عادت حسابات التتويج بلقب بطولة الرابطة المحترفة الأولى والبقاء الى الواجهة، إثر نهاية مقابلات الجولة 27 بفوز الوصيف شبيبة القبائل، وملاحقه المباشر شباب بلوزداد مع عودة فريق مولودية الجزائر، بتعادل من مدينة بشار أمام شبيبة الساورة، بالإضافة إلى الهزيمة المفاجئة لفريق نجم مقرة داخل الديار، وعدم تمكّن أولمبيك أقبو من الاحتفاظ بتفوقه على اتحاد العاصمة في الأنفاس الأخيرة من المباراة، الأمر الذي أعادهم إلى دائرة الخطر.
شهدت مقابلات الجولة 27 من بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم، عودة الحسابات من جديد لسباق التتويج اللقب والبقاء في قسم النخبة، حيث تعثر فريق مولودية الجزائر في تنقله إلى مدينة بشار لمواجهة شبيبة الساورة سلبا، أين لم يتمكن من فرض منطقه وتحقيق الفوز الثالث تواليا، الذي كان سيبقي الفارق 6 نقاط قبل ثلاثة جولات عن نهاية الموسم الكروي (2024 – 2025).
أكّد المدرب التونسي خالد بن يحيى عند نهاية المواجهة، بأنه طالب لاعبيه بلعب الهجوم المثبت، الأمر الذي جعل المولودية تصنع العديد من الفرص، خلال المرحلة الأولى مع كثير من الجهد، وصرّح: “المجهودات الكبيرة التي قمنا بها أرهقت كثيرا اللاعبين لنتحول بعدها إلى تسيير اللقاء كما كنا نريده”، وأضاف: “ضيعنا فرصتين أو ثلاثة كنا قادرين من خلالهم إنهاء المواجهة لصالحنا”. وأردف: “في ملخص الكلام كانت مواجهة حماسية ومقابلة بنهاية الموسم، نحن نلعب على البطولة وهم لضمان البقاء”.
وذهب مدرب مولودية الجزائر إلى أبعد من ذلك حين قال: “بالنسبة لي العودة بنقطة من بشار أمام شبيبة الساورة، يعتبر إنجازا كبيرا أمام فريق عنيد وصلب”.
وختم المدرب خالد بن يحيى كلامه: “لا أبحث عن الحجج، لكننا خضنا اليوم رابع مواجهة خلال 15 يوما، وهو ما جعلنا نظهر بوجه شاحب بالمقارنة مع المباريات السابقة، التي رمينا فيها بكامل ثقلنا”.
شبيبـة القبائـل يبعـث المنافسة
كان فريق شبيبة القبائل المستفيد الأكبر من مخلفات الجولة 27، الذي أكّد لاعبوه بأنهم يملكون قوة ذهنية كبيرة، هم الذين تمكّنوا من العودة من مقرة بفوز ثمين بنتيجة (3 - 1) أمام النجم المحلي، الذي يصارع من أجل البقاء، وهو الفوز الذي جاء بعد الهزيمة المخيبة بعقر الديار أمام الضيف شبيبة الساورة بنتيجة (2 - 1)، أمام حضور جماهيري غفير، في مباراة كان يبحث من خلالها “الكناري” خطف صدارة ترتيب الرابطة المحترفة من مولودية الجزائر.
عودة رفقاء القائد كسيلة بوعالية بفوز من مقرة أخلطت الحسابات في مقدمة الترتيب العام وفي ذيل الترتيب، حيث بعثت حسابات اللقب من جديد بعد تعثر المولودية خارج الديار، في حين أن نجم مقرة عاد إلى دائرة الحسابات من جديد، هو الذي كان ينتظر الجميع منه الفوز على “الكناري”، والارتقاء في الترتيب على الأقل بدرجتين.
أكّد المدرب الألماني لفريق شبيبة القبائل جوزيف زينباور، بأنه سعيد لرد فعل لاعبيه الإيجابي، بالفوز على نجم مقرة في عقر داره، بعد الهزيمة غير المنتظرة أمام شبيبة الساورة بملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، وقال: “سعيد لرد فعل اللاعبين وقدرتهم على العودة بفوز من مقرة”.
