إجابة بلماضي فوق الميدان
أكّد الدولي الجزائري السابق رضا ماتام في حوار مع جريدة «الشعب»، أنّ المنتخب الوطني قادر على تحقيق الفوز على نظيره بوركينافاسو بكل سهولة، خلال مواجهة الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لبطولة العالم بقطر 2022، واصفا تشكيلة بلماضي بالعالمية بالنظر للعروض التي تقدّمها من لقاء لآخر، والتي جعلتهم يحققون سلسلة طويلة من الانتصارات، منسبا كل ذلك لحنكة المدرب الذي عرف كيف يوظّف إمكانيات اللاّعبين الموجودين بالطريقة الصحيحة، وهم على دراية بما ينتظرهم في آخر مباراة لبلوغ الدور الفاصل، كما تحدّث عن الكثير من الأمور الأخرى، في هذا الحوار.
- الشعب: ما هي قراءتك لمواجهة الخضر ضد بوركينافاسو في آخر جولة من الدور الثاني عن التّصفيات الإفريقية المؤهّلة لكأس العالم 2022 بقطر؟
اللاعب الدولي السّابق رضا ماتام: لدينا منتخب قوي، وبلغ المستوى العالمي من خلال الأداء الكبير الذي يقدّمه سواء في اللّقاءات الرّسمية أو الودية مع مختلف المنتخبات التي يلتقي معها، ما جعله يحقّق سلسلة طويلة من النتائج الإيجابية بـ 32 مباراة من دون هزيمة لحد الآن، كل ذلك راجع للإستراتيجية التي يُطبّقها الناخب الوطني جمال بلماضي منذ توليه المهام على رأس العارضة الفنية للفريق، حيث تمكّن من فرض الانضباط والصرامة، وصنع جو عائلي بين اللاّعبين، وفي نفس الوقت خلق منافسة شريفة بينهم ظهرت من خلال الأداء الكبير الذي يقدّمه كل لاعب فوق المستطيل الأخضر حين تمنح له الفرصة، وكذلك مع سرعة اندماج العناصر الشابة مع زملائهم، كل هذه المعطيات تجعلنا نثق بمنتخبنا أكثر من أي وقت مضى، من أجل تحقيق الفوز ضد نظيره البوركينابي بملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة.
- ألا تعتقد أنّ الضّغط الذي تفرضه هذه المواجهة سيؤثّر على منتخبنا؟
قُلتها وأعيدها لا خوف على منتخب يقوده المدرب جمال بلماضي، الذي أثبت لكل العالم أنه يملك طريقة عمل جعلته يتميز بها رفقة المنتخب الوطني، ترتكز أساسا على الجدية والصرامة في التعامل مع كل المنافسين الذين يواجههم، من خلال تحديد الخطة التي تتلاءم مع معطيات كل مباراة، بدليل أنّه يحقق نتائج إيجابية، ويعتمد على البدلاء ما يعني أنّ جاهزية اللاعبين هي المعيار من دون تفضيل، وهو ما يؤكّد تصريحات اللاعبين الذين أكّدوا في أكثر من مناسبة أنّه يعامل الجميع بنفس الذهنية.
كما أنّ أسلوبه في الحوار وإيصال الرّسالة وقربه من اللاّعبين، ساعده في تحقيق التوازن وسط التشكيلة، ولهذا أنا واثق من أنّ الرّجل الأول على رأس العارضة الفنية لمنتخبنا، يعرف جيدا ما يجب القيام به خلال مباراة التي ستجمعهم غدا ضد منتخب بوركينافاسو، (الحوار أجري الاثنين)، وسنحقّق الفوز بالأداء والنتيجة، ونتأهّل للدور الفاصل والضّغط سيكون على منافسنا، وليس على محرز ورفاقه، الذين عوّدونا على التعامل الجيد مع اللقاءات الحاسمة في عديد المناسبات.
- هل نفهم من كلامك أنّ اللقاء ضد بوركينافاسو سيكون سهلا؟
المنتخب البوركينابي لديه مدرب يكثر الكلام قبل المباريات بدليل أنّه كان واثقا من الإطاحة بالنيجر في اللقاء الماضي، إلاّ أن هذا الأخير حافظ على تركيزه وتمكّن من تحقيق التعادل بالرغم من أنّه لعب خارج الديار، عكس ما هو عليه الأمر مع بلماضي، الذي يعرف أن كرة القدم تلعب فوق المستطيل الأخضر، والكلام دون جدوى لا يأتي بنتيجة، ويركّز على تحضير لاعبيه معنويا وتكتيكيا لكي يكونوا جاهزين يوم اللقاء ويحقّقوا الفوز، ومن دون شك أن التشكيلة الوطنية ستدخل بقوة منذ صافرة البداية، وسيستغلون كل الفرص التي تتاح أمامهم للوصول إلى شباك المنافس، من خلال الاستفادة من الأخطاء التي كانت في لقاء الذهاب، والذي انتهى بالتعادل، لكن المعطيات حاليا تغيّرت، ولا مجال للمقارنة لأنّنا على بعد 90 دقيقة فقط من بلوغ الدور الفاصل، واللاّعبون لن يضيعوا هذه الفرصة للتواجد المونديال الخامس بتاريخ المنتخب الوطني.
- كيف تقيّم أداء الفريق خلال المواجهة التي جمعته مع جيبوتي بمصر؟
الفريق الوطني قدّم ما عليه خلال المباراة التي جمعته مع جيبوتي بالقاهرة من خلال تحقيق الفوز برباعية كاملة كانت منتظرة، مع تألّق واضح للاعبين الجزائريين في صورة بن رحمة، زرقان، بدران، بن عيادة، الذين استغلّوا الفرصة من خلال تقديم أداء رائع يثبت مكانتهم ضمن الفريق، في حين كان الفوز منتظرا لأنّنا واجهنا فريقا ضعيفا بالمقارنة مع الإمكانيات الموجودة لدى التشكيلة الجزائرية المتكوّنة من لاعبين أقوياء ينشطون ضمن أكبر الدوريات في العالم، ما يعني أنّ تلك النتيجة لم تحمل أي مفاجأة بالنسبة للمتابعين، وفي نفس الوقت لاحظنا التخوف من جانب عناصرنا خشية التعرض للإصابات بسبب الاندفاع البدني الذي كان يعتمد عليه لاعبو جيبوتي، الأمر الذي جعل أشبال بلماضي يسيّرون اللقاء خاصة في الشوط الثاني بعدما حقّقوا الأهم من خلال الوصول لشباك المنافس بالرغم من الاعتماد على البدلاء، لأنّ الناخب الوطني فضّل إراحة بعض الأسماء للمباراة الهامة التي ستجمعهم ضد بوركينافاسو بالجزائر.
- كيف ترى عودة الجمهور لمدرّجات تشاكر؟
حضور الجمهور في مدرجات تشاكر خلال المواجهة التي ستجمع منتخبنا الوطني مع نظيره البوركينابي سيعطي دافعا معنويا قويا للاعبين من أجل تقديم مستوى جيد، لأنّنا نملك مناصرين من ذهب، ويحبون كثيرا كرة القدم ومنتخب بلادهم، وسيقفون خلفه إلى آخر لحظة مثلما عوّدونا عليه من قبل، بدليل أنّ بلماضي وأشباله متعطّشون للعب أمام الجمهور وهتافاته مثلما سمعنا في تصريحاتهم الأخيرة، وبالتالي فإنّ هذه النقطة ستكون بمثابة نقطة إيجابية جديدة للاعبينا، وورقة ضغط أخرى على المنافس.
