أُقصي المنتخب الوطني لكرة القدم في الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022، وتبخر مع حلم المشاركة في المونديال الخامس، مستقبل جيل بأكمله سيغادر المنتخب من الباب الضيق، وهو ما سيكون فرصة للطاقم الفني الذي يتحجّج دائما بقلة الوقت، من أجل تحضير منتخب أقوى بجيل جديد، تحسبا لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، المزمع إقامتها بكوت ديفوار.
سيكون الطاقم الفني للمنتخب الوطني أمام فرصة لا تعوّض من أجل الشروع في تشبيب العناصر الوطنية، وتحضيرها من أجل خوض نهائيات كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار، بجيل جديد متعطّش للبروز، ومعانقة الألقاب التي ستصنع له اسما في عالم الساحرة المستديرة.
الإقصاء من المشاركة في مونديال قطر 2022، سيعصف بعدد من اللاعبين من قائمة الناخب الوطني، من الذين تجاوز سنهم الثلاثين عاما، قصد التحضير للاستحقاقات المقبلة بنواة جديدة، يمكنها العمل على مدى أربعة سنوات قادمة على الأقل، لمحاولة تحقيق هدف البصم على مشاركتين مميزتين بنهائيات كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار وغينيا، والعمل على بلوغ نهائيات كأس العالم 2026، التي ستحتضنها كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك.
المتمّعن في القائمة التي شاركت في الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم ضد المنتخب الكاميروني، سيقف على تواجد 15 لاعبا كاملا يتجاوز سنهم الثلاثين عاما، بينهم لاعبين سيتم تنحيتهم من المنتخب بداية من تاريخ «الفيفا» المقبل، دون ذكر المهاجمين الناشطين في دوري نجوم قطر بغداد بونجاح لاعب السد، وياسين براهيمي جناح الريان صاحبي الـ 30 و32 عاما على التوالي، والذين لم يستنجد بهما الناخب الوطني خلال تربص الشهر المنصرم، ما يرفع القائمة إلى 17 لاعبا.
قديورة وبن يطو يغادران
من دون أدنى شكّ فإن عدلان قديورة، متوسط الميدان فريق بورتون ألبيون الإنجليزي الناشط في دوري الدرجة الثالثة، لعب آخر لقاء له بألوان المنتخب الوطني بملعب جابوما بمدينة دوالا الكاميرونية، حيث يبلغ من العمر 36 عاما، وبنهائيات «كان» كوت ديفوار المقرّرة شهر جوان من السنة المقبلة، سيقترب من عامه الـ 38.
كما أن هداف الوكرة القطري محمد بن يطو صاحب 32 عاما، الذي حقق أخيرا حلم طفولته بتقمص ألوان المنتخب الوطني في التربص المنصرم، سيبعد من قائمة «الخضر» المقبلة دون لعب أي دقيقة بمسيرته الكروية مع المحاربين.
نفس الشيء ينطبق على الهداف التاريخي للمنتخب الوطني إسلام سليماني، الذي تأثر كثيرا بالإقصاء من المشاركة في مونديال قطر، سيبلغ عامه الـ 35 خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار، وإذا تمكّن من البقاء في المستوى العالي إلى غاية صيف 2023، سيعتزل اللعب الدولي مباشرة بعد نهاية تلك النسخة.
متوسط الميدان سفيان فغولي الذي أصيب قبل لقاء الإياب ضد منتخب الكاميرون، قد يعتزل هو الآخر اللعب الدولي بداية من تاريخ الاتحاد الدولي الجديد، حيث يبلغ من العمر 32 عاما ومستواه في تراجع رهيب، منذ نهائيات كأس أمم أفريقيا مصر 2019، حيث أضحى يتعرض للعديد من الإصابات تحرمه من المشاركة باستمرار في مباريات فريقه والمنتخب، بالإضافة إلى أنه يلعب موسمه الأخير رفقة غلاطاسراي التركي، وقد يتحوّل للعب بإحدى البطولات الخليجية بداية من الموسم المقبل.
توبة وتوقاي في الواجهة
كما أن ثنائي محور الدفاع جمال الدين بن العمري ومهدي تاهرات الناشطان في دوري نجوم قطر، يسيران للاعتزال الدولي بحكم اقترابهما من سن الـ 33، حيث إن الأول من المؤكد التخلي عنه لصالح الشاب الواعد، المدافع المحوري للترجي الرياضي التونسي محمد أمين توغاي صاحب 22 ربيعا، فيما أن الثاني بديله جاهز ويحمل اسم أحمد توبة، الثنائي الذي يعد مستقبل الدفاع الجزائري اللذان يجب أن يبني الناخب الوطني عليهما المنظومة الدفاعية الجديدة، برفقة صاحبي الخبرة القارية ماندي وبدران اللذان سيواصلان اللعب بألوان المحاربين إلى غاية نهائيات «كان» كوت ديفوار، مع الاستعانة أحيانا بالعملاق عادل مديوب، خصوصا إذا ما تمكّن الموسم المقبل من فرض نفسه في تشكيلة بوردو.
تثبيت مشاركات العناصر الشابة
من جهة أخرى، حان الأوان لتثبيت مشاركة بعض الأسماء دوريا في تربصات المنتخب الوطني، على غرار (توغاي، توبة، زدادكة، شتي، حماش، لعوافي، بوداوي، زرقان، قادري، عمورة)، وإعطاء الفرصة لعناصر جديدة في مقدمتهم الحارس غايا مرباح، الذي يصنع أفراح فريق الرجاء البيضاوي المغربي في البطولة، لتحضير اعتزال رايس الوهاب مبولحي صاحب الـ 35 عاما، بالإضافة إلى لاعبي شباب بلوزداد حسام الدين مريزيق ومحمد إسلام بلخير، وكذا لاعبي نادي بارادو تيطراوي وبولبينة، الرباعي الذي يستدعيه مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة باستمرار إلى المنتخب المحلي.
يذكر أن المنتخبين البلجيكي والفرنسي، يبحثان عن إقامة مواجهات ودية تحضيرية ضد المحاربين، بداية من شهر «الفيفا» المقبل، قصد التحضير لمواجهات كأس العالم المقبلة بقطر، بحكم وقوعها ضد المنتخبين المغربي والتونسي على التوالي، وهو ما سيكون فرصة للأسماء الجديدة من أجل الاحتكاك بالمستوى العالي وكسب أكثر خبرة، وربما لفت أنظار كبرى الفرق الأوروبية قصد خطف عقود احترافية جديدة تساهم في الرفع من مستوياتهم.