بعزيمة قوية وإرادة عالية تواصل شبلات المنتخب الوطني الجزائري للملاكمة التحضيرات من أجل ضمان أفضل استعداد للاستحقاقات الدولية القادمة، يأتي ذلك بعدما وفّرت الاتحادية كل الإمكانيات والظروف الملائمة للتركيز على العمل الجاد من خلال معسكرات منتظمة، آخرها كان في الفترة الممتدة من 10 إلى 16 أفريل 2025 بفندق السفالتيس بالعاصمة.
شهد المعسكر مشاركة 24 ملاكمة من مختلف ولايات الوطن تحت إشراف المدرب سليمان بنور ومساعديه يوسف شبي ونصيرة عمورة، حيث جرى في أجواء يسودها الانضباط والعزيمة بين كل التعداد، والذي كان التركيز خلاله على الجانب البدني من أجل معرفة قدرات كل رياضية من الأسماء التي شاركت، إضافة إلى تقييم الجانب الفني قبل الدخول في المرحلة القادمة من التدريبات، والتي ستجري وفقا للنقائص التي تم تسجيلها للعمل على تصحيحها.
من جهة أخرى، فإنّ الجدية كانت حاضرة وسط الملاكمات خلال التمارين لأن التربص انتقائي بهدف ضمان التواجد ضمن القائمة النهائية التي سيتواصل التحضيرات المتعلقة بالألعاب الإفريقية المدرسية المزمع تنظيمها هذا الصيف بالجزائر على المدى القريب، بالإضافة إلى هدف آخر مسطر على المدى البعيد لأنها خطوة مهمة للتحضير للألعاب الأولمبية للشباب 2027 المقررة بداكار، والتي تليها مباشرة الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس 2028، إضافة إلى بطولات إفريقية وبطولات عالم ستكون ضمن الرزنامة.
تعتبر هذه الإستراتيجية بمثابة خطوة هامة تعتمد على الاستثمار في الفئات الشابة من أجل تكوين منتخب قوي، وبمعدل عمر صغير من أجل تمثيل الألوان الوطنية لعدة سنوات في المستوى العالي، خاصة بعد بروز عديد الأسماء في الملاكمة بالجزائر وسط الجنس اللطيف، وتمكّنت من بلوغ العالمية عن طريق كل من إيمان خليف التي حقّقت فضية بطولة العالم وإشراق شايب نالت البرونزية في محطة تركيا سنة 2022، وكما كانت إنجازات كبيرة على الصعيد المتوسطي والإفريقي، بمجموعة من الأسماء تتقدّمهم روميساء بوعلام، حجيلة خليف، فتيحة منصوري.
كما أنّ التألق الكبير لإيمان خليف خلال الألعاب الأولمبية باريس 2024 ونيلها الميدالية الذهبية في أجواء جماهيرية كبيرة، أعطى دفعا أكبر للملاكمات الصاعدات للعمل بإصرار من أجل بلوغ الهدف المسطر، لأنه لا يوجد مستحيل وبالعمل يتحقق كل شيء فوق الحلبة، بعدما أصبحت الجزائر تملك تقليدا في الملاكمة النسوية، وأخذت شعبيتها تكبر في كل أنحاء الوطن، أين برزت طاقات شابة عديدة سيتم صقلها ومرافقتها من طرف الاتحادية الجزائرية للملاكمة، في مشروعها القادم المتمثل في الحفاظ على المجد الأولمبي.
بالتالي فإنّ الأمل كبير على أن تستثمر هذه الجهود بتحقيق نتائج إيجابية، ليس فقط في الموعد المدرسي القريب ولكن أيضا على المدى البعيد، عن طريق تكوين جيل جديد من البطلات القادرات على رفع الراية الوطنية عاليا في أرقى المحافل العالمية، وحمل المشعل خلفا لسابقاتهن في المنافسات الكبرى والقارية، وكل ذلك أعطى دفعا قويا لبداية تجسيد البرنامج الخاص بالعهدة الأولمبية الحالية 2024 - 2028، التي ستكون مليئة بالتحديات بعد الانضمام للهيئة العالمية الجديدة، وهذه الأخيرة ستشرف على التاهيلات الخاصة بالألعاب الأولمبية للشباب والألعاب الأولمبية.
كما أنّ الهيئة العالمية للملاكمة وورد بوكسينغ أدرجت 7 أوزان بالنسبة للملاكمة النسوية خلال الألعاب الأولمبية المقبلة بعدما كانت هناك 5 أوزان في السابق، وذلك من أجل فرض المساواة بين الجنسين لتطوير الملاكمة النسوية أكثر، مثلما سبق للرئيس المشرف على الهيئة الجديدة بوريس فان دير فورست تأكيده من قبل خلال زيارته للجزائر، وبهذا فإنّ كل الأمور تسير في الطرق الصحيح من أجل مواصلة التألق بالنسبة للملاكمات الجزائريات في قادم الاستحقاقات التي ستنطلق تحت لواء الوورد بوكسينغ.