6 مدربـين يشرفون علـى أندية في الرابطـة المحترفة الأولى

المدرسـة التونسية تغـزو عالم التدريــب في الجزائـر

عمار حميسي

غزت المدرسة التونسية عالم التدريب في الجزائر بعد أن وضعت العديد من الأندية ثقتها في التقنيين التونسيين لقيادة فرقها خلال الموسم الحالي، ورغم أن المدربين التونسيين لم يحققوا نتائج مميزة لحدّ الآن الا انهم أضحوا الخيار الأول لرؤساء الفرق الذين يرون انهم قادرين على تحقيق نتائج جيدة بالنظر لعديد العوامل منها حسن التكوين والقدرة على التواصل الجيد مع اللاعبين والإعلام، إضافة الى قوة الشخصية ويبقى القاسم المشترك في المدربين التونسيين المتواجدين في الجزائر ان اغلبهم يمتلك صفة لاعب دولي سابق وهو مؤشر انه يتمتع بخبرة جيدة في الميادين الكروية سواء محليا او قاريا.


أضحى المدرب التونسي يحظى بثقة كبيرة من رؤساء
ومسؤولي الأندية الجزائرية الذين يرون انهم قادرين على صنع الفارق في الوقت الذي يرى فيه بعض المختصين ان الأمر لا يعدو ان يكون «موضة» وقتية فقط ستنتهي لا محالة كما حدث من قبل عندما انتشرت «موضة» التعاقد مع مدربين من أوروبا الشرقية ثم من فرنسا فالموضة السائدة في الفترة الحالية هي التعاقد مع مدربين من تونس، رغم انه لا يمكن إغفال القدرات الجيدة للمدربين الجزائريين.
الغريب في الأمر ان المدربين التونسيين لم يحققوا نجاحات كبيرة في البطولة فأغلبهم وجد صعوبات مع الأندية التي دربها، كما انه لم يسبق لأي مدرب تونسي ان قاد فريقا جزائريا للفوز بلقب الدوري ان تحقيق تتويج قاري، لكن اللجوء الى المدرسة التونسية في التدريب خلال الفترة الحالية يطرح العديد من التساؤلات حول الجدوى والغاية من هذا الأمر بحكم ان الحديث عن نجاح مدرب او فشله يكون مرتبط في العادة بالنتائج المحققة في نهاية الموسم.
الحكم على نجاح هذه التجربة من عدمه يكون في الغالب بعد نهاية الموسم فلكل فريق هدف يسعى لتحقيقه رغم معظم الأندية التي تعاقدت مع مدربين من تونس تسعى للمنافسة على المراكز الأولى في البطولة والنجاح او الفشل يكون بعد نهاية الموسم، حيث يتمّ التعرّف على البطل والوصيف وصاحب المركز الثالث وحينها يمكن الحديث عن نجاح التجربة من عدمها.
بن يحيى.. انطلاقة متعثرة مع «العميد»
تعاقدت إدارة مولودية الجزائر مع المدرب التونسي خالد بن يحيى من اجل قيادة الفريق خلال الموسم الحالي نحو تحقيق العديد من الأهداف والتي يبقى أهمها المنافسة على الألقاب، الا أن الانطلاقة لم تكن في المستوى المطلوب بعد النتائج المخيبة التي حققها الفريق لحدّ الآن بعد مرور سبع جولات عن انطلاق الموسم الكروي.
يتواجد فريق مولودية الجزائر حاليا في المركز الـ10
وهو مركز لا يليق باسم وسمعة وتاريخ فريق بحكم مولودية الجزائر رغم ان الفريق يمتلك مباراة ناقصة في حال فاز بها يصعد الى المركز الخامس.. لكن الأكيد ان المأمورية لن تكون سهلة بالنسبة للفريق في الفترة المقبلة حيث وجد المدرب العديد من الصعوبات في عمله وهو ما انعكس سلبا على أداء الفريق.
بن يحيى مطالب بإصلاح العديد من الأمور في ظرف وجيز من أجل التصالح مع الأنصار الذين يرون انه لم يقدم الإضافة اللازمة لحد الآن، حيث ستكون المباريات المقبلة في غاية الأهمية والتعثر فيها سيجعله في عين الإعصار ودعم الإدارة الحالي قد لا يكفي لبقائه على دكة البدلاء لفترة طويلة.
