مشوار رائع على رأس المنتخب المحلي

الأرقام تؤكد نجاح بوقرة في المهمة

نبيلة بوقرين

نجح الدولي الجزائري السابق مجيد بوقرة من قيادة المنتخب الوطني للمحليين للتتويج بأول لقب عربي، بعد عمل رائع قام به مع المجموعة منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية من طرف الإتحاد الجزائري لكرة القدم، والذي كان بتاريخ 22 جوان 2020، وسار بخطى ثابتة محققا 12 انتصارا وهزيمة واحدة فقط.
شرع «الماجيك» في العمل بكل هدوء وفي صمت منذ بداية المهمة التي أوكلت له بعيدة عن الضغط، حيث كان أول إختبار له المواجهة التي جمعته مع منتخب ليبيريا بملعب وهران الأولمبي والتي إنتهت لصالح الخضر بنتيجة ثقيلة 5 مقابل 1، انتصار أعطى ثقة أكبر للناخب الوطني والطاقم المرافق له في هذه المهمة من أجل صناعة فريق قوي، بإمكانه التنافس على المراكز الأولى في المواعيد التي تنتظره وفي مقدمتها البطولة العربية بقطر.
واصل الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمحليين القيام بمهامه من خلال متابعة اللاعبين الذين ينشطون في البطولة المحلية، للوقوف على الأسماء الأفضل جاهزية من أجل الاعتماد عليها في اللقاءات التي برمجها، من أجل التحضير الجيد للنجاح والسير على خطى المنتخب الأول بعدما استعادت الجزائر مكانتها على الصعيد الأفريقي في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يؤكد أن بوقرة كان تحت وقع الضغط لكي يحافظ على تلك الصورة.
بالفعل الرجل الهادئ وصخرة الدفاع في الماضي القريب «الماجيك» تمكّن من تحقيق عدد من الانتصارات ضد كل من سوريا بنتيجة 2 مقابل 1، بورندي نتيجة 3 مقابل 0، أطاح بالبنين بـ 3 أهداف مقابل 1، قبل أن يتعثر مع منتخب نيوزيلاندا الجديدة هذا الأخير لعب بالفريق الأول وإنتهت بـ 2 مقابل 1 وكانت الهزيمة الوحيدة في مشوار المدرب الوطني الذي عاد إلى سكة الإنتصارات فيما بعد.
للإشارة، فإن تشكيلة بوقرة كان من المقرّر أن تواجه أيضا كل من منتخب جزر قمر ومنتخب جنوب السودان لكن ألغيت بسبب الأوضاع الصحية التي كانت تعيشها الجزائر في السابق، لكن الطاقم الفني واصل العمل من خلال متابعة اللاعبين أين كان بوقرة ومساعديه يتنقلون للملاعب الجزائرية من أجل مشاهدات مختلف اللقاءات بُغية اكتشاف بعض الأسماء التي تملك الإمكانيات التي تسمح لها بتقديم الإضافة للمنتخب الوطني للمحليين بدليل أنه حقّق إنتصارات مقابل هزيمة واحد مع تسجيل 20 هدفا وتلقى 5 أهداف فقط.
وضع حدا لكل الانتقادات...
الإعلان على التشكيلة النهائية التي سيتنقل بها المنتخب الوطني إلى قطر من أجل المشاركة في النسخة العاشرة لكأس العرب أحدثت ضجة كبيرة في الساحة الكروية الجزائرية، كان ذلك بسبب الانتقادات التي وُجهت لبوقرة بعدما اعتمد على بعض الأسماء من المنتخب الأول في صورة كل من بلايلي، مبولحي، براهيمي، بن لعمري، بن عيادة، بحجة أنه أقصى بعض الأسماء المحلية التي كان من المفروض أن تكون حاضرة في هذا الموعد العربي، خاصة بعدما قام بعض اللاعبين بنشر تغريدات على حساباتهم منتقدين إقصائهم.
إلاّ أن بوقرة ردّ على تلك الانتقادات بكل موضوعية من خلال ندوة صحفية عقدها مباشرة بعد الإعلان على التشكيلة أكد خلالها أنها تبقى خياراته، وأنه ذاهب لقطر من أجل تحقيق نتيجة مشرفة خلال هذا العرس العربي والاعتماد على بعض الأسماء من الفريق الأول بُغية الحفاظ على لياقتهم البدنية، لأنهم مقبلين على المشاركة في البطولة الأفريقية مطلع العام القادم وبالتالي المزج بين الخبرة والطموح لكي يكون توازن في التشكيلة وباب المنتخب تبقى مفتوحة للجميع.
بالفعل كان المنتخب الوطني للمحليين في الموعد، حيث دخل بقوة في جو المنافسة ضمن المونديال العربي، من خلال الإطاحة بالسودان بالأداء و النتيجة التي فتحت الشهية أمام رفقاء الحارس مبولحي الذي تصدى لركلة جزاء، تواصلت الإنتصارات حيث كان الضحية الثاني منتخب لبنان ليختم دور المجموعات بتعادل مع مصر في الجولة الثالثة والتي كانت قوية وبمثابة نهائي قبل الأوان بالنظر للندية الكبيرة بين الطرفين، أمتعوا من خلال الفنيات الرائعة التي صنعها اللاعبين فوق المستطيل الأخضر.
التتويج عنوان النجاح
الدور ربع النهائي كان الأصعب من كل النواحي وصدقت كل التوقعات من خلال اللقاء الذي جمع بين الخضر والمنتخب المغربي في داربي كبير، حيث كانت مواجهة متكافئة من كل الجوانب وفي كل مرة يسجّل أشبال بوقرة يتمكّن المنافس من العودة في النتيجة حتى انتهت بالتعادل هدفين في كل شبكة، للإشارة فإن نجم الدورة بلايلي وقع على هدف عالمي من كرة مباشرة من وسط الميدان لكن الأمور أجلت لركلات الترجيح التي ابتسمت للجزائر بعدما تصدى مبولحي للضربة الرابعة، ليتأهل الفريق الوطني للمربع الذهبي.
الأمور لم تكن سهلة في الدور نصف النهائي، لأن اللقاء جمعنا مع صاحب الأرض والجمهور ما يعني أن الضغط كان كبير جدا على التعداد، إلاّ أن لمسة المدرب بوقرة كانت حاضرة من خلال التوجيهات التي قام بها كما أنه حضر لاعبيه من الناحية البسيكولوجية كما يجب جعلتهم يتحكمون في المباراة وأخرجوا قطر بكل جدارة واستحقاق من خلال الفوز بنتيجة 2 مقابل 1، والتأكيد كان في النهائي أن المنتخب الجزائري هو الأقوى عربيا بعدما فاز في النهائي على تونس بالرغم من الندية الكبيرة بين الطرفين، إلاّ أن خبرة رفقاء بلايلي وبراهيمي صنعت الفارق في النهاية وأهدوا الجزائر أول لقب عربي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024