عبد الحميد زوبة في ذمة الله

أحد نجوم فريق جبهة التحرير يغادرنا

نبيلة بوقرين

 أحد أعمدة الكرة في الجزائر ونجم من نجوم فريق جبهة التحرير الوطني يغادرنا وللأبد عن عمر يناهز الـ87 سنة، إنه عبد الحميد زوبة الذي ساهم بشكل كبير في الثورة التحريرية من أجل نيل الحق المشروع المتمثل في الاستقلال.
عبد الحميد زوبة يودعنا للأبد بعدما غيّبه الموت عنا أمسية الأربعاء الماضي بعد صراع طويل مع المرض الذي أرهقه في الأشهر الماضية، تاركا خلفه سجلا ثريا.

عمي حميد كما يلقب، من مواليد حي بولوغين بالعاصمة في 2 أفريل 1934 بعدما قدّمت عائلته من ذراع الميزان بحثا عن حياة أفضل، في زمن الحرمان وقسوة الحياة التي فرضها المستعمر الفرنسي على شعب أعزل، ترعرع في وسط محافظ تعلم أبجديات حب الوطن منذ نعومة أظافر لأنه عايش الوضع الصعب والفقر الذي طغى على كل الجزائريين، الأمر الذي منعه من إكمال دراسته وشقّ طريقه نحو الهواية التي أحبها منذ الصغر من خلال ممارسة كرة القدم، والتي كانت بمثابة المنقذ الحقيقي له لأنه جعلها بوابة كسب لقمة عيش لأهله.. وبالنظر للموهبة التي كان يتمتع بها زوبة جعلته محل اهتمام الأوروبيين وبالفعل تنقل إلى فرنسا أين برز هناك، ليس لأمر إلا لأنه كان يبحث عن لعب نظيف وكسب أجر مريح يخرجهم من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب.
 الرجل الهادئ والصّارم في نفس الوقت من خلال شخصيته القوية التي اكتسبها من طفولته لأنه عاش الحرمان وابشع أنواع الظلم، جعلته يرسم مدى أهمية الوطن ومعنى الدفاع عنه بكل الطرق وفي أي وقت طلب منه ذلك.
 وبالرغم من أنه كان يتقاضى أجرا محترما في فرنسا، الا أنه لم يتأخر عن الالتحاق بأبناء بلده للدفاع عن القضية الوطنية ودعم الثورة التحريرية في زمن كان المستعمر يعمل كل جهده للقضاء عليها.
وكان زوبة بمثابة همزة الوصل بين الأفواج الثلاثة التي تنقلت إلى تونس يوم 13 أفريل 1958، أين تجمع التعداد معلنا ميلاد فريق جبهة التحرير الوطني، حيث رأى من خلاله القادة السياسيون انه لابد أن يكون شق رياضي لاعطاء دفع للثورة لأن هذه اللعبة تستقطب عدد كبير من الجماهير.
عبد الحميد زوبة من لاعب متألق في مركز مدافع إلى مدرب ناجح، حيث قاد نادي مولودية الجزائر إلى التتويج بثلاث ألقاب وطنية وقارية.
كما أشرف على المنتخب الوطني لعدة مرات، حيث انه لم يكن يتردّد في تلبية نداء الوطن، حتى وإن لم يكن في الطاقم الفني للفريق الأول يرافق المنتخبات الشبانية لإعطائهم أفضل تكوين، لأنه ببساطة الرياضي واللاعب والمدرب والمربي في نفس الوقت بحنكته وهدوئه وصرامته وبشاشته، حيث انه قليل الكلام كثير العمل.
وبالرغم من انطفاء شمعه، مخلفا حزنا كبيرا في الوسط الرياضي، فإنه سيبقى في ذاكرة كل من عرفه وحتى الأجيال الصاعدة ستجد اسمه مدونا بأحرف من ذهب في عديد المحطات.. فنم قرير العين رحمك الله واسكنك فسيح جناته.
 إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024