تفنّنت الصحف الوطنية الصادرة أمس الأحد في التغني بالإنجاز المبهر للمنتخب الوطني وتتويجه بلقب الطبعة العاشرة من الكأس العربية (فيفا /2021)، عقب فوزه في الملحمة الكروية الكبيرة التي جمعته بالمنتخب التونسي الشقيق، بهدفين نظيفين (2-0، بعد الوقتين الإضافيين) بملعب البيت بالدوحة القطرية.
لانّ الحدث كان كبيرا، والفرحة كانت اكبر، فإنّ أقلام الإعلاميين
الجزائريين، قد وجدت صعوبة كبيرة في اختيار العناوين التي تليق بإنجاز»كتيبة» الناخب الوطني مجيد بوقرة الذي اثبت للداني والقاصي أنّ الإرادة و الإصرار علامة جزائرية بامتياز وأنّ منتخب المحاربين لا يؤمن أبدا بالمستحيل وأنّ قوته ترتفع دوما متى ارتفعت التحديات.
وعلى اختلاف العناوين التي اخترتها الصحف الوطنية الصادرة امس، إلا أنّ مضمونها كان واحدا و كلماتها كانت قليلة، لانّ صورة «الخضر» وهم يرفعون الكأس العربية الغالية الأولى في تاريخهم نابت عن كل تعبير وعن كل بلاغة لغوية.
وتحت عنوان كبير بالبند العريض، « الخضر ينتزعون التاج العربي»، علقت يومية الشعب عن انجاز المنتخب الوطني للمحليين»، موضحة أنّ «خاتمتها كانت مسك بتتويج محاربي الصحراء بالكأس العربية التي تمّ افتكاكها بجدارة واستحقاق في مشهد رائع افتك فيه منتخب المحاربين كذلك تقدير واحترام الجميع لما أظهروه من إبداع و بذل للجهد بروح رياضية عالية في دورة مميزة زادها الجمهور رونقا وإعجابا».
من جهتها، كتبت يومية «الشروق» الصادرة ، عنوانا بسيطا كان لسان حال كل جزائري سهرة السبت، حيث كتبت في صدر صفحتها الأولى التي برزت فيها ألوان العلم الوطني « الخضر أسياد العرب»، مبرزة تصريح الناخب الوطني مجيد بوقرة الذي قال فيه: « فوزنا مستحق (...) و نهدي الكأس لشعبنا ولفلسطين».
وأوضحت الجريدة أنّ المنتخب الوطني المحلي يسير على خطى منتخب الأكابر الذي سبق له التتويج بكاس إفريقيا في نسختها لعام 2019 بمصر(...) تتويجا يعكس المسيرة المثالية لأبناء مجيد بوقرة وفي مونديال العرب (قطر 2021).
و في استعارة جميلة للعبارة الموروثة من الحراك الشعبي المبارك «نربحوهم قاع «زينت يومية «المساء» صدر صفحتها الأولى بصورة المنتخب الوطني مبرزة التهنئة التي بعثها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون عقب نهاية الملحة
الكروية و التتويج بالكأس العربية والتي قال فيها: «مبروك يا أبطال العرب الله يفرحكم كما فرحتونا».
ولانّ الانجاز كان جميلا بكل المقاييس، أشادت يومية المساء بدور المناصرين الذين وقفوا مع المنتخب الوطني لغاية آخر لحظة، وكتبت « المناصرون يبدعون في المدرجات و يشرفون بلد الشهداء».
بدورها، كتبت يومية «المجاهد» الصادرة باللغة الفرنسية تحت عنوان كبير».
الجزائر بطلة العرب»، أنّ المنتخب الوطني للمحليين تحت قيادة المدرب مجيد بوقرة «يقتنص التاج العربي الأول في تاريخ الجزائر»، مبرزة « الدور المهم الذي قام به الثنائي ياسين ابراهيمي و أمير سعيود اللذان صنعا الفارق في هذه
المقابلة الكبيرة التي أخرجت كل الشعب الجزائري للشارع للاحتفال في ليلة لا تشبه كل الليالي».
ووعيا منها أنّ كل الكلمات سوف لن تكون كافية للتعبير عن انجاز المنتخب الوطني في هذه المنافسة العربية المبهرة، اختصرت يومية «ليبرتي»، الصادرة باللغة الفرنسية كل الكلمات في كلمة «برافو» التي هنأت بها كتيبة الناخب الوطني مجيد بوقرة التي لم تخيب آمال محبيها و منحت الفرحة للشعب الجزائري
طيلة ثلاثة أسابيع من المنافسة الشديدة.
وأشادت الجريدة بالمسار الشاق و العسير «للخضر» في هذه المنافسة التي لم يكن طريقهم فيها مفروشا بالورود، من خلال المنتخبات الكبيرة التي واجهها حيث كتبت: «المنتخب الوطني على خلاف منتخبات المربع الذهبي، قد قطع مشوارا صعبا منذ دور المجموعات، انطلاقا من مواجهة مصر، ثم المغرب (ثمن النهائي) وبعدها المنتخب القطري في الدور نصف النهائي وأخيرا المنتخب التونسي في المقابلة النهائية».
كما لم تحيد يومية « لوسوار دالجيري» الصادرة باللغة الفرنسية عن زميلاتها، حيث علقت تحت عنوان كبير في صدر صفحتها الأولى «الخضر يتربعون على عرش الكرة العربية»، مؤكدة أنّ سرّ تألق «الخضر» في هذا الموعد يعود أساسا إلى إرادة وإصرار «الرجالة» الذين أعادوا بها الفرحة للشعب في انجاز كروي غير مسبوق.
و أضاف صاحب المقال أنّ هذه المنافسة أثبتت أنّ المنتخب الوطني للمحليين قادر على صنع الفرحة والتميز و التألق مثله مثل المنتخب الوطني الأول الذي يضم لاعبين ينشطون في البطولات الأوروبية «، موضحة على أن « هذا التتويج أكّد أن
البطولة الوطنية ليست سيئة جدا مثل ما يروج له البعض، لان اللاعب الجزائري موهوب ولا يحتاج سوى للمتابعة التي تليق بمؤهلاته».
وفي نفس السياق، كتبت يومية « لا نوفال ريبوبليك» تحت عنوان « شكرا يا رجال»، أنّ نهائي الكأس العربية بين الجزائر وتونس كان تاريخيا بالنظر إلى أنّ المنتخب التونسي لا يستسلم بسهولة عند بلوغه هذا المستوى من المنافسة والندّية الكبيرة التي تطغى على مقابلات المنتخبين منذ 1963 «. وقال صاحب المقال أيضا «المقابلة كانت وفية لعهدها وعرفت فتراتها مراحل مختلفة من حيث السيطرة و الاستحواذ بين المنتخبين».