أكد الدولي الجزائري السابق، طارق غول، في حوار مع «لشعب ويكاند» أنّ المباراة التي جمعت بين المنتخب الوطني ونظيره البوركينابي كانت صعبة جدا، لأننا سجلنا فراغا كبيرا في وسط الميدان بسبب الاعتماد على خطة (4 – 4 - 2)، الأمر الذي تفطن له الخصم واستغله جيّدا، بدليل أنه خلق عدة فرص سانحة للتهديف بعدما كسب ثقة أكبر، وهذا دليل على أنّ المنتخبات الأفريقية تدرس طريقة لعب الجزائر، موضحا أنه على الطاقم الفني أن يكون أكثر حذرا في قادم المواعيد، والبداية من نهائيات كأس أمم أفريقيا بالكاميرون، كما تحدث عن نقاط أخرى، في هذا الحوار:
الشعب ويكاند : ما هو تعليقك على نتيجة مباراة المنتخب الوطني مع ضيفه بوركينافاسو؟
طارق غول : المباراة التي جمعت المنتخب الوطني مع بوركينافاسو كانت صعبة جدا، ولا أحد كان يتوقع هذا السيناريو فوق الميدان، وذلك راجع للفراغ الكبير المسجل في خط الوسط الجزائري، بسبب الخطة التي اعتمد عليها بلماضي من خلال اختيار اللعب بمهاجمين صريحين، الأمر الذي جعل اللاعبين قريبين من بعضهم وأثر على التوازن، ولم يكن هناك من يسترجع الكرات الضائعة، بسبب الارتباك الذي عاشته المجموعة، وبينما كنا ننتظر أن يحدث الناخب الوطني تغييرا في طريقة اللعب، تفطن الخصم لهذا الجانب واستغله من خلال غلق اللعب في منطقته واعتمد على الكرات المرتدة السريعة، حيث كان المهاجمون يجدون أنفسهم أمام مرمى مبولحي مباشرة بعد استلام الكرة، ولحسن الحظ أننا كنا السباقين لافتتاح مجال التهديف، لأنّ البوركينابيين أخذوا الثقة بالنفس مع مرور الوقت، ومن جهة أخرى، لمسنا أن المدرب بلماضي كان يهدف لإنهاء اللقاء بالتعادل، لأنّ الأهم هو التأهل للدور المقبل، وخير دليل على ما أقوله أنه لعب بخطة دفاعية في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، حيث دعم الخط الخلفي بالمدافع بدران، واعتمد على 5 مدافعين ولكن الفراغ الموجود في الوسط كان له الأثر السلبي.
- هل كنت تنتظر أن يظهر الخضر بهذا المستوى؟
كنا نعلم أنّ المواجهة ستكون صعبة لأن نتيجتها حاسمة ومؤهلة للدور الأخير من تصفيات المونديال، لكن لم نتوقع أن يظهر المنتخب الوطني بهذا المستوى، حيث سجلنا عديد الأخطاء خاصة من ناحية استرجاع الكرات، ولم يكن هناك ربط بين الخطوط الثلاثة إلى غاية إقحام فغولي في وسط الميدان، والعودة للاعتماد على مهاجم واحد صريح والأمر يتعلق بسليماني ما جعل محرز وبلايلي يتحرران قليلا، لأنّ المنافس ليس قويا ولكنه في نفس الوقت ليس جيبوتي، لأنه يملك لاعبين لهم القدرة على صنع الفارق، بدليل أنه تمكن من تعديل النتيجة بعد دقائق من تسجيلنا الهدف الأول، ولهذا وبالرغم من التغييرات التي قام بها بلماضي في الشوط الثاني إلا أنّ الأمر يتطلب إعادة النظر في طريقة اللعب، من خلال تصحيح الأخطاء التي كانت في مواجهة الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
- كيف تقيّم مستوى المنتخب الوطني خلال هذه التصفيات؟
المنتخب الوطني ظهر بمستوى متباين من لقاء لآخر، حيث مرّ بفترات فراغ كثيرة، على غرار المواجهة ما قبل الأخيرة التي جمعته مع جيبوتي، بالرغم من أنه ليس منافسا قويا إلا أننا في الشوط الثاني لم نكن في المستوى، وبعدها سجلنا أخطاء كثيرة ضد بوركينافاسو، ما يعني أنّ الناخب الوطني مطالب بإعادة النظر في الكثير من النقاط، قبل بطولة أمم أفريقيا التي لا يفصلنا عنها الكثير من الوقت، حتى نكون في المستوى لأننا أبطال أفريقيا وكل المنتخبات أصبحت تدرس طريقة لعبنا مثلما سبق لي القول، نحن الآن مطالبون بالعمل على تفادي الهفوات التي كانت خلال اللقاءات الماضية، لأنّ الأخطاء ممنوعة مستقبلا وقد تكون مكلفة، والآن بعدما حققنا التأهل للدور الفاصل، لدينا الوقت لإحداث التغييرات اللازمة حتى نكون أكثر جاهزية في قادم المواعيد.
- ما هي توقعاتك لمستوى الخضر في الدور الفاصل؟
قبل الدور الفاصل هناك كأس أفريقيا للأمم بالكاميرون والتي يجب أن نستعد لها من خلال الاعتماد على اللاعبين الأكثر جاهزية، مع مراعاة كل المعطيات المتعلقة بكل المنافسين حتى نحقق نتيجة إيجابية، لأننا سندخل المنافسة في ثوب البطل وسنبحث عن الدفاع على لقبنا، خصوصا أنّ اللاعبين أصبحوا يعرفون جيدا طابع المنافسة، وبالرغم من ذلك لن تكون المأمورية سهلة بالنسبة لنا، أما الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم بقطر 2022 سيجري ذهابا وإيابا شهر مارس القادم، والنقطة الإيجابية أنّ اللقاء الأول سيكون خارج الديار، وعلينا أن نستغله كما يجب ونعمل على العودة بنتيجة إيجابية، تسمح لنا بلعب آخر 90 دقيقة بأكثر أريحية على ملعبنا وأمام جمهورنا، حتى نتمكن من التأهل للحدث العالمي الكبير وهناك نقطة مهمة أريد التطرق لها.
الأمر لن يكون سهلا أمام المدرب الوطني خلال المباراة الفاصلة لأنّ اللاعبين سيشاركون في بطولة أفريقيا، الأمر الذي سيجعلهم يغيبون عن نواديهم لمدة شهر كامل، ومن دون شك أنّ الأندية الأوروبية ستبحث عن البدلاء لتعويضهم، ما قد يجعل عناصر الخضر على غرار بن سبعيني، محرز، بن ناصر وغيرهم يجلسون على مقاعد البدلاء لما يعودون في فيفري إلى أنديتهم، الأمر الذي قد يؤثر على مستواهم البدني قبل المشاركة مع المنتخب في المنعرج الأخير المؤهل للمونديال، كل هذه النقاط يجب أن يضعها بلماضي في الحسبان حتى يجد الحلول المناسبة لكسب تأشيرة المشاركة في مونديال قطر.
اللاعب الدولي السابق، طارق غول:
أمام بلماضي الوقت لمراجعة حساباته قبل نهائيات «الكان»
حوار : نبيلة بوڤرين
شوهد:451 مرة