وأضاف: “العودة إلى سكة الانتصارات بعد هزيمة داخل القواعد في توقيت مهم من الموسم الكروي، وكذا قلب الطاولة على مقرة في عقر دارها والفوز عليها بنتيجة (3 - 1)، يؤكّد بأن اللاعبين يملكون شخصية قوية”. واستطرد: “سنواصل اللعب بنفس روح مواجهة مقرة إلى غاية نهاية الموسم الكروي الجاري، وعيننا على إنهاء الموسم في وصافة ترتيب الرابطة المحترفة من أجل ضمان التأهل إلى منافسة رابطة أبطال إفريقيا”.
وختم بالحديث عن التنافس على اللقب من عدمه: “منذ مدة قلتها اللقب يتنافس عليه فريقي مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، نحن علينا الفوز بأكبر عدد من النقاط خلال الجولات الثلاثة الأخيرة، لضمان التأهل لرابطة الأبطال”.
شبــاب بلـوزداد..حقّــق الأهم أمــام بــارادو
في لقاء آخر تمكّن فريق شباب بلوزداد من قلب الطاولة على مضيفه نادي أتليتيك بارادو في الداربي العاصمي، الذي احتضنه ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، وقلب تأخره بنتيجة هدف دون رد لفوز بنتيجة (2 - 1)، بعد عودة أبناء لعقيبة القوية خلال المرحلة الثانية، وتألّق المهاجم أيمن محيوص في اللقاء بتسجيله ثنائية في مرمى نادي بارادو، أعادت رفقاء القائد عبد الرؤوف بن غيث إلى حسابات التتويج باللقب.
أفاد المدرّب الألماني راموفيتش خلال المؤتمر الصحفي، الذي نشّطه بقاعة محمد صلاح بملعب نيلسون مانديلا ببراقي، بأن لاعبيه تلقّوا هدفا مبكرا في مواجهة الداربي أمام أتليتيك بارادو، وقال: “قمنا بفرص حقيقية في المرحلة الأولى لم نجسدها، وسجل علينا هدف مبكر، وفي الشوط الثاني سيطرنا بالطول والعرض على اللقاء، أمام فريق قوي ومنظم جيدا فوق أرضية الميدان”. وعلّل: “لعبنا بكتلة متقدمة وضغطنا كثيرا على المنافس في منطقته، وتمكنّا من تسجيل ثنائية والعودة في النتيجة وإنهاء المواجهة لصالحنا، وهو أمر مهم بالنسبة لنا، وأشكر اللاعبين على انضباطهم وإرادتهم الكبيرة في الفوز”.
وعن حظوظ اللعب على اللقب، صرّح: “تنتظرنا ثلاثة مباريات قوية أخرى، هدفنا واضح هو الفوز بكل المباريات، لإنهاء الموسم في وصافة الترتيب، وضمان مشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا الموسم المقبل، للمرة السادسة تواليا”.
في ذيل الترتيب، كاد فريق أولمبيك أقبو أن يحقق مفاجأة مدوية مع نهاية الموسم الكروي ويتنفّس الصعداء، أين خاض مواجهة قوية أمام الجريح فريق اتحاد العاصمة، الذي يعاني من سوء النتائج في الجولات الأخيرة، حيث وقف لاعبو أولمبيك أقبو الند للند مع أبناء سوسطارة، قبل أن يتمكّنوا من فتح باب التهديف في (د 87) من عمر المقابلة، ليتمكّن المهاجم الرواندي كالاب من تعديل النتيجة في الوقت بدل الضائع.
التعادل المفروض من قبل أولمبيك أقبو على الاتحاد، فوّت على الفريق الأول تحقيق 3 نقاط ثمينة والارتقاء في سلم الترتيب، الأمر الذي تركه يتخبط دوما في دائرة الحسابات، حيث يتقدم الأولمبيك بنقطتين فقط عن نجم مقرة، وهو ما سيشعل المنافسة على البقاء رفقة ترجي مستغانم، الذي تنتظره مواجهتين قويتين أمام الرائد مولودية الجزائر ووصيفه شبيبة القبائل، وبعده مواجهة مثيرة ضد نادي أتليتيك بارادو، لتحديد هوية الفريق المرافق لاتحاد بسكرة إلى الرابطة الثانية هواة.
تجدر الإشارة، إلى أن بطولة الرابطة المحترفة الأولى لم تشهد سيناريو مماثلا في التنافس على اللقب وضمان البقاء، منذ موسم (2018 - 2019) الذي توج فيه فريق اتحاد العاصمة بلقب الدوري في الجولة الأخيرة من عمر الموسم الكروي، على حساب فريق شبيبة القبائل بفارق نقطة وحيدة.
