عجز المنتخب الوطني لكرة القدم أمام منتخب سيراليون، خلال مباراة الجولة الأولى عن الدور الأول من نهائيات كأس أمم أفريقيا، عن التسجيل لأول مرة منذ 19 مواجهة متتالية، وهو الأمر الذي جعل حامل اللقب يتعثر في أول خرجاته للدفاع عن لقبه القاري، أمام منتخب عائد إلى المنافسة بعد غياب دام 25 عاما كاملا.
صدم عشاق المنتخب الوطني الجزائري بأداء «الخضر»، خلال مباراة الجولة الأولى عن الدور الأول ضد منتخب سيراليون المتواضع، خصوصا بعدما فشل خط الهجوم في تجسيد الفرص العديدة التي أتيحت لهم، وهو ما كان بمثابة الصفعة القوية للقائد محرز ورفاقه في افتتاح مباريات «الكان».
الناخب الوطني جمال بلماضي اعتبر التعادل أمام منتخب سيراليون نتيجة سلبية، وأكد خلال الندوة الصحفية التي نشّطها عقب المواجهة أنه يتحمل المسؤولية كاملا، تصريح جاء ليؤكد أن مسؤول الجهاز الفني للجزائر، اعترف بطريقة غير مباشرة بالخطأ الذي قام به في اختيار التوليفة المنافسة لدخول غمار كأس أمم أفريقيا، حيث انتقد جميع المحللين طريقة اللعب التي انتهجها المحاربون، حين زج الطاقم الفني بالثنائي فغولي وبراهيمي جنبا إلى جنب في وسط الميدان، ما أعاق تحركات يوسف بلايلي على الرواق الأيسر، وحرم الظهير الأيسر رامي بن سبعيني من الصعود وتقديم الإضافة الهجومية، الأمر الذي أظهر خللا في النهج التكتيكي وحرم المنتخب من تحقيق فوز جديد.
بلماضي غير راض عن أداء بلقبلة
في ذات السياق، اختيار بلماضي لمتوسط الميدان الدفاعي هاريس بلقبلة، قصد تعويض المصاب راميز زروقي في منصب لاعب الارتكاز في خطة (4 – 1 – 4 - 1)، لم يكن صائبا بعدما أبان اللاعب عن محدوديته، خصوصا في المرحلة الأولى التي نقل فيها خط وسط المنافس الخطورة لدفاع «الخضر»، وصنعوا أكثر من فرصة سانحة للتهديف كادوا يهزون بها شباك مبولحي، ما يتأكد في تصريح بلماضي الذي قال «الحرارة والرطوبة كانت جد مرتفعة، ولعبنا ضد منتخب قوي بدنيا وجد منظم تكتيكيا، الأمر الذي حرمنا من كسر الخطوط، ونقل الخطورة للمنافس إلى غاية القيام بالتغييرات».
العبء الذي تحمله «الخضر» في وسط الميدان بغياب زروقي، حرمه من إعادة بعث اللعب نحو الهجوم، ما دفع بلماضي لإقحام بن دبكة في العشرين دقيقة الأخيرة من عمر المواجهة مكان بلقبلة، رفقة العديد من التغيرات الهجومية لفك شفرة الدفاع.
كما أن يوسف عطال قام بالعديد من الأخطاء الدفاعية للمرة الثانية على التوالي بعد مباراة غانا الودية، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام، على المستوى الذي يظهر به ابن مدينة تيزي وزو في خرجات «الخضر» الأخيرة.
الغيابات العديدة أثرت على النهج التكتيكي
من جهة أخرى، أثر غياب ثنائي الوسط بن ناصر المعاقب وزروقي المصاب رفقة الجوكير المتألق آدم وناس، على مردود «الخضر» أمام منتخب سيراليون، بالإضافة إلى أن بن سبعيني عائد من إصابة، وبلايلي لعب أول مواجهة رسمية له منذ نهائي كأس العرب للأمم المقام بتاريخ 18 ديسمبر المنصرم، كما أن القائد رياض محرز عاد للمنافسة الرسمية بعد عطلة قصيرة في دبي الإماراتية، وبن دبكة خاض أول مواجهة له بعد تعافيه من الإصابة بفيروس كورونا، وهي عوامل أثرت على مردود المنتخب الوطني واعتبرها الجميع كبوة جواد، الأمر الذي سيعطي رفقاء الحارس رايس الوهاب مبولحي، شحنة ايجابية الأحد المقبل أمام منتخب غينيا الاستوائية، بعد استعادة كل اللاعبين للمنافسة الرسمية رفقة المصابين والمعاقبين.
الوصول إلى رقم منتخبي إسبانيا والبرازيل
تعادل «الخضر» بالرغم من مرارته، إلا أنه سمح للمنتخب الوطني من مواصلة سلسلة النتائج الايجابية، حيث بلغ الأفناك 35 مواجهة كاملة دون تذوق مرارة الهزيمة، معدلين بذلك رقم المنتخبين الاسباني والبرازيلي، ما سمح لهم باحتلال مركز الوصافة خلف المتصدر منتخب ايطاليا بطل أوروبا 2020 صاحب 37 مواجهة، الرقم الذي يمكن للمنتخب الجزائري تحطيمه خلال ثمن نهائي كأس أمم أفريقيا، والذي سيكون بمثابة صفحة جديدة لكرة القدم الجزائرية في عالم الساحرة المستديرة العالمية، مثلما أكده بلماضي في آخر ندوة صحفية.
في سياق منفصل، عاد المنتخب الوطني لكرة القدم إلى أجواء التدريبات، أين أجرى اللاعبون البدلاء وغير المعنيون بالمواجهة في الصبيحة حصة تدريبية كاملة، فيما أجرت العناصر الأساسية حصة استرخائية في الأمسية، كما تلقى الجميع حصص علاجية في السهرة، في حين أن بلماضي قام بحصة فيديو لإعادة مشاهدة الأخطاء التي وقع فيها المنتخب الوطني أمام منتخب سيراليون وتصحيحها نظريا، على أن يعود الجميع إلى أجواء التدريبات الجماعية عشية اليوم.
يذكر أن المنتخب الوطني يواجه منتخب غينيا الاستوائية يوم الأحد المقبل، بداية من الساعة الثامنة مساء بملعب جابوما بمدينة دوالا للمباراة الثانية على التوالي.