أعرب الدولي الجزائري السابق إبراهيم زافور في حوار خاص لجريدة «الشعب»، عن ثقته الكبيرة في إمكانية أشبال الناخب الوطني مجيد بوقرة في تحقيق الانتصار والعودة باللقب العربي، خلال مواجهة النهائي من منافسة كأس العرب في طبعتها العاشرة التي احتضنها العاصمة القطرية «الدوحة»، التي ستجمعهم في داربي مغاربي مع الجارة تونس لأن الخضر يملكون الإمكانيات الفردية والجماعية التي تسمح لهم بالتحكم في أطوار اللقاء.
«الشعب»: كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني للظفر بلقب كأس العرب بقطر؟
«إبراهيم زافور»: المواجهة التي ستجمع بين المنتخب الوطني ونظيره التونسي ضمن نهائي كأس العرب بقطر ستكون بمثابة داربي مغاربي لأن كلا الطرفين يمثلان الكرة الأفريقية، الأمر الذي يعكس مدى تفوق الكرة الأفريقية على الخليجية من ناحية المستوى والأداء بدليل اننا أقصينا بطل آسيا من الدور نصف النهائي، ولهذا اعتقد أن بوقرة تعلم الدرس من اللقاءات الماضية واستنتج الأخطاء وسيحضر تشكيلته لهذا النهائي كما يجب لتحقيق الفوز والعودة بالكأس إلى الجزائر، لأننا نملك فريق رائع وقوي ومتكامل من كل الجوانب ولولا الإصابات لظهر بوجه أفضل بكثير، والتحضير البسيكولوجي سيكون له دور كبير لبلوغ الهدف لأنه سيساعد اللاعبين على التركيز أكثر والتعامل مع الكرة بكل ذكاء، وفي حال تمّ التسجيل في بداية اللقاء ستكون طريقة اللعب مفتوحة بين الطرفين اما اذا كان العكس ستكون مواجهة «مغلوقة» من الجانبين خشية تلقي الأهداف.
هل ترى أن «الخضر» قادرين على حسم الأمور بسهولة؟
منتخبنا اكتسب التجربة اللازمة في هذه المنافسة وتمكن من تقديم أداء رائع منذ البداية، حيث أمتع كل المتتبعين بالأداء الذي قدمه لحدّ الآن، من فنيات ومستوى إلى درجة ان هذه الطبعة اعتبرها الفنيون الأفضل في تاريخ هذه المنافسة، لكن الأمر الذي قد يكون عائقا يكمن في الإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين وأتمنى أن يكونوا في أتم الجاهزية للنهائي، لأننا نملك طاقم طبي ومحضر بدني له الإمكانيات على استرجاع المصابين بأسرع وقت لأن الاسترجاع له دور كبير بعد المجهود الذي قدّمه اللاعبون في اللقاءات الماضية، كما أن رغبة العناصر الوطنية في العودة باللقب وإسعاد الجمهور الجزائري سترفع من عزيمتهم في تقديم كل ما عليهم لإنهاء الأمور لصالحهم والعودة باللقب بحول الله لأننا من ناحية الإمكانيات أفضل من تونس.
ما هي قراءتك لمواجهة الدور نصف النهائي ضد قطر؟
كنت واثقا من قدرات المنتخب الوطني الجزائري من تحقيق الفوز لأننا نملك مجموعة متكاملة ولها إمكانيات عالية وبرهنت على ذلك في اللقاءات التي سبقت الدور نصف النهائي، لكن الأمر الوحيد الذي كنت أخشى منه عامل الكولسة لأننا لعبنا مباراة حاسمة في المربع الذهبي وضد البلد المنظم ومدرجات مكتظة، لكن الحمد لله أشبال بوقرة كانوا في الموعد ودخلوا بقوة في أجواء المباراة وخلقوا عديد الفرص للتهديف، كل ذلك راجع للانتشار الجيد فوق المستطيل الأخضر وهذا التوازن الذي كان من جانب فريقنا جعلنا نتحكم في الأمور، لكن عامل الإصابات الذي طال بعض عناصرنا كان له تأثير واضح خاصة في الـ10 دقائق الأخيرة لأننا لعبنا مباريات قوية قبل هذا الدور كلها كانت بمثابة نهائيات قبل الأوان بداية من مصر ثم المغرب الذي لعبنا ضده 120 دقيقة.. في حين أمام قطر حققنا الأهم من خلال التأهل للنهائي.
ماذا عن الوقت الإضافي الذي أعلن عنه الحكم البولندي؟
الحكم لوحده يعرف أسباب إضافة 9 دقائق كاملة في المباراة والتي تمدّدت إلى 18 دقيقة والتي كانت منعرج المواجهة لكنها خدمتنا لأننا تمكنا من إضافة الهدف الثاني عن طريق بلايلي في الدقيقة 15 من الوقت المضاف، والنقطة السلبية الوحيدة تمثلت في الإرهاق الكبير الذي عانى منه رفقاء مبولحي، لأن المنتخب الجزائري كان منقوصا من يوم في الاسترجاع بالمقارنة مع منافسنا، إلا أن الناخب الوطني عرف كيف يحضر تشكيلته لهذه المواجهة من كل الجوانب البسيكولوجي والبدني والدليل كان واضح فوق أرضية الميدان، حيث لا حظنا حضورا بدنيا قويا للاعبين بالرغم من الاندفاع الذي سجلناه من الجانبين شبح الإصابات في صفوف منتخبنا، إلا أن البدائل كانت في الموعد على غرار تاهرات الذي عوض بونجاح، حيث قام بدور رائع في الاسترجاع وبناء الهجمات من الخلف وبالتالي يمكننا القول إن التشكيلة التي لعبت نصف النهائي هي الأفضل.
كيف تعلّق على بروز بعض الأسماء الشابة في هذا الحدث العربي؟
لا يخفى على الجميع، أن المدرب الوطني مجيد بوقرة حضر تشكيلته في وقت قصير وبداية العمل كانت مع اللاعبين المحليين فقط، الا انه تنقل إلى قطر بمزيج من الأسماء المحلية وأخرى التي تلعب مع الفريق الأول في صورة كل من المتألق بلايلي الذي أثبت مرة أخرى انه لاعب عالمي من خلال المهارات التي يتمتع بها والتي سمحت له بإعطاء الإضافة اللازمة للفريق الوطني ضمن مونديال العرب، لأنه إذا لم يسجل يعطي الحلول اللازمة، وكذا تاهرات، مبولحي، بن لعمري، سوداني وبراهيمي عدا هذه الأسماء بقية التعداد تلقى تكوين جزائري ولم يسبق لهم اللعب في أوروبا ما يعطي ثقة أكبر للاعبين الذي ينشطون في البطولة المحلية لمواصلة العمل لكسب مكانة في المنتخب الوطني، ومن جهة أخرى سيكون الفريق الثاني الذي صنعه بوقرة بمثابة خزان للمنتخب الأول ويعطي حلول أكثر لبلماضي قبل نهائيات أمم أفريقيا القادمة في صورة كل من مزياني، توقاي، بن عيادة وآخرون، وفي الأخير الكلمة النهائية تعود للمدرب الوطني من دون شكّ.