تتجه أنظار الساحرة المستديرة، اليوم، الى الكاميرون التي ستشهد افتتاح كأس أمم إفريقيا للأمم بعد مد وجزر كبيرين خلال الايام المقبلة، إلا ان البطولة سترى النور في الاخير بعد جهد كبير بالرغم من الصعوبات التي تواجهها بسبب تعنت العديد من الاندية في تسريح لاعبيها للمشاركة في هذا الحدث الرياضي القاري المهم الذي سيعرف تواجد المنتخب الوطني الطامح للدفاع عن لقبه الذي فاز به بجدارة واستحقاق في «كان» القاهرة.
تنطلق، اليوم، كأس أمم إفريقيا بالكاميرون وسط اجراءات صحية معقدة اتجاه المنتخبات المشاركة أو الانصار، وهو ما يقلل من حدة الشغف والتشويق على غرار ما حدث في كأس العرب أو في النسخة الاخيرة لكأس افريقيا بمصر حيث تختلف الامور في الكاميرون بسبب الحالة الوبائية التي يعيشها هذا البلد في الفترة الحالية جراء تفشي فيروس كورونا.
تنظيم الحدث القاري في موعده يعد انتصارا كبيرا للجنة المنظمة وللكاميرون كبلد بعد الضغوطات الكبيرة التي حدثت من قبل بعض الاطراف التي حاولت اللعب على وتر الحالة الصحية وتزامن الفترة الحالية مع مباريات الاندية الاوروبية التي حرمت من أبرز لاعبيها إلا ان الكاميرون انتصرت في الاخير واستطاعت تثبيت موعد انطلاق البطولة في موعدها المحدد سابقا.
«الخضر» مرشحون فوق العادة
يجمع كل الاخصائيين والمحللين في افريقيا والعالم ان المنتخب الوطني هو المرشح الوحيد للدفاع عن لقبه والفوز بالكأس لإضافة النجمة الثالثة والمفارقة أن تتويجات المنتخب الوطني كانت دائما تتزامن مع التغييرات على مستوى «الكاف» فبعد تولي حياتو رئاسة الكونفيدرالية الافريقية، سنة 1988 خلفا للاثيوبي يدكاشيو تسميا توج المنتخب الوطني بنسخة 1990.
تولى الملغاشي احمد احمد رئاسة «الكاف» في مارس 2017 وفي النسخة الاولى له كرئيس لهذه الهيئة سنة 2019 توج المنتخب الوطني باللقب والاكيد ان محبي «الخضر» يتمنون ان يستمر هذا الطالع في التكرر خلال النسخة الحالية والاولى لرئيس «الكاف» الجنوب افريقي موتسيبي.
من الناحية الفنية الفارق واضح للعيان بين قوة المنتخب الوطني والمنتخبات الافريقية الاخرى حيث يرى المختصون ان العدو الاول للمنتخب الوطني هو المنتخب الوطني نفسه إذا كان ليس في يومه أو اللاعبون كانوا بعيدين عن مستواهم هو العامل الوحيد لتحقيق نتيجة سلبية غير ذلك وإذا سارت الامور كما هو عليه فالمتوج لم يكون غير المنتخب الوطني.
هناك منتخبات افريقية اخرى تمتلك المقومات اللازمة من أجل الفوز على غرار منتخب السنغال الذي حافظ على نفس التعداد والجهاز الفني مستمر مع المنتخب منذ فترة طويلة وهو الامر الذي ساهم في تطوير مستوى منتخب السنغال دون نسيان تواجد لاعبين مميزين ساهم في قوة المنتخب السنغالي.
مع الجزائر والسنغال تأتي منتخبات أخرى تسعى هي الاخرى للفوز باللقب أولها صاحب الارض والجمهور الذي يتطلع لبلوغ نصف النهائي على الاقل بالنظر الى امتلاكه المقومات اللازمة لتحقيق هذا الهدف من لاعبين جيدين ودعم معنوي وجماهيري كبيرين دون نسيان القرعة التي خدمته كثيرا وجعلت طريقه سهلا نوعا ما مقارنة بالمنتخبات الاخرى لغاية المربع الذهبي.