الكوكي.. لمواصلة النجاحات مع الوفاق
كانت تجربة المدرب التونسي نبيل الكوكي ولا زالت هي الأفضل بين أقرانه، لأنه حقّق الكثير من النجاحات رغم الإخفاق على المستوى القاري، الا انه محليا استطاع قيادة الفريق للمنافسة بقوة على لقب البطولة خلال الموسم الماضي الذي انتهى قبل الأوان بسبب تداعيات فيروس «كورونا» وفي حال كان الموسم قد استكمل ربما كان الوفاق هو ما احتفل في النهاية بلقب الدوري.
نجاح تجربة الكوكي مع الوفاق شجّع الإدارة على استكمال المسيرة معه من خلال تجديد عقده لموسم إضافي، حيث كان هذا الأمر مشجعا له لمواصلة المشروع الذي بداه مع الفريق رغم الصعوبات التي تمثلت في بيع أفضل العناصر التي تلقت عروضا للاحتراف في أوروبا على غرار بوصوف وقندوسي وآخرهم بالطبع الصاعد الواعد عمورة الذي انتقل الى الدوري السويسري.
اكتسب الكوكي خبرة جيدة في البطولة الوطنية ستساعده كثيرا خلال الموسم الحالي من اجل اعادة سيناريو الموسم الماضي، رغم أن الفريق يتواجد حاليا في المركز الرابع بعدما لعب سبع مباريات الا ان الأمور مازالت في البداية وقد تتحسن النتائج اكثر والفريق يتسلق جدول الترتيب نحو المقدمة بالنظر الى أن الأمور لن تكون سهلة في ظلّ الاستعدادات التي أظهرتها بعض الاندية خلال الموسم الحالي في صورة اولمبي المدية واتحاد بسكرة اللذان يتواجدان في الصدارة والوصافة.
مهمة معقّدة تواجه عمار السويح مع «الكناري»
شبيبة القبائل يواجه صعوبات كبيرة خلال الموسم الحالي رغم التغيير الذي حدث على مستوى العارضة الفنية من خلال التخلي عن خدمات المدرب الفرنسي سطمبولي
والتعاقد مع المدرب التونسي عمار السويح الذي لم يستطع تحقيق النتائج المرجوة في ظل المهمة المعقدة التي تنتظره من أجل إعادة «الكناري» إلى السكة الصحيحة.
نتائج السويح كمدرب للفريق كانت بعيدة عن التوقعات بما أنه فشل في احداث «الهزة» النفسية التي يفترض ان تحدث مع قدوم مدرب جديد بما ان لاعبي الشبيبة فشلوا في تحقيق الانتصار خلال أربع مباريات الأربع الماضية
وانهزم أمام شبيبة الساورة، إضافة الى مواجهة كأس «الكاف» امام روايال ليوبارد وهو ما يجعل المباراة المقبلة بالنسبة للشبيبة في غاية الأهمية.
قد يكون من السابق لأوانه الحكم على تجربة إشراف عمار السويح على تدريب شبيبة القبائل لأنه لا يتحمّل الأخطاء التي حدثت خلال عملية التحضير للموسم الجديد و التي أشرف عليها المدرب السابق سطمبولي الذي غادر بسبب سوء النتائج والأهم بالنسبة للمدرب التونسي السويح هو إصلاح مكامن الخلل في الفريق.
يركز المدرب عمار السويح كثيرا على العامل النفسي
وهو الأمر الذي دفعه لكثرة الحديث مع اللاعبين لأنه يدرك انه يحتاجون الى الثقة اللازمة في الفترة المقبلة من اجل التعبير عن امكانياتهم بالطريقة المثلى في المباريات التي كانت صعبة وستصبح أصعب في الفترة المقبلة.
السليمي.. نجاحات باهرة مع أولمبي المدية
حقق اولمبي المدية نجاحات باهرة خلال انطلاقة الموسم الحالي حيث يتواجد «ابناء التيطري» في وصافة جدول الترتيب خلف الفريق المفاجاة اتحاد بسكرة الذي يتصدّر الجدول بعد مرور سبع جولات حيث يعود الفضل الكبير لانطلاقة الموسم الايجابية للاولمبي الى المدرب التونسي لطفي السليمي.
نجح اولمبي المدية في تحقيق انطلاقة مميزة بفضل العمل الكبير الذي قام به المدرب التونسي لطفي السليمي الذي يسعى لإعادة الفريق من جديد الى القمة بعد الإخفاقات التي حدثت خلال المواسم الماضية وينتظر الأنصار ان يكون الموسم الحالي مختلف عما سبقوه بالنزر لتوفر الإمكانيات اللازمة من اجل النجاح.
لا يمتلك لطفي السليمي اي خبرة في البطولة الوطنية الا انه نجح في اثبات احقيته بتدريب اولمبي المدية والتواجد في الوصافة خير دليل رغم ان المأمورية لن تكون سهلة من اجل الحفاظ على هذا المكسب في الفترة المقبلة بحكم ان العديد من الفرق تسعى للتواجد مع فرق المقدمة وهو ما قد يؤثر على مكانة الأولمبي.
