يواجه المنتخب المحلي لكرة القدم اليوم نظيره المغربي في ربع نهائي كأس العرب «فيفا ـ قطر 2021»، حيث يسعى أشبال بوقرة للفوز واقتطاع تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي من المنافسة رغم أن المأمورية لن تكون سهلة أمام منافس جهز جيدا نفسه لهذا الموعد بدليل تحقيقه العلامة الكاملة خلال الدور الأول من المسابقة بعد الفوز في ثلاث مباريات.
يسعى المنتخب المحلي للفوز اليوم على نظيره المغربي في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين خاصة، ان الخاسر سيغادر مباشرة
والفائز سيواصل المنافسة الى نصف النهائي وهو ما يجعل أشبال بوقرة اليوم أمام تحدي حقيقي والتعويض لن يكون ممكنا في حال الخسارة وهو ما جعل بوقرة يركز كثيرا على تحضير اللاعبين لهذا الموعد.
من الناحية المعنوية، اللاعبون في وضعية ممتازة بما انهم حقّقوا الأهم خلال الدور الاول من خلال الفوز على لبنان والسودان
والتعادل مع منتخب مصر الأول وهو ما يؤكد رغبتهم الكبيرة في خوض التحدي الى آخر المشوار، بالنظر الى التحفيزات الكبيرة التي يواجهونها يوميا خاصة من طرف الجماهير الجزائرية المتواجدة بقوة في الدوحة.
مواجهة المغرب ستكون مختلفة تماما عن المباريات السابقة، خاصة فيما يخص طريقة لعب المنافس بعدما واجه المنتخب ثلاث منتخبات في الدور الأول تعتمد على الطريقة الدفاعية والهجمات المرتدة وهو عكس ما سيحدث مع منتخب المغرب الذي ينتهج خطة الاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة مع البحث عن المنافذ من كل الجهات بالنظر الى امتلاكه مجموعة مميزة من اللاعبين.
هاجس الإرهاق
ركز الجهاز الفني للمنتخب الوطني كثيرا على عامل الاسترجاع بعد المشوار الماراطوني في الدور الأول من خلال خوض ثلاث مباريات متتالية وعدم الاستفادة من وقت كافي للراحة وهو الأمر الذي جعل بوقرة يؤكد بعد مباراة مصر ان هدفه الأول قبل مواجهة المغرب هو العمل على استرجاع اللاعبين للياقتهم البدنية بالنظر الى المواجهة الصعبة التي تنتظرهم.
الإرهاق ظهر جليا على المنتخب خاصة خلال مواجهتي لبنان ومصر في الشوط الثاني، حيث تراجع المردود البدني للاعبين وهو ما جعل المنافس يعود الى المباراة خلال الشوط الثاني على غرار ما حدث امام لبنان ونفس الأمر أمام مصر، حيث سيطر لاعبو «الفراعنة» على مجريات الشوط الثاني من البداية الى النهاية.
استرجاع اللاعبين لإمكانياتهم البدني امر ضروري قبل مواجهة المغرب وهذا لتفادي الصعوبات التي قد تعترض التشكيلة في حالة تسجيل هبوط في المستوى البدني للعناصر الوطنية خلال المباراة وهو الأمر الذي سيخدم لا محالة المنافس من اجل تحقيق هدفه المتمثل في الفوز.
قوّة وضعف المنافس
لم يفوت مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة اي صغيرة وكبيرة تخص المنافس، حيث درس بالتفصيل نقاط قوة وضعف المنافس قبل المباراة وهذا من اجل إيصال الرسالة الى اللاعبين من ان المنافس لن يكون سهلا والتعامل مع المباراة يجب ان يكون بجدية للخروج بالنتائج الايجابية المتمثلة في التأهل لنصف النهائي.
وقدم المنتخب المغربي لحد الآن، مستوى لعب جيد لعديد العوامل التي تصب في صالحه منها الاستقرار على مستوى الجهاز الفني وعلى التركيبة البشرية للاعبين الذي يعرفون بعضهم البعض جيدا بحكم أنهم لعبوا من قبل مع بعض في المنتخب المحلي الذي توّج بكأس إفريقيا دون نسيان تواجدهم في نفس الأندية في المغرب.
عامل الانسجام من أهم عوامل قوة المنافس فالمدرب يعرف اللاعبين جيدا.. لذلك فإن التغلب على عامل انسجام منتخب المغرب سيكون مفتاح التأهل الى نصف النهائي من خلال منعه من تطبيق النهج التكتيكي الذي يقوم به في كل مباراة مع حسن التعامل مع لاعبيه من الناحية الفنية من خلال تقليل المساحات التي يحسن المنافس استغلالها جيدا وهو الأمر الذي ظهر خلال الدور الأول.
إصلاح الأخطاء ضروري
سيكون على مدرب المنتخب المحلي إصلاح مجموعة من الأخطاء التي ظهرت على التشكيلة خلال المباريات الماضية من اجل تخطي عتبة المنتخب المغربي خلال مباراة ربع النهائي التي ستجري اليوم، حيث يدرك بوقرة انه لا مجال للخطأ أمام منافس جاء الى الدوحة للعودة بالتاج العربي.
من بين الأخطاء التي يتوجب على بوقرة تفاديها هو حسن اختيار التشكيلة، حيث كان في كل مرة غير موفق في اختيار العناصر التي يراهن عليها خلال المباريات وهو ما حدث خلال المواجهة الأخيرة امام مصر عندما أشرك مزياني الذي كان ظلا لنفسه طيلة المواجهة وكان من الأجدر إقحام اللاعب امير سعيود في منصب صانع الألعاب ومنح الحرية لبراهيمي على الجهة اليمنى من الهجوم.
مشاركة سعيود خلال المواجهة امام المغرب اكثر من ضروري لأنه من اللاعبين الذين يحسنون التعامل والاحتفاظ بالكرة وهو ما يجعله مؤهلا للعب دور مهم خلال المواجهة من اجل ترجيح كفة المنتخب الوطني رغم ان المأمورية لن تكون بالسهولة التي يتوقعها البعض لكن على المنتخب المحلي لعب كل اوراقه خلال المباراة للبحث عن النتيجة الايجابية.
تغييرات بوقرة هي الأخرى لم تكن في المستوى خلال المباريات السابقة وكان من الواضح ان العناصر التي تشارك كبدائل خلال الشوط الثاني لا يخضعون الى التحضير النفسي اللازم من اجل تأدية دورهم على أكمل وجه و هو الامر الذي يتوجب على بوقرة تفاديه خلال مواجهة المغرب.