثلي وسائل الإعلام، من خلال تخصيص حافلات لنقلهم من موقف السيارات على مستوى ملعب 5 جويلية إلى ملعب نيلسون مانديلا، وهو الأمر الذي خفف الكثير من العوائق على الصحفيين والمصورين، وسارت الرحلة إلى الملعب في ظروف ممتازة.
أرضية : رغم أن الأرضية الخاصة بملعب نيلسون مانديلا كانت جاهزة وفي أبهى حلة، إلا أن عمال الملعب كانوا في كل مرة يقومون بتفقدها خاصة مع الحرارة الشديدة، حيث كانت وسائل السقي حاضرة من أجل سقيها من حين لآخر.
الملعب : عكفت إدارة ملعب نيلسون مانديلا على تجديده بالكامل، وتجهيز كل المرافق الضرورية من أجل إنجاح هذا العرس الكروي، حيث تم تنظيف منصة الصحفيين بالكامل، وهو الأمر الذي استحسنه ممثلو وسائل الإعلام.
عروض : قامت الفرقة الموسيقية التابعة للحرس الجمهوري بتقديم عروض موسيقية شيقة، تفاعل معها الأنصارالحاضرين، حيث تفاعلوا كثيرا مع العروض الموسيقية،التي أدتها الفرقة النحاسية للحرس الجمهوري بتفانو إتقانكبيرين.
أبواب : وضعت إدارة ملعب نيلسون مانديلا مخططا محكما، من أجل ضمان إنسيابية كبيرة في ولوج الأنصار إلى الملعب، من خلال فتح أبوابه من الساعة 10 صباحا إلى الثانية زوالا، وكانت الأربع ساعات كافية لجميع الأنصار الذين يمتلكون التذاكر، من أجل الدخول واختيار الأماكن الملائمة لهم.
أكل سريع : تم وضع العديد من نقاط بيع المأكولات السريعة والمشروبات، على مستوى بعض زوايا ملعب نيلسون مانديلا، وهذا من أجل السماح للأنصار بتناول وجبة الغداء داخل الملعب.
تحكيم : نزل ثلاثي التحكيم قبل انطلاق المباراة بأكثر من ساعة ونصف إلى أرضية الميدان، من أجل تفقد كل صغيرة وكبيرة تخص المباراة، وضمان أن تجري المواجهة في ظروف تنظيمية محكمة، وهو الأمر الذي اطمأنوا منه بعد التواصل مع المسؤولين عن التنظيم، حيث أكدوا لهم أن كل شيء على ما يرام.
يوم مفتوح : نظم التلفزيون الجزائري يوما مفتوحا بمناسبة نهائي كأس الجمهورية، حيث وفرت إدارة التلفزيون الجزائري إمكانات ضخمة، من أجل نقل النهائي في أفضل الظروف، وتقديم صورة تليق بالنقل التلفزيوني الجزائري.
بث تلفزيوني : لفت انتباهنا خلال تواجدنا بمنصة الصحفيين التابعة لملعب نيلسون مانديلا، تواجد ممثلين عن قنوات الكأس القطرية، وأكدوا لنا أن قناة الكأس الأولى ستقوم بنقل نهائي كأس الجمهورية على المباشر، وتم تخصيص استوديو تحليلي خاص بالمباراة، بحضور أحد اللاعبين السابقين في شباب بلوزداد.
تحية : كان لاعبو اتحاد العاصمة هم من دخلوا في البداية إلى أرضية ملعب نيلسون مانديلا من أجل تحية الأنصار، وتجاوب أنصار الإتحاد كثيرا مع اللاعبين..كما نال لاعبو شباب بلوزداد تحية كبيرة من أنصارهم بعد دخولهم أرضية الميدان.
بيتكوفيتش : عرفت مباراة نهائي كأس الجمهورية بين اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد، حضور مدرب المنتخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، رفقة مساعده نبيل نغيز من أجل معاينة بعض لاعبي الفريقين، على أمل ضم بعضهم، خلال التربص المقبل شهر سبتمبر.
رصدها: عمار حميسي

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025