احتفالات مميّزة بساحة البريــد المركـزي

 جرت أمس بساحة البريد المركزي بالعاصمة مراسيم الاحتفالات المخلدة للذّكرى 67 لإنشاء فريق جبهة التحرير الوطني، وذلك يوم 13 أفريل 1958، والتي تأجّلت بسبب الوعكة الصحية التي تعرّض لها اللاعب السابق في فيق جبهة التحرير الوطني، محمد معوش. وهذا بحضور ممثّلين عن وزارة الرياضة ووزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أعضاء من الكشافة الوطنية وسفراء وممثلي ما يقارب من 21 دولة دعّمت وساندت الثورة التحريرية.

 تمّ وضع إكليل من الزهور في ذكرى المتوفين، حيث اختار آنذاك لاعبون في أوج عطائهم الكروي تسخير شهرتهم لإسماع صوت الثورة التحريرية الجزائرية عبر أنحاء العالم على غرار رشيد مخلوفي، عبد العزيز بن تيفور، عبد الحميد كرمالي، الحارس عبد الرحمن بوبكر وعمار رواي ومحمد معوش، مصطفى زيتوني...، ليكونوا صوت الشعب والثورة في عالم الرياضة، ويلعب دور السفير الذي يبين للعالم أن الجزائر بلد يناضل لأجل حريته.
براهيمي عضو مؤسّسة فريق جبهة التحرير الوطني: نسترجع بفخر هذه الذّكرى والفريق كان رمزا حيّا لنضال شعب بأكمله
 قال محمد براهيمي عضو مؤسسة فريق جبهة التحرير الوطني في تصريح خصّ به “الشعب”: “نسترجع بفخر واعتزاز ذكرى تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، ذلك الفريق الذي لم يكن مجرّد مجموعة من اللاعبين، بل كان رمزا حيّا لنضال شعب بأكمله من أجل الحرية والاستقلال، فقد جعل هؤلاء اللاعبين من الكرة أداة نضال وصوتا مدوّيا لقضية عادلة في وجه الاستعمار”.
وأضاف: “اليوم، ونحن نحيي هذه الذّكرى الخالدة، نستحضر أسماء الأبطال، من قضى منهم نحبه ومن لا يزال على قيد الحياة، ونخص بالذكر الراحلين الذين دفنوا وقلوبهم مفعمة بحب الوطن، ونجدّد العهد بأن تظل تضحياتهم نبراسا ينير درب الأجيال القادمة، كما نوجّه التحية إلى كل من ساهم في تخليد هذا الفريق التاريخي، وندعو إلى تعزيز الوعي بتاريخنا الرياضي التحرري، حتى لا يطوى في ذاكرة النسيان، إنّ الحفاظ على هذا الإرث مسؤولية جماعية، نتحمّلها نحن كأعضاء في المؤسسة، ويتقاسمها معنا كل جزائري يؤمن بأن الرياضة كانت، وستبقى رسالة سامية من أجل الوطن، لم يكونوا ذوي مستوى عال فقط، بل شكّلوا واحدا من أكبر وأقوى المنتخبات في العالم، ولو شاركنا في نهائيات كأس العالم آنذاك لذهبنا بعيدا في المنافسة”.
هذه الكلمات لوحدها كافية لتلخيص قيمة هذا الفريق الأسطوري، الذي شكّله رجال وهبوا أنفسهم جسدا وروحا من أجل استقلال الجزائر.