كانت الألعاب الأولمبية فرصة في كل مرة للرياضيين الجزائريين من أجل التألق والبروز، ورفع الراية الوطنية عاليا في أكبر وأهم محفل رياضي عالمي، وهنا لا يمكن نسيان الإنجازات التي حققها رياضيونا في هذا المستوى، بداية بأول ميدالية حققها الملاكم موسى في أولمبياد لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1984، وصولا لآخر ميدالية نالها العداء توفيق مخلوفي في أولمبياد ريو دي جانيرو (البرازيل) في 2016.
تعدّدت الأجيال الرياضية التي مثلت الجزائر في الألعاب الأولمبية، إلا أن هدفها الوحيد كان الرغبة والطموح في رفع الراية الوطنية عاليا من خلال التتويج بأحد الميداليات، وهو الأمر الذي كان يتكرر في كل مرة .. الميداليات المحققة ستبقى خالدة في تاريخ إنجازات الرياضة الجزائرية، بالنظر لأهمية الحدث الرياضي الذي يحظى بمتابعة كبيرة.
الملاكمـة تقـص شريــط التتويجات
الملاكم مصطفى موسى هو أول رياضي جزائري يصعد على منصة التتويج، بعد فوزه ببرونزية الملاكمة في الألعاب الأولمبية لسنة 1984، وتلاه في نفس الحدث محمد زاوي الذي نال هو الآخر الميدالية البرونزية في الملاكمة، ليكون بذلك رصيد الجزائر ميداليتين برونزيتين.
بوالمرقـة تدخـل التاريــخ بــأوّل ذهبيـة أولمبيـة
انتظرت الرياضة الجزائرية ثمان سنوات كاملة للعودة لمنصة التتويج الأولمبي، وأي تتويج حيث كان الموعد مع أول ميدالية ذهبية في أولمبياد برشلونة في سنة 1992، حيث نالت بوالمرقة المركز الأول في سباق 1500 متر وهو ما جعلها تدخل التاريخ من أوسع الأبواب. تتويج بوالمرقة بالميدالية الذهبية في الأولمبياد كان منتظرا، خاصة أنها كانت قد فازت بالميدالية الذهبية في بطولة العالم التي جرت سنة 1991 بطوكيو، لتواصل التألق سنة فيما بعد وهذه المرة على مستوى الألعاب الأولمبية ببرشلونة التي كانت شاهدة على تألق البطلة الجزائرية. لم تكتف الرياضة الجزائرية في أولمبياد برشلونة بالميدالية الذهبية، حيث نال الملاكم حسين سلطاني الميدالية البرونزية في وزن الريشة، وأبان حينها على مستوى فني كبير جعل الجميع يرشحه لمواصلة التألق، في الأحداث الرياضية التي تلت أولمبياد برشلونة وهو الأمر الذي حدث.
مرسلي يدخـل قائمـة المتوّجـين
عرفت دورة الألعاب الأولمبية التي جرت سنة 1996 بأطلنطا في الولايات المتحدة الأمريكية، دخول العداء نور الدين مرسلي قائمة المتوجين بعد فوزه بذهبية سباق 1500 متر، ليرفع من حصيلة الجزائر من الميداليات الذهبية إلى ثلاث حيث نال معه في نفس الدورة الملاكم حسين سلطاني ذهبية وزن الريشة عن جدارة واستحقاق. تتويج مرسلي بالميدالية الذهبية لأولمبياد أطلنطا كان منتظرا بحكم أنه نجح في الفوز ببطولة العالم لسنوات 1991 و1993 و1995، ليواصل التألق سنة فيما بعد ويحصد أهم وأفضل إنجاز وهو الميدالية الذهبية الأولمبية لسباق 1500 متر، ويؤكد سيطرته المطلقة على هذا النوع من السباقات. لم تكتف الرياضة الجزائرية بميداليتي مرسلي وسلطاني الذهبيتين في أطلنطا، حيث نجح الملاكم محمد بحاري في تحقيق الميدالية البرونزية عن جدارة واستحقاق، ويصعد بذلك لأوّل مرّة على منصة التتويج الأولمبي.
5 ميداليات أولمبية فـي سيدنــي 2000
كان أولمبياد سيدني بأستراليا الذي جرى سنة 2000 علامة فارقة في تاريخ الرياضة الجزائرية، حيث نجح أبطال الجزائر في العودة بخمس ميداليات أولمبية كاملة، منها ذهبية وفضية إضافة إلى ثلاث برونزيات. الميدالية الذهبية في أولمبياد سيدني كانت من نصيب البطلة نورية بنيدة مراح في سباق 1500 متر، لتخلف مواطنتها حسيبة بوالمرقة التي كانت قد توجت بالذهب في نفس المسافة في أولمبياد برشلونة. الميدالية الفضية كانت من نصيب العداء علي سعيدي سياف في سباق 5000 متر.
نالت الجزائر ثلاث ميداليات برونزية في أولمبياد سيدني، وذلك عن طريق كل من، عبد الرحمن حماد في القفز العالي، سعيد قرني عيسى جبير في سباق 800 متر، ومحمد علالو في الملاكمة.
تألق عمار بن يخلف وصوريا حداد في أولمبياد بكين
عرف أولمبياد بكين الذي جرى سنة 2008 تألق الجيدو الجزائري عن طريق كل من صوريا حداد وعمار بن يخلف، اللذان نجحا في رفع الراية الوطنية على مستوى هذا المحفل الرياضي العالمي. المصارع عمار بن يخلف نال الميدالية الفضية ونالت صوريا حداد الميدالية البرونزية.
مخلوفي ...عنوان التألق في لندن وريو دي جانيرو
نجح العداء مخلوفي وتألق بشكل كبير في أولمبياد لندن عام 2012 حيث نال الذهب في سباق الـ 1500 م .. بعد ان أظهر مستوى كبيرا . واصل مخلوفي تألقه في ألعاب ريو دي جانيرو بالبرازيل سنة 2016، ونجح في نيل ميداليتين الأولى فضية في سباق 800 متر والثانية برونزية في سباق 1500 متر.
