تراثنـا علـى صهوة الزمن

مهرجان سيرتا يُشعل روح التنافس بين الفرسان

قسنطينة: مفيدة طريفي

 تتواصل بمدينة قسنطينة فعاليات مهرجان “سيرتا للفروسية” في طبعته الأولى، التي انطلقت رسميًا يوم 14 جوان الجاري، وسط أجواء احتفالية مميّزة رسمت على جنبات المركب السياحي “نجم الشرق”، لوحات تراثية نابضة بالهوية الجزائرية، جمعت بين البهجة الشعبية وأصالة الفروسية.

وقد دشّن المهرجان بعروض “الفانتازيا” التي أبهرت الزوار، حيث شارك فرسان من مختلف ولايات الوطن مرتدين أزياءهم التقليدية المزركشة، في مشهد احتفالي امتزجت فيه الألوان برائحة البارود، وعكست التناغم العميق بين الفارس وجواده، كما شهد الافتتاح حضورًا رسميًا لافتًا يتقدّمه والي الولاية عبد الخالق صيودة، إلى جانب شخصيات منتخبة وأمنية ومحلية، أكّدت من خلال دعمها التام لهذا الحدث، أهمية ترقية الفروسية كرافد من روافد الهوية الوطنية.ويحمل المهرجان في باقي أيامه طابعًا متنوّعًا بين التكوين، الاستعراض، والمنافسة، ضمن برنامج ثري يُشرف عليه خبراء من داخل الوطن وخارجه، لاسيما من المملكة العربية السعودية والسودان، ما يُضفي بعدًا عربيًا للمبادرة. فقد تم تنظيم ورشة ترويض المهور والتهيئة الجسدية للحصان يوم 19 جوان، تلتها ورشة الفيتيريناريا التقليدية يومي 20 و21 جوان، حيث قُدّمت عروض حيّة أمام الجمهور. وبتاريخ 21 جوان، احتضن المركب ورشة العلاج بالخيول، لفائدة أطفال مصابين بالتوحّد، في مبادرة إنسانية راقية تكرّس دور الفروسية كوسيلة دعم نفسي واجتماعي.
بالموازاة مع ذلك، انطلقت التجمعات التحضيرية للفرسان الشبّان تحضيرًا للمحافل الدولية المقبلة، وفي مقدمتها الألعاب المتوسّطية 2026، واستُكملت يوم 22 جوان بتنظيم ورشة حول القدرة والتحمّل على مسافة 40 كلم، شارك فيها فرسان من مختلف التخصّصات.وتنظم منافسات القفز على الحواجز إلى غاية يوم 28 جوان بمشاركة فرسان مرموقين من مختلف النوادي الجزائرية. كما سيتم تنظيم ندوة علمية وطنية حول موضوع “الفروسية الجزائرية: بين الهوية والتنمية” يوم 26 جوان، بمساهمة نخبة من الأساتذة والمؤطّرين. ولا يقتصر المهرجان على الجانب الرياضي فحسب، بل يفتح المجال أمام الحرفيّين لعرض إبداعاتهم، من سروج تقليدية، وزينة الخيول، إلى أزياء وخياطة فلكلورية، حيث يشكّل هذا الركن معرضًا حيًّا يربط بين الفروسية والموروث الثقافي الشعبي.ويهدف القائمون على المهرجان إلى تحويل هذه التظاهرة إلى تقليد سنوي ثابت في أجندة الفروسية الجزائرية، يجمع بين الأجيال ويخلق فضاءً ديناميكيًا يُعيد الإعتبار لرياضة الأجداد، ويمنح الشباب فرصة لاكتشاف هذا العالم النبيل.تُختتم فعاليات المهرجان يوم 28 جوان 2025، بمسابقة وطنية كبيرة في القفز على الحواجز، يتنافس فيها نخبة من الفرسان، في أجواء يُنتظر أن تكون احتفالية، جامعة بين الرياضة، التراث، والجمال، لتُسطّر بذلك قسنطينة سطورًا جديدة في سجل الفروسية الوطنية، وهي تمتطي صهوة التاريخ بثبات نحو مستقبل يُراهن على الذاكرة الحية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19804

العدد 19804

الإثنين 23 جوان 2025
العدد 19803

العدد 19803

الأحد 22 جوان 2025
العدد 19802

العدد 19802

السبت 21 جوان 2025
العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025