ملاعب مميزة وجاهزة لاحتضان الحدث
وفرت الكاميرون ملاعب مميزة وراقية من اجل انجاح عملية التنظيم رغم ان الهاجس الاول للجميع هو ارضية الميدان في الملاعب التي ستحتضن البطولة، الا ان البعض قلل من هذا الامر واكد ان الارضية جيدة وتستطيع تحمل عدد المباريات الكبير الذي سيلعب عليها خاصة خلال الدور الاول.
الملعب الاولمبي هو أهم واجمل ملعب حيث سيحتضن المواجهة الافتتاحية والنهائية ويقع في ياوندي ويتوفر على العديد من الهياكل والمرافق على غرار استديوهات خاصة بالاذاعة والتلفزيون مخصصة للنقل المباشر ومركزا للتسوق إضافة الى فندق خمس نجوم ومسبح أولمبي .
ملعب جابوما الذي يقع في دوالا ويحتضن مباريات المنتخب الوطني هو من الملاعب المميزة ويتوفر على مسبح أولمبي وقاعة رياضية ومركز للمؤتمرات اضافة الى 4 ملاعب تنس ويستقبل الملعب مباراة في نصف النهائي ونفس الامر ينطبق على الملاعب الاخرى مع اختلاف السعة والتجهيزات التي تبقى الافضل في الملعب الاولمبي.
إجراءات صحية صارمة للوفود والانصار
عزّزت اللجنة المنظمة الاجراءات الصحية من أجل انجاح البطولة بالنظر الى الصعوبات التي تواجهها الكاميرون في مواجهة فيروس كورونا ورغم تراجع اعداد الاصابة يوما بعد يوم إلا ان التراخي سيكون له أثر عكسي على البطولة خاصة ان تفشي الفيروس بين الوفود سيعصف بكل المجهودات التي بذلت.
فيما يخص الوفود والمنتخبات المشاركة وضعت اللجنة المنظمة نظاما صارما يسمى «الفقاعة الصحية» وهو الاجراء الذي تم اتباعه خلال كأس أمم اوروبا الماضية وكأس العالم لكرة اليد التي جرت في مصر، اضافة الى كأس العالم للاندية في نسختها الاخيرة التي جرت في قطر .
نظام «الفقاعة الصحية» ينص على وضع كل الوفد في حلقة مغلقة لا يسمح بخروج اي فرد خارج الحلقة ويمنح دخول اي طرف فعلى سبيل المثال لن يسمح للاعبين واعضاء الجهاز الفني بمغادرة فندق الاقامة وبعد المباريات لا يسمح للاعبين بالاحتكاك مع الانصار في الملعب وايضا يمنع من مخالطة وسائل الاعلام حيث لن تكون هناك مناطق مختلطة بعد المباريات مثلما كان يجري في السابق.
الاجراء المتبع مع المنتخبات يختلف مع الانصار حيث يسمح لهم بالتجول بكل حرية لكن يجب على كل مناصر قبل دخول التراب الكاميروني اجراء التلقيح في جرعتيه قبل أسبوعين على الاقل مع اجراء مسحة للكشف عن الفيروس بعد الدخول الى التراب الكاميروني وفي حال تم تسجيل حالات ايجابية تنقل الى فنادق مخصصة للحجر ويتحمل المناصر التكاليف المالية التي ستكون كبيرة دون شك وهو ما سيقلل من عدد الانصار الذي سيتنقلون الى الكاميرون.
الكاميرون – بوركينافاسو في مواجهة الافتتاح
يواجه منتخب الكاميرون نظيره من بوركينافاسو في مواجهة الافتتاح حيث يقص المنتخبان شريط افتتاح المنافسة في مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات بالنظر الى مستواهما المميز في الفترة الماضية وهو ما يجعل المباراة تعرف اثارة وتشويق كبيرين، كما ان تواجد لاعبين معروفين في كلا المنتخبين يزيد من قوة المباراة.
منتخب الكاميرون يتطلع لتحقيق الانتصار الاول وتعبيد الطريق للتأهل الى الدور المقبل من المنافسة، وهو ما يسعى لتحقيقه منتخب بوركينافاسو الذي تألق كثيرا في الفترة الماضية ومستواه الفني تطور كثيرا حيث يعتبره الكثير من المتابعين «الحصان الاسود» للمسابقة رفقة منتخب مالي.