بعـــد إقصائـــه في نصـــف النهائـــي

الكـاميرون في صــراع المركــز الثالــث

عمار حميسي

 

  يواجه اليوم منتخب الكاميرون نظيره البوركينابي في «النهائي المصغر» لتحديد صاحب المركز الثالث في كاس أمم إفريقيا، حيث يسعى كل منتخب من اجل الانتصار وانهاء المنافسة ثالثا بعد الفشل في بلوغ النهائي رغم ان الصدمة كانت كبيرة لدى الكاميرونيين عكس نظرائهم البوركينابيين الذين لم يكونوا مرشحين للوصول الى هذا الدور.


شكّل إقصاء منتخب الكاميرون من نصف نهائي كأس امم افريقيا امام المنتخب المصري صدمة كبيرة لدى اللاعبين والجهاز الفني وهو ما شكل عقبة كبيرة للتحضير لمواجهة بوركينافاسو، خاصة ان المنتخب الكاميروني قام بكل شيء من اجل بلوغ النهائي والفوز باللقب الا ان الامور سارت عكس التيار.
من الناحية النفسية منتخب بوركينافاسو افضل بكثير، خاصة انه خسر امام السنغال وهو منتخب لم يكن مرشحا اصلا لبلوغ هذا الدور وبالتالي انهاء المنافسة في المركز الثالث سيشكل تحدي كبير بالنسبة للاعبين والجهاز الفني الذين سيقومون بكل ما في وسعهم من اجل الفوز واحتلال المركز الثالث في البطولة وهو ما سيعد انجازا كبيرا.
مواجهة الكاميرون مرة اخرى ستكون فرصة للثأر بالنسبة للمنتخب البوركينابي الذي خسر المواجهة الافتتاحية امام الكاميرون، لكنه رغم ذلك عاد في المنافسة واستطاع بلوغ نصف النهائي بعدما اقضى فرقا قوية في صورة المنتخب التونسي، حيث يدرك لاعبو منتخب بوركينافاسو ان الفوز بالمباراة سيكون حدثا كبيرا بالنسبة لهم.
من جهته، عانى منتخب الكاميرون من انحطاط معنويات اللاعبين بعد الخسارة امام مصر وهم الذين كانوا يطمحون لتحقيق الفوز والتأهل الى النهائي واستغلال الدعم الجماهيري الكبير الذي حظوا به خلال المنافسة، الا ان هذا الأمر لم يكن كافيا من اجل الفوز على مصر والتأهل.
دفع منتخب الكاميرون ضريبة عدم مواجهة منتخبات قوية في طريقه للوصول الى نصف النهائي، حيث واجه منتخبات ضعيفة نوعا ما مقارنة بطريق مصر الذي كان محفوفا بالمخاطر بعد ان واجه منتخبات مرشحة للفوز باللقب في صورة كوت ديفوار والمغرب والفوز في هاتين المواجهتين منح اللاعبين ثقة كبيرة خلال مرحلة تسديد ركلات الجزاء عكس لاعبي الكاميرون الذين كانوا يرتعدون من الخوف جراء الضغط الكبير والتخوف من الخسارة.
تحقيق خسارة اخرى في مواجهة تحديد المركز الثالث سيكون عواقبه وخيمة على منتخب الكاميرون واللاعبون سيجدون صعوبة كبيرة في الخروج من الحالة النفسية السيئة في فترة وجيزة ويتطلب هذا الامر عملا كبيرا من طرف الجهاز الفني، خاصة ان المنتخب مقبل على مباراة فاصلة للتأهل الى المونديال بمواجهة الجزائر.
من الناحية الفنية، لم يظهر منتخب الكاميرون اشياء كثيرة خلال مواجهة مصر وظهر محدود فنيا سواء من الناحية الهجومية وحتى في الوسط لا يوجد اللاعب المبدع الذي يصنع الفارق وهو الامر الذي لاحظه الجميع، حيث كانت الهوة كبيرة بين الهجوم والوسط وحتى الدفاع هو الآخر ليس بالقوة التي يخشاها الجميع.
الجهاز الفني لمنتخب الكاميرون مطالب بإدارة مواجهة اليوم بطريقة افضل من مباراة مصر، حيث يتحمّل الجهاز الفني مسؤولية التغييرات المتأخرة التي قام بها وكان بإمكانه قتل المباراة في الشوط الثاني لو قام بالتغييرات المطلوبة وكان المدرب يقوم برد الفعل جراء التغييرات التي يقوم بها الجانب المصري وهو ما جعله يفقد روح المبادرة.
الأكيد ان فانسون ابو بكر سيستغل مواجهة بوركينافاسو من اجل زيادة غلته من الأهداف وتحقيق لقب هداف البطولة، خاصة انه تألق كثيرا خلال المباريات الماضية، لكن خفت صيته خلال مواجهة مصر ولم يكن موجودا على أرضية الميدان، حيث شكّل عبئا كبيرا على زملائه خاصة بعد خروج ايكامبي.
حتى من الناحية البدنية المنتخب الكاميرون عانى كثيرا خلال الشوط الاضافي الثاني وكاد يخسر المواجهة لو احسن مهاجمو مصر استغلال الفرص المتاحة خاصة رمضان صبحي وتريزيغيه، الا ان التسرّع حال دون التسجيل وهنا يطرح التساؤل حول التحضير البدني لمنتخب الكاميرون الذين كان من الواضح انه لم يكن في المستوى بدليل تأثره بدنيا عكس مصر التي لعبت مواجهتي كوت ديفوار والمغرب الى غاية ركلات الجزاء رغم ذلك لم يتأثر اللاعبون من الناحية البدنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024