- التأهل للدور الثاني بين أيدي لاعبي « الخضر «
يلعب المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، عشية اليوم، بداية من الساعة الخامسة مساء، مباراة الجولة الثالثة والأخيرة من عمر الدور الأول بنهائيات كأس أمم أفريقيا، أمام متصدر المجموعة الخامسة منتخب كوت ديفوار في مواجهة حاسمة لبلوغ الدور ثمن النهائي من الدورة، ومواصلة مغامرة كأس أمم أفريقيا التي يبحث فيها أشبال المدرب جمال بلماضي، الحفاظ على لقبهم والعودة بالتاج القاري الثالث في خزائن المحاربين.
سيكون ملعب جابوما بمدينة دوالا مسرحا لقمة الجولة الثالثة عن الدور الأول من نهائيات كأس أمم أفريقيا، بين المنتخب الوطني الجزائري حامل اللقب ومتصدر المجموعة الخامسة منتخب كوت ديفوار في مواجهة تحبس الأنفاس، يخوضها أشبال بلماضي بشعار تحدي الأرضية والإطاحة بالفيلة لمواصلة المشوار والعودة إلى الديار بالنجمة الثالثة.
حسابات التأهل للدور ثمن النهائي
«الخضر» يملكون كل الحظوظ للعبور إلى الدور ثمن النهائي، ويلزمهم فوز بأيّ نتيجة لتحقيق المنتظر وإسكات أفواه الأعداء، الذين احتفلوا مطولا لهزيمة أبطال أفريقيا أمام منتخب غينيا الاستوائية، حيث أنّ فوز الخضر بنتيجة هدفين دون رد ستضعهم في صدارة المجموعة الخامسة، دون انتظار نتائج المباراة الثانية.
فيما أنّ الفوز بفارق هدف وحيد يدخل المنتخب في جملة من الحسابات، حيث أنّ الحالة الأولى تتمثل في فوز منتخب السيراليون في المواجهة الثانية أمام غينيا الاستوائية، وهو ما يجعل الأخير متصدرا والجزائر وصيفا في المجموعة، أمام الحالة الثانية فوز غينيا الاستوائية سيبقي ذلك الجزائر في نفس المركز، أما في حالة انتهاء المقابلة الثانية بنتيجة التعادل، سيصبح في رصيد المنتخب الوطني وكوت ديفوار وغينيا الاستوائية 4 نقاط، وهنا يتم تحديد الترتيب من الأول إلى الثالث عن طريق تحديد فارق الأهداف الذي هو متساوي، وبعدها سيتم اللجوء لتحديد هوية المتأهل بتحديد المنتخب الذي سجل أكبر عدد من الأهداف في الدور الأول، وهنا الأمر ليس في صالح الجزائر كونها لم تسجل أيّ هدف منذ انطلاق المنافسة، وإذا تساوى المنتخبين في كل شيء سيتم ترتيب المنتخبات بحسب المواجهات المباشرة التي تعد متساوية هي الأخرى، وهنا سيتم اللجوء لعملية القرعة، وحتى في حالة تواجد الجزائر في المركز الثالث ستتأهل إلى الدور المقبل بصفتها أفضل ثالث منتخب بين المجموعات الأخرى، كما أنّ أيّ نتيجة غير الفوز ستكون عنوانا للعودة إلى الديار.
بلماضي سيعتمد على النواة التي يثق فيها
ينتظر أن يقوم الناخب الوطني بتغييرين على التشكيلة، بإقحام المدافع المحوري لفريق الترجي الرياضي التونسي عبد القادر بدران، بعد تعافيه من الإصابة التي تعرض لها أمام منتخب سيراليون خلال الجولة الأولى، وكذا بسبب إصابة جمال الدين بن العمري في المواجهة الثانية، وهو ما سيتيح له فرصة تأكيد إمكانياته، خصوصا بعد المردود الكبير الذي ظهر به في كأس العرب للأمم.
كما ينتظر أن يقوم بلماضي بتغيير في خط الوسط، بالزج بزروقي في منصب المدافع المتقدم في حالة جاهزية لاعب توينتي لخوض 90 دقيقة، وأن يضع المسؤول الأول على الجهاز الفني، الثقة مجددا في كوادر الفريق على غرار (مبولحي، عطال، ماندي، بن سبعيني، بن ناصر، فغولي، بلايلي، محرز، بونجاح)، لتكون التشكيلة التي واجهت رفقاء المهاجم زاها في «كان» مصر، منقوصة من خدمات المدافع بن العمري المصاب، وعدلان قديورة المبعد من قائمة بلماضي بسبب غيابه عن المنافسة الرسمية مع فريق شيفيلد يونايتيد الإنجليزي.
