حلّت أمس، بعثة المنتخب الوطني بالعاصمة السويدية ستوكهولم، تحسّبا لمواجهة منتخب السويد وديا، غدا الثلاثاء، في ثاني إختبار خلال التربّص الحالي، بعد الفوز في المواجهة الأولى أمام منتخب رواندا بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، حيث نجح “الخضر” في مواصلة سلسلة الانتصارات، في الوقت الذي تعرف مواجهة السويد، غياب خمسة عناصر تم تسريحها من التربص لأسباب مختلفة.
يواصل المنتخب الوطني تربّصه التحضيري، الذي تتخلّله مواجهتين وديتين الأولى جرت أمام رواندا، وإنتهت بثنائية نظيفة لصالح زملاء محرز، والثانية ستكون غدا بستوكهولم أمام منتخب السويد، وهي المواجهة التي ستكون بمثابة الإختبار الحقيقي لأشبال بيتكوفيتش، بما أنهم سيواجهون منتخبا قويا.
بعثة “الخضر” حلّت أمس بالعاصمة ستوكهولم مساءا، بعد رحلة كانت على متن طائرة خاصة من مطار هواري بومدين الدولي.
المنتخب الوطني كان قد فاز في المواجهة الأولى، أمام منتخب رواندا المنظم جيّدا بثنائية نظيفة، من تسجيل بلايلي وحجام، ورغم أن المنتخب لم يقدم مباراة كبيرة إلّا أنه نجح في الفوز، والأهم كان مواصلة سلسلة الإنتصارات، التي ستفيد المنتخب كثيرا خاصة على مستوى تصنيف المنتخبات، على مستوى “الفيفا” والذي يصدر بعد تربّص جوان.
بعض العناصر سجّلت نقاطا إضافية على غرار بلايلي، الذي يؤكّد مرة أخرى أنه عنصر لا غنى عنه في المنتخب، بما أنه سجّل الهدف الأول بعد عمل مميّز من بوداوي، وفي الهدف الثاني كان صاحب التمريرة الحاسمة السحرية إلى حجام، الذي نجح في تسجيل الهدف الثاني.
بيتكوفيتش خلال الندوة الصحفية، إعترف أنّ المنتخب الوطني لم يقدّم مستوى فني كبير، وأرجع ذلك إلى أنه واجه منتخبا منظما من الناحية الدفاعية، ومن الصعب إختراق الخط الخلفي، ولولا ذكاء بلايلي في المباراة لكانت الأمور أصعب بكثير على المنتخب، إلا أنه في الأخير نجح في تحقيق فوز مهم.
غيـاب خمسـة عناصـر
تعرف مواجهة السويد التي ستجري غدا، غياب خمسة عناصر لأسباب مختلفة، وهو الأمر الذي يجعل عدد اللّاعبين يتقلّص، ورغم أن الخيارات متوفّرة إلّا أنّ الناخب الوطني سيكون محروما، من عناصر مهمة خلال مواجهة الغد، وهو الأمر الذي يجعله يعتمد على عناصر أخرى وهذا من خلال منحها الفرصة.
المدرّب بيتكوفيتش قام بتسريح الثنائي قيتون وعبد اللّي، بسبب المشاكل البدنية والإرهاق اللّذان يعانيان منه بعد موسم شاق ومتعب، وهو الأمر الذي جعلهما لا ينجحان في الإختبارات البدنية، التي قام بها الجهاز الفني مباشرة بعد إنطلاق التربّص، وهذا الأمر كان منتظرا بالنسبة للثنائي المذكور.
لم يكن عبد اللّي وقيتون معنيان بمواجهة منتخب رواندا وديا، وبعد نهاية هذه المواجهة أعلن بيتكوفيتش عن تسريح الثنائي بلايلي وتوغاي، من أجل الالتحاق ببعثة الترجي التونسي التي تستعد للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل المشاركة في كأس العالم للأندية في نسختها الجديدة، وهو الأمر الذي جعل إدارة بطل تونس تراسل “الفاف”، من أجل تسريح الثنائي المذكور حيث استجاب بيتكوفيتش لهذا الطلب.
نجم المنتخب الوطني ونادي فولفسبورغ الألماني محمد الأمين عمورة، هو الآخر سيكون غائبا عن مواجهة السويد، بعد الإصابة التي تعرّض لها خلال مواجهة رواندا، ورغم أنه لم يكن ضمن التشكيلة الأساسية، ولكن بعد دخوله في الشوط الثاني تعرّض للإصابة، وتم تسريحه من التربّص من أجل مواصلة العلاج.
الغيابات عن أي مباراة في الغالب هو أمر سلبي بالنسبة للمنتخب، ولكن هذا ما يرفع التحدي بالنسبة للناخب الوطني، لأنه سيقوم بالبحث عن البديل القادر على صنع الفارق خلال المباراة المقبلة.
في نفس السياق، غاب اللّاعب ريان آيت نوري، عن التحضيرات الخاصة بمباراة السويد بعد أن تلقى الموافقة، من طرف الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش من أجل السفر إلى مدينة مانشستر، وهذا للخضوع للفحوصات الطبية التي تسبق إمضاءه الرّسمي في نادي مانشستر سيتي، الذي وافق على التعاقد معه لتدعيم الجهة اليسرى من دفاع “السيتيزن” خلال الموسم المقبل.
تغيــيرات مرتقبــة
تختلف مواجهة السويد كثيرا عن مباراة رواندا، خاصة أنّ المنتخب الوطني سيواجه منتخبا قويا، وله مستوى فني كبير حيث فاز في المواجهة الودية التي لعبها في المجر بثنائية نظيفة، تعكس مستوى المنتخب القادر على تحقيق نتائج مميّزة خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي يتطلّب القيام بتغييرات على التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني.
دفاع المنتخب الوطني سيعرف عودة القائد عيسى ماندي، الذي لم يشارك كأساسي خلال مواجهة رواندا، وما عدا تواجد ماندي لن يعرف خط الدفاع تغييرات كثيرة، من خلال تجديد الثقة في الثلاثي بن سبعيني وعطال، إضافة إلى حجام الذي سيشارك بالنظر إلى أنّ آيت نوري، لم يشارك في التحضيرات الخاصة بمواجهة السويد.
وسط الميدان هو الآخر سيعرف بعض التغييرات، ورغم أنّ مازة شارك بصفة أساسية خلال مواجهة رواندا، إلّا أن بقاءه في التشكيلة الأساسية مستبعد، حيث سيراهن الناخب الوطني على بوداوي، الذي سيواصل ظهوره الأساسي رفقة بن طالب، وعلى الأرجح سيشارك بن ناصر أو زروقي في الوسط.
هجوم المنتخب الوطني سيعرف غياب كل من بلايلي، الذي سافر مع فريقه للمشاركة في كأس العالم للأندية، وعمورة المصاب كما أن بونجاح لن يكون ضمن التشكيلة الأساسية، خاصة بعد المستوى المتوسّط الذي ظهر به خلال مواجهة رواندا، ومن الواضح أن فرصة هداف أولمبيك مرسيليا أمين غويري كبيرة، للتواجد في التشكيلة الأساسية رفقة كل من عوار ومحرز.
الأكيد أنّ التغييرات التي سيقوم بها الناخب الوطني، على التشكيلة الأساسية سترفع من المستوى الفني خلال المباراة المقبلة، وهو الأمر المنتظر بالنظر إلى قيمة المنافس، والفوز عليه سيرفع كثيرا من سقف الطموحات بالنسبة للمنتخب الوطني، خلال الفترة المقبلة خاصة أن الأمر يتعلّق بمنتخب أوروبي قوي.