بالرغم من مغادرته الـ«كان”، مبكرا

أرقــــــام “الخضــــــر” تؤكـــــد أنّ ما حصــــل مجــــرد عــــــثرة

محمد فوزي بقاص

  غادر المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم نهائيات كأس أمم أفريقيا بالكاميرون مبكرا، وسط حيرة المتتبعين وأهل الاختصاص والجمهور الكروي الواسع، العاشق لأداء ومستوى المحاربين الذين قهروا كل منافسيهم، منذ تاريخ 18 نوفمبر 2018، قاريا وإقليميا، وأطاحوا حتى بمنتخبات من طينة الكبار على غرار منتخبي كولومبيا والمكسيك، لكنّ أرض الكاميرون كانت محطة أول فشل لبلماضي وأشباله منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية، بالرغم من تحقيق أرقام مرعبة في جداول الإحصائيات على أرضية جابوما، التي ستظل شاهدة على تفويت المحاربين فرصة الحفاظ على تاجهم القاري، والعودة بثاني لقب من خارج الديار يكون الثالث في خزائن المنتخب.


لم يكن أشدّ المتفائلين من أنصار المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا، يتوقع خروج المنتخب الجزائري من الدور الأول وفي المركز الرابع والأخير بالترتيب العام للمجموعة الخامسة، دون تحقيق أدنى فوز بدورة الكاميرون، بعد 35 مواجهة متتالية دون تذوق مرارة الهزيمة، التي بحلولها أمام منتخب غينيا الاستوائية رمت بالمحاربين خارج المسابقة، وأخلطت حسابات الطاقم الفني للمنتخب، قبل أزيد من شهر، عن الدور الفاصل لنهائيات كأس العالم 2022، الذي سيلخص تضحيات 3 سنوات ونصف من العمل الجاد والمستمر.
بالرغم من مرارة الهزيمتين أمام منتخبي غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، والتعادل غير المفهوم أمام منتخب سيراليون المغمور، إلا أنّ هناك العديد من المؤشرات الإيجابية التي توحي على قوة المنتخب، وقد تؤكد للمرة الألف أنّ دورة الكاميرون مجرد كبوة جواد لا أكثر، حيث أنّ رفقاء الأسمر سفيان بن دبكة تصدروا بعض الإحصائيات المهمة في كرة القدم الحديثة، التي تبين أنهم يمكنهم العودة في أيّ وقت كان برجوع الفعالية أمام المرمى.
«الخضر” تصدروا جدول ترتيب أكثر المنتخبات استحواذا على الكرة في الدور الأول بـ 63.55 بالمائة، متفوّقين على منتخب السنغال صاحب 63.54 % ومنتخب المغرب بـ 60.54 %، لكنّها، بالمقابل، كانت سيطرة عقيمة بفعل تضييع أهداف محققة في المباريات الثلاث.
كما أنّ أشبال بلماضي تصدروا أيضا جدول ترتيب أكثر المنتخبات حصولا على الركنيات في الدور الأول بـ 33 ركنية، الأمر الذي يكشف سيطرة المحاربين على أطوار المباريات الثلاثة، لكنهم لم يتمكنوا، بالمقابل، من لمس أيّ كرة هوائية التي قدمها أصحاب الأقدام الساحرة (محرز، بلايلي، براهيمي)، ما يعتبر مخيبا كون الركنيات تعد في كرة القدم الحديثة أهدافا بنسبة 90%.
رفقاء إسماعيل بن ناصر جاؤوا في المركز الثالث، بترتيب المنتخبات الأكثر تسديدا على المرمى خلال الدور الأول بـ 15 تسديدة، متخلفين بتسديدتين على المتصدرين كوت ديفوار ونيجيريا، لكنّ كل تلك التسديدات لم تعانق الشباك وكانت خارج الخشبات الثلاثة أو في أحضان حراس المرمى، الذين تألقوا بشكل لافت أمام المهاجمين الجزائريين.
أبطال أفريقيا السابقين احتلوا المركز الخامس في ترتيب أكثر المنتخبات لمسا للكرة في الدور الأول بـ 1816 تمريرة، خلف كل من منتخب مصر المتصدر بـ 1928 تمريرة، والكاميرون والكوت ديفوار ونيجيريا.
إحصائية أخرى تؤكد أنّ الأفناك لعبوا جيّدا وسيطروا على اللقاءات التي خاضوها، حيث أنهوا الدور الأول في المركز الرابع للمنتخبات التي سجلت أكبر عدد من التمريرات بـ 1302 تمريرة، بجدول الترتيب الذي تصدره منتخب إثيوبيا بـ 1347 تمريرة، وخلفه تجد كل من مصر والكاميرون، لكن التمريرة الأخيرة كانت دائما تنقصها الدقة، وبالرغم من ذلك الجزائر في المركز الثالث لأكثر المنتخبات تسجيلا للتمريرات الصحيحة في الدور الأول، بـ 84.87 % خلف مالي والكاميرون.
وللإشارة، حلّ المنتخب الوطني سهرة الجمعة بالجزائر العاصمة قادما من بالكاميرون ..وكان في استقبال الوفد بمطار هواري بومدين الدولي، وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، حيث حيا المدرب الوطني، جمال بلماضي واللاعبين التسعة المرافقين له وكذا أعضاء مختلف الأطقم، حسب الفاف.
 وتحادث المسؤول الأول لقطاع الشباب والرياضة بالقاعة الشرفية مع المدرب الوطني وعدد من أعضاء الأطقم الفنية، قبل أن يشكرهم، ويعبر لهم باسم السلطات العليا في البلاد، عن دعمهم المطلق وتشجيعاتهم لباقي الاستحقاقات، لا سيما مباراتي السد المؤهلتين إلى كأس العالم - 2022 بقطر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024