المواجهات بين الجزائر وكوت ديفوار لطالما كانت مثيرة وساخنة، وبلغة الأرقام التعادل هو سيد الموقف بين المنتخبين، حيث تقابل عملاقي أفريقيا في 22 مناسبة في مختلف المنافسات، فازت الجزائر في 7 مناسبات ومثلها للفيلة، كما تعادلا في 8 مواجهات، والتقى المنتخبين في 8 لقاءات كاملة بنهائيات كأس أمم أفريقيا كانت الغلبة فيها لكوت ديفوار بـ 3 انتصارات مقابل 2 في الوقت الأصلي.
كانت آخر مواجهة خاضها «الخضر» أمام رفقاء المخضرم سيريدي، خلال أمم أفريقيا المنصرمة بالدور الربع النهائي، أين عانى أشبال بلماضي من أجل اقتطاع تأشيرة التأهل، التي جاءت بعد سلسلة ضربات الترجيح التي ابتسمت للجزائر في الأخير، بعد 120 دقيقة من الإثارة والفرجة الكروية.
تعيين الحكم فيكتور غوميز أراح الجميع
من جهة أخرى، عيّنت الكنفدرالية الأفريقية لكرة القدم الحكم الجنوب أفريقي فيكتور ميغيل دي فرايتاس غوميز، لإدارة المواجهة بين «الخضر» و»الفيلة» وهو الأمر الذي أراح الوفد الجزائري كثيرا، نظرا لكونه حكما من المستوى العالي ومعروف بصرامته، كما أنّه سبق وأن أدار مباريات المنتخب الوطني في «كان» مصر، خلال نصف النهائي الدورة أمام منتخب نيجيريا، وكان عادلا ومتحكما في المواجهة بالرغم من الضغط الكبير الذي ساد المواجهة.
في ذات السياق، اختارت الكاف الجنوب أفريقي زاخيلي ثوسي سيويلا مساعدا أول، وسورو فاتسوان من ليزوتو حكما ثانيا، بالإضافة إلى البورندي باسيفيك ندابيهاوينيمانا حكما رابعا، أما حكام الفيديو فتم اختيار التونسي هيثم غيرات ومساعده الموريتاني بيضاء دهان لمرافقة حكم الساحة.
شهدت، عشية الثلاثاء، زيارة شاب جزائري من ولاية وهران تنقل خصيصا إلى الكاميرون من أجل تشجيع أبطال أفريقيا، أين سمح الناخب الوطني باستقباله في مطمع فندق إقامة المنتخب الوطني، وعرف اللقاء الذي جمع الشاب بكل اللاعبين وأطقم المنتخب لحظات استثنائية، بعدما ألقى عليهم كلمة تحفيزية مطولة أجهش خلالها بالبكاء، أين حثهم على تقديم الأفضل والعمل على مواصلة المشوار لإسعاد الشعب الجزائري، الذي سيظل خلفهم مهما كانت نتيجة مباراة كوت ديفوار، وهي العبارات التي حفزت اللاعبين كثيرا وقد تسهل المأمورية على الناخب الوطني، من أجل شحن بطاريات لاعبيه للمواجهة الحاسمة.
يذكر أنّ الهزيمة الأولى للمنتخب الوطني أمام البنين تحت إمرة بلماضي، جاءت بعدها سلسلة 35 مباراة دون هزيمة، بعد القيام بالعديد من التعديلات على التشكيلة بإبعاد بعض العناصر، واستدعاء آخرين جدد أعيد لهم الاعتبار في صورة (بلايلي، بن العمري، قديورة، سليماني، وآخرون)، وكذا تصحيح خطة اللعب التي كان يلعب بها رفقاء رياض محرز وقتها، ومواجهة كوت ديفوار قد تكون انطلاقة جديدة لمحاربي الصحراء نحو إنجازات أخرى، بعدما تلقى أبطال أفريقيا صفعتين متتاليتين أمام سيراليون وغينيا الاستوائية.