قام التقني التونسي لطفي السليمي بتطوير قدرات
وإمكانيات لاعبي الأولمبي بشكل كبير حيث نجح الفريق في تحقيق العديد من الانتصارات داخل وخارج الديار يسعى لمواصلة النجاحات من خلال المواجهات المقبلة رغم أن المامورية لن تكون سهلة لكن الفريق قادر على قول كلمته.
اليعقوبي .. خبرة دولية في خدمة ش.الساورة
وقع اختيار إدارة شبيبة الساورة قبل انطلاق الموسم على المدرب التونسي واللاعب الدولي السابق قيس اليعقوبي ليكون مدربا للفريق خلال الموسم الحالي ويبدو أن خيارها كان في محله حيث نجح المدرب الجديد للفريق إلى تحقيق العديد من النجاحات سواء في البطولة أو المنافسة القارية التي تريد شبيبة الساورة تحقيق نجاحات كثيرة من خلال المشاركة فيها.
اثبت قيس اليعقوبي قدرات كبيرة في التدريب سابقا في تونس ثمن اشتغل في مجال تحليل المباريات الأوروبية على مستوى احدى القنوات العربية قبل ان يعود لمجال التدريب من بوابة الافريقي التونسي ثم ينتقل بعدها الى شبيبة الساورة ويبدو ان خيار ادارة هذه الأخيرة كان في محله بحكم ان المدرب نجح كثيرا في مهمته لحدّ الآن.
الفترة المقبلة ستعرف خوض الفريق العديد من المباريات الصعبة وهو ما يجعل قيس اليعقوبي امام اختبار حقيقي للتأكيد على أحقيته بالتواجد على رأس العارضة الفنية لشبيبة الساورة والتأكيد أيضا أن المدرب التونسي قادر على رفع التحديات وخيار إدارة الفريق كان صائبا في التعاقد معه.
بوعكاز يعود لتدريب «الحمراوة»
يعد المدرب معز بوعكاز من أشهر المدربين التونسيين الذين عملوا ولازالوا في البطولة الوطنية، حيث صال وجال على عديد الأندية في الرابطة الأولى والثانية قبل ان يحط الرحال في فريق مولودية وهران الذي سبق له تدريبه من قبل ورغم أنه حدثت نتائج طيبة الا ان سوء التفاهم مع الادارة عجّل برحيله، لكن الأمور اختلفت في الفترة الحالية.
درب بوعكاز العديد من الاندية الجزائرية وهو الأمر الذي منحه خبرة كبيرة في التعامل مع لاعبي البطولة وإدارات الاندية، حيث يرى ان العمل في فريق مولودية وهران رغم المشاكل الادارية والتنظيمية التي يعاني منها الفريق مغري لأي مدرب بالنظر الى الشعبية الكبيرة لمولودية وهران وتاريخها الكبير الحافل بالإنجازات والانتصارات والفوز بالألقاب.
انطلاقة الفريق في البطولة بعيدة عن التوقعات، حيث يحتل «الحمراوة» المركز 12 برصيد خمس نقاط فقط بعد مرور سبع جولات، مما يؤكد ان مامورية المدرب التونسي بوعكاز ستكون صعبة ومعقدة من اجل العودة بالفريق الى الواجهة من جديد لعدة عوامل منها تراجع المردود العام للفريق من الناحية الفنية بسبب رحيل بعض اللاعبين المهمين نحو اندية اخرى.
نهاية الموسم فرصة للتقييم
تقييم مشوار اي مدرب يكون في الغالب بعد نهاية الموسم حيث يتمّ التعرف حينها هل المجرب نجح ام لا والتقييم يكون على حسب المرتبة التي يحتلها الفريق في البطولة او الفوز بلقب معين لأن الهدف من التعاقد مع مجرب اجنبي ومنحه اجرة ضخمة بالعملة الصعبة هو الفوز بالألقاب.
دون شكّ سيكون هناك اخفاقات ونجاحات بالنسبة للمدربين التونسيين الذين يعملون في البطولة الوطنية، لكن رؤساء الأندية أيضا يتعاملون بمبدأ الكيل بمكيالين فالمدرب الأجنبي لا يأتي الى فريق يدربه الا في حال ضمن كامل حقوقه وهو الأمر الذي لا يحدث مع المدرب الجزائري لهذا فالظروف هي من تتحكّم في نجاحات أي مدرب او إخفاقاته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024