حارس مرمى المنتخب الوطني الأول رايس وهاب مبولحي من مواليد 1986 بفرنسا، من أمّ جزائرية وأب كونغولي، أحبّ الجزائر كثيرا وذلك نابع من والدته التي جعلته يتعلّق ببلد المليون ونصف مليون شهيد بعدما كان لها الفضل في نجاحه ورافقته في كل خطواته من البداية، وبرغبة منها وتشجيعها دخل عالم الرياضة ومارس كرة القدم، وكان حارسا ناجحا في كل الأندية التي حمل ألوانها، والتي بلغ عددها 15 فريقا لحد الآن.
11 سنة من العطاء بألوان الخضر
التحق مبولحي بالمنتخب الجزائري لأول مرة سنة 2010 عندما كان ينشط في صفوف نادي سلافيا صوفيا البلغاري وعمره في تلك الفترة 24 سنة فقط، تلقى الدعوة من طرف الناخب الوطني رابح سعدان الذي سمح له بالمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا 2010 كأول خرجة رسمية، والتي سمحت له بالاحتكاك مع رفقائه والتقرب منهم أكثر، وهناك لاعبين آخرين كانوا يعرفونه من قبل، ومع مرور الوقت أصبح الحارس رقم واحد مع الخضر بالنظر للأداء الكبير، الذي لا يتوقف عن تقديمه فوق المستطيل الأخضر في كل الخرجات سواء الودية أو الرسمية.
الأمان ومبدأ الإطمئنان
تواصل تألق مبولحي مع الفريق الوطني بمجيء البوسني حاليلوزيتش، الذي جعله الحارس رقم واحد في تشكيلته، واعتمد عليه في المنافسة القارية التي جرت بجنوب إفريقيا، وبالرغم من أن الفريق الوطني لم يكن في المستوى المطلوب في تلك الفترة، إلاّ أن مبولحي قدّم ما عليه خلال المباريات التي لعبها، وبعدها جاء الدور على لقاءات التصفيات الخاصة بمونديال البرازيل 2014 والتي لم تكن سهلة، وساهم في بلوغ الجزائر هذا الموعد، للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخ الكرة الجزائرية بعد الأداء الذي ظهر به خلال اللّقاء الفاصل ضد بوركينافاسو، والذي تمكّن بوقرة خلاله من التوقيع على هدف التأهل، وبالرغم من تعاقب عدد من المدربين على المنتخب الوطني في مرحلة الفراغ التي عاشها، إلاّ أن مبولحي بقي الرقم واحد في التشكيلة إلى غاية تولي بلماضي المهام على رأس العارضة الفنية، والذي قاد الجزائر للتتويج باللقب القاري الثاني في تاريخها في ملحمة حقيقية أكدت عودة الكرة الجزائرية من أوسع الأبواب بالأراضي المصرية سنة 2019.
التألق مع المنتخب الأول لمدة 11 سنة كاملة لمبولحي جعله يتلقى استدعاء من الزميل الماضي والمدرب الحالي للمنتخب الوطني للمحليين مجيد بوقرة الذي يعرفه جيدا، حيث نال فرصة التألق في مونديال العرب الذي جرى مؤخرا بقطر، والذي كان له الدور البارز في العودة باللقب الأول للجزائر من خلال تدخلاته الموفقة في كل اللقاءات التي خاضها بداية من أول جولة ضد السودان عندما تصدّى لركلة جزاء جعلته يدخل في أجواء المنافسة، كما أنّه قدم مستوى رائعا ضد كل من مصر والمغرب، وضد هذا الأخير، تصدّى لركلة جزاء ممّا سمح للجزائر بالمرور للمربع الذهبي وتألق ضد قطر ثم مع تونس، حيث كان بمثابة صمّام الأمان وأعطى ثقة كبيرة لزملائه من أجل الإندفاع نحو الهجوم لأنهم على دراية بقدرات الحارس الذي يحرس عرينهم.
رغم الحزن إلاّ أنّه يحب الجزائر
الرّجل الهادئ والكتوم، والذي يحمل في عينه لغزا كبيرا لم يتمكّن أي أحد من تفسيره بسبب الحزن الموجود بداخله، والذي يبقى هو الوحيد الذي يعرف أسبابه، بدليل أنّه قليل الضحك حتى لما يتصدّى لركلات الجزاء له طريقته في الإحتفال، إلاّ أنه خرج عن صمته في المواجهة التي جمعت الجزائر مع تونس في نهائي كأس العرب، وانفجر فرحا بعد الهدف الرائع لياسين براهيميا الذي أكد من خلاله تتويج الخضر بأول ألقابهم في هذه المنافسة، وأكّد أنّه جاهز لتقديم الدعم والأداء اللاّزمين مع المنتخب الأول من خلال الرسالة التي بعثها من قطر لبلماضي، لأنّ المنتخب الأول على موعد مع المنافسة القارية والتصفيات الخاصة بالمونديال.