استعادة مكانة “السلة الجزائرية” بالسّاحتين العربية والإفريقية
تحدّث الناخب الوطني لكرة السلة، علي بوزيان، في أجواء من التفاؤل، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بقاعة المحاضرات بملعب 5 جويلية الأولمبي، عن ملامح المشروع الفني الجديد الذي يستهدف إعادة الروح للمنتخب الوطني، واستعادة مكانته في الساحة الإفريقية والعربية بعد سنوات من الغياب والتراجع.
أكّد بوزيان أن مشروعه يقوم على تكوين منتخب يعكس شخصية اللاعب الجزائري، منتخب يلعب بروح جماعية ويبرز الأسلوب المميز الذي لطالما عرف به الجزائريون داخل الملاعب.
واستهل بوزيان حديثه بالقول: “ما نريده ليس فقط مجموعة من اللاعبين الجيدين، بل نريد منتخبا بهوية وشخصية جزائرية واضحة، لاعبونا يملكون مقومات مميزة، لكن يجب توجيهها ضمن إطار جماعي منظم”.
وأوضح أنّ الهدف الأساسي من المشروع هو بناء فريق وطني قادر على التنافس قاريا على المدى المتوسط، انطلاقا من إعادة التأسيس عبر معسكرات وتجارب فنية مدروسة، تشمل كل من المنتخب الأول وفئة أقل من 23 سنة، تمهيدا لخلق خزان بشري دائم للمنتخب.وأشار المدرب الوطني إلى أنّه سيشرف على ثلاث مراحل تحضيرية خلال هذا الصيف، تدوم كل واحدة منها ما بين 10 و15 يوما، وتخصّص الأولى للتعرف على اللاعبين من الفئتين أكابر وتحت 23 سنة عبر تجميع مزدوج. وأضاف: “لن يكون من الممكن تقييم 40 لاعبا دفعة واحدة، لذلك سنقسم العمل على مجموعتين، فئة الأكابر وفئة أقل من 23 سنة، بعدها سنقوم باختيارات دقيقة بناء على معايير فنية وتكتيكية صارمة، وسنكون واضحين مع الجميع”.
واعترف بوزيان بأن عملية الإقصاء من القائمة النهائية ستكون صعبة ومؤلمة، لكنه شدّد على أن الاختيار سيكون مبنيا على الأداء والتناسق مع فلسفة اللعب الجماعي، وليس فقط على المهارات الفردية أو الأسماء.وبعد هذه المرحلة، سيتم تقليص التعداد إلى 15 أو 16 لاعبا، وهم من سيتوجّهون إلى التربص الخارجي في تركيا، وسيكون التربص فرصة للعمل المكثف على الجانب التكتيكي، من أنظمة اللعب إلى قراءات المنافس، إضافة إلى خوض 3 مباريات ودية دولية مرتقبة ضد كل من منتخب أذربيجان، منتخب العربية السعودية ومنتخب قطر.
يرى بوزيان أنّ هذه المباريات الودية ستوفّر فرصة حقيقية لتقييم جاهزية المنتخب على مستوى الأداء والانسجام، تمهيدا للعودة إلى الجزائر لبضعة أيام، ومنها مباشرة إلى تونس، حيث سيختتم التحضير بمباريات تجريبية قبل دخول غمار البطولة العربية (25 جويلية – 2 أوت) وقال “البطولة العربية ستكون تجربة طويلة، لكنها أيضا فرصة حقيقية لقياس أين وصلنا، ولتثبيت ثقافة اللعب الجماعي، وإعادة الفريق إلى ساحة المنافسة القارية”.
كما أكّد بوزيان أن الأهداف لا تقتصر فقط على البطولة الحالية، بل تشمل أيضا بناء منتخب قوي لخوض تصفيات كأس إفريقيا 2028: “نحن لا نحضّر فقط لعام 2025، بل نزرع نواة منتخب قادر على التأهل والمنافسة في أفرو باسكيت 2028. ولهذا، سندمج لاعبين شبان في التشكيلة، حتى وإن لم يكن لهم دور كبير الآن، فإنهم سيكونون الركيزة في المستقبل القريب”.
العودة إلى المنافسات القارية هدف استراتيجي
وتوقّف المدرب الوطني لكرة السلة عند نقطة حساسة تتمثل في غياب المنتخب الوطني عن البطولة الإفريقية لأكثر من 10 سنوات، وهو ما اعتبره أحد الأسباب الرئيسية لتراجع المستوى: “كرة السلة الإفريقية تطورت كثيرا، وأي منتخب لا يشارك في البطولات القارية سيتأخر كثيرا، حتى لو كان يملك طاقات واعدة، الآن حان وقت العودة”، يضيف بوزيان.وأكّد التقني الوطني، أنّ الحديث عن التكتيك والخطط ليس أولوية في المرحلة الحالية، بل يجب أولا التأسيس لما أسماه بكتابة المشروع الفني، أي تحديد قواعد العمل وأسلوب اللعب قبل الحديث عن نتائج أو طرق لعب.
وقال: “نحن في مرحلة التأسيس، نريد أن نحدّد هوية اللعب، نمط التفكير، وأدوار اللاعبين داخل الملعب، قبل أن نخوض في تفاصيل التمركز والأنظمة الدفاعية والهجومية”.
واختتم بوزيان تصريحاته بالتأكيد على أنّ المنتخب الوطني الذي يعمل على بنائه يجب أن يحمل بصمة جزائرية خالصة: “أريد منتخبا يلعب بطاقة جماعية كبيرة، يتمتع بروح تنافسية عالية، ويبرز غنى الشخصية الجزائرية، نحن لا نقل مستوى عن الآخرين، فقط نحتاج مشروعا منظما وعملا جادا”.