بلايلي نجم من طينة الكبار

أداء وحضور مميّز

نبيلة بوقرين

 نجم من العيار الثقيل تمكّن من تأكيد أنّه لاعب عالمي من طينة الكبار خلال تألّقه من لقاء لآخر بألوان الجزائر، إبن الباهية وهران يوسف بلايلي الذي كان وراء التأهل للدور نصف النهائي، خلال منافسة كأس العرب التي تجري فعالياتها بالعاصمة القطرية «الدوحة»، بعد الدور الذي قدّمه خلال مواجهة ثمن النهائي ضد المغرب من خلال تحركاته فوق المستطيل الأخضر.
 كعادته كان في الموعد وتمكّن من تسجيل هدف قد يكون الأجمل في هذه الطبعة من مونديال العرب، وفي سنة 2021 ككل بكرة مباشرة من وسط الميدان، أسكنها شباك المنتخب المغربي أعطى من خلالها تقدما للمرة الثانية للمنتخب الوطني الجزائري في لقاء وُصف بأنه نهائي قبل الأوان بالنظر للمعطيات التي عرفها اللقاء، لأنه كان متكافئا من كل الجوانب ولُعب على جزئيات صغيرة بالنظر للضغط الكبير الذي كان لدى الطرفين، والفرديات التي كان لها دور في صنع الفارق فوق المستطيل الأخضر.
كان بلايلي نجما حقيقيا فوق الميدان بالرغم من عودته من الإصابة التي عانى منها في الأيام القليلة الماضية، من خلال تحركاته وترويضه للكرات وطريقة الإستقبال، وحتى التمريرات التي كان يقوم بها خاصة في وسط الميدان والهجوم وبناء المرتدات، ليجدّد تأكيده أنه لاعب المواعيد الكبرى والمباريات الحاسمة مثلما عوّدنا منذ عوته للنّشاط، بعد الفترة الصعبة التي عاشها بسبب العقوبات التي تعرض لها في السابق، حيث أثبت أنّه تعلم الدرس، كما يجب من خلال التركيز على مشواره الكروي قفط.
وبعدما تألّق مع المنتخب الأول بقيادة جمال بلماضي في مباريات التي لعبها خاصة في نهائيات أمم إفريقيا التي جرت بالقاهرة التي توجت بها الجزائر بجدارة واستحقاق، جعلته يثبت نفسه كقطعة أساسية لا جدال فيها، وحضوره أكثر من ضروري وغيابه يربك الجمهور الجزائري لأنّهم يعرفون أنه مفتاح الإنتصارات في اللحظات الحاسمة، جاء الدور من أجل البروز تحت إشراف المدرب بوقرة مع الفريق الثاني خلال المنافسة العربية التي تجري بقطر، وخير دليل ما قدمه ضد المغرب سواء من ناحية التمريرات أو الهدف الذي سجله في الشوط الإضافي، كما أنّه صاحب التوقيع على أول ركلة جزاء التي فتحت الباب أمام الفريق الوطني للمرور للمربع الذهبي.
بالتالي أصبح يوسف بلايلي رجل الأمان بالنسبة للجماهير الجزائرية لأنه في كل مرة يقدم الحلول اللازمة لتحقيق النتائج الإيجابية، بدليل أنّه تصدّر مواقع التواصل الإجتماعي من خلال تداول صوره مع إختلاف التعليقات المرافقة لها، وكذا العمل على تداول كل التصريحات التي يقوم بها الأمر الذي يؤكّد مدى تعلق الجزائريين بابن الباهية وهران، وفي نفس الوقت يعلم بلايلي جيدا مدى حب الأنصار له من خلال تفاعله معهم، وتأكيده الدائم أنّه يقدم كل ما عليه للفوز رفقة زملائه في اللقاءات الودية والرسمية.  
براهيمي: عاد للواجهة بقوّة
 من جهته، ياسين براهيمي الذي غاب في الفترة الأخيرة عن المنتخب الأول بسبب تراجع مستواه نتيجة إبتعاده عن المنافسة والإصابات التي طردته، عاد رفقة الفريق الثاني وكان من بين المفاتيح التي استعملها المدرب بوقرة في هذا الموعد العربي، حيث قدّم الإضافة اللازمة لزملائه في كل اللقاءات، من خلال تحرّكاته وتوظيف خبرته في التعامل مع الضغط، وكان بمثابة المدرب فوق المستطيل الأخضر، كما أنّه صانع لعب حقيقي وخلق توازن بين اللاعبين بالرغم من تقدمه في السن.
مبولحي: القوّة الهادئة...
 الرّجل الهادئ كما يُلقّبه الجميع رايس وهاب مبولحي، حارس مرمى المنتخب الوطني، الذي دائما يكون جاهزا للمواقع الكبيرة، تمكّن من إنقاذ عرينه في عدة مناسبات ضد هجومات المغاربة التي خاصة في مرحلة الفراغ التي مر بها دفاع الخُضر، وأعطى ثقة أكبر لزملائه من أجل التقدُّم نحو الأمام والتركيز على اللّعب للوصول إلى شباك المنافس مثلما عوّدنا عليه دائما، كما أنه كان يقدم لهم التّوجيهات اللازمة لما يشاهد الأخطاء التي يرتكبها رفاقه لعدم تكرارها لأنّ اللقاء لا يقبل القسمة على اثنين.
من جهة أخرى، فإن مبولحي كان له الدور البارز في التأهل للمربع الذهبي منذ بداية المنافسة إلى غاية الدور ربع النهائي، وفي مثل هذه المباريات الحاسمة يظهر أداء الحارس لأنه وبعد الأداء خلال المباراة تمكن من التصدي لركلة الجزاء الرابعة من خلال متابعته الدقيقة للكرة، ما يؤكّد مكانته أهمية هذا المنصب لصنع الفارق لأنه ليس بالأمر السهل التصدي لضربة جزاء في الدور ربع النهائي، خاصة لما يتعلق الأمر بداربي يُبنى على جزائيات صغيرة، وبهذا يكون مبولحي قد تصدّى لثاني ركلة جزاء في هذه الطبعة بعدما فعلها في اللّقاء الأول ضد السودان.
بينما نجد أنّ الدورة سمحت للكثير من الأسماء بالبروز من جانب الفريق الوطني على غرار توغاي وبن عيادة الثنائي الذي كان في الموعد وقدّم الإضافة اللازمة، من خلال العمل الكبير والمستوى الرائع الذي ظهر به كل لاعب خلال اللّقاءات التي لعبت لحد الآن، ما يضع حدّا لكل المشككين في الخيارات التي قام بها الناخب الوطني بوقرة الذي تعرّض لانتقادات كثيرة بعد إعلانه عن القائمة التي سيشارك بها في منافسة كأس العرب، والذي مزج بين خبرة عناصر الفريق الأول والشباب الصاعد المتحمس لكسب مكانة في تشكيلة بلماضي في المنافسة القارية التي تفصلنا عنها أسابيع قليلة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024