ملفات شائكة وقضايا عالقة تنتظر الفصل فيها

عمارة أمام مجموعة من الأولويات لرسم سياسة كروية جديدة

عمار حميسي

تنتظر شرف الدين عمارة، الرّئيس الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم العديد من الملفات العالقة، حيث سيكون مطالبا بالفصل فيها وهذا لرسم معالم سياسته الجديدة التي يسعى من خلالها إلى تطوير الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر بالاعتماد على مجموعة من الأطر القانونية والإجراءات الإدارية دون نسيان العمل الفني لترقية المستوى العام، إلاّ أنّ أولوية الأولويات على المستوى القريب هو تكييف اللوائح الأساسية لـ «الفاف» مع قوانين الإتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».
أبدى شرف الدين عمارة دراية تامّة بالمخاطر التي قد تواجه الاتحادية في الفترة المقبلة في حال لم يتم تكييف اللوائح الأساسية مع قوانين «الفيفا»، حيث سيسعى إلى عقد جمعية عامة استثنائية يكون المغزى منها مصادقة أعضائها على اللوائح الجديدة التي سيتم تكييفها مع قوانين «الفيفا».
يدرك عمارة أنّ تكييف اللوائح الأساسية للاتحادية مع قوانين «الفيفا» ستكون هي اللبنة الأولى لبداية مشروعه على مستوى «الفاف»، خاصة أنّه لمح وأبدى دراية تامة بمشاكل الكرة الجزائرية على مستوى التسيير، وهو ما كان له انعكاس سلبي على المستوى الفني للعبة.

عقد الجلسات الوطنية لتطوير الكرة الجزائرية
من المراحل المهمّة التي يرى عمارة أنّها ضرورية لإعادة هيكلة طريقة تسيير الكرة الجزائرية وتعديل النصوص المتحكمة فيها هي ضرورة عقد الجلسات الوطنية لتطوير الكرة الجزائرية في القريب العاجل من أجل التعرف على مكمن الداء والبحث عن الدواء المناسب.
تعهّد عمارة أن تكون الجلسات الوطنية لتطوير الكرة الجزائرية مختلفة عن الملتقى الوطني التي نظمته الاتحادية السابقة تحت قيادة زطشي، والذي لم تر قراراته النور حيث بقيت حبيسة الأدراج ممّا يؤكّد غياب الإرادة اللازمة من أجل تطبيقها بالنظر إلى أنها قد لا تخدم مصلحة البعض.

تحسين نظام المنافسة
واجه نظام المنافسة الحالي العديد من الانتقادات، خاصة أن البعض أكد أنه لا يخدم الكرة الجزائرية من الناحية الفنية في ظل تقليص الأهداف المحددة في الموسم للأندية بسبب القرارات المتخذة و المتعلقة بكيفية تحديد الصاعد والنازل من وإلى الرابطة المحترفة الأولى، ونفس الأمر ينطبق على القسم الثاني بأقسامه الثلاث.
يدرك عمارة أنّ النّظام الحالي للمنافسة تمّ الاستنجاد به من طرف الاتحادية السابقة لأغراض لا علاقة لها بالجانب الرياضي، وهو ما سيجعله مطالبا بإعادة النظر فيه بداية من الموسم المقبل لكن الأمور لن تكون بالسهولة التي يتوقعها البعض، خاصة فيما يخص تقليص عدد الأندية في الرابطة الأولى والقسم الثاني.
العلاقة بين الأندية الهاوية والشّركات الرياضية هي الأخرى تشوبها العديد من الملاحظات، وعمارة بحكم أنّه شغل منصب رئيس فريق شباب بلوزداد يعلم جيدا السبب الرئيسي في نشوب هذا النوع من الخلافات، والتي يكون لها أثر سلبي كبير على النادي على وجه الخصوص، وهناك العديد من الأندية من دفعت ضريبة هذا الصراع.
تحسين العلاقة بين الشّركة الرياضية والنادي الهاوي على مستوى الأندية لن يكون بعقد جلسة صلح ولكن من خلال وضع أطر قانونية تبين صلاحيات كل طرف في تسيير الفريق وتفادي التصادم من خلال الفصل في بعض الأمور التي عادة ما تكون سببا في نشوب هذه الخلافات.

مرافقة الأندية لإنجاح الاحتراف

تعاني مختلف الأندية من مشاكل بالجملة لها علاقة على وجه الخصوص بالجانب المالي، حيث أكّد رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، عبد الكريم مدوار، على هامش الجمعية العامة الانتخابية لـ «الفاف» أن كل الأندية مفلسة ويجب مراجعة قوانين الاحتراف من أجل الحصول على نتائج أفضل.
عمارة من جهته لم يعارض هذا الأمر بل أكده عندما اعترف هو الآخر بأن الأندية تعاني كثيرا من الناحية المالية، وهو ما جعلها تفشل في النجاح والخروج بسلام من الفترة الانتقالية التي كانت بين مرحلة الهواة والاحتراف، حيث لم تتضح لحد الآن هوية أنديتنا هل هي محترفة أم هاوية؟
للحكم على هذا الأمر يجب على الاتحادية أن تلعب دورها على أكمل وجه، خاصة أنها من تمتلك سلطة التشريع في الجانب الكروي، ومن شأنها أن تساهم في نجاح الأندية في التحول من هاوية إلى محترفة ليس فقط من الناحية المادية، وإنما من حيث الهيكلة الإدارية والشكل العام للفريق.
المال يبقى عصب الحياة، ومن أسباب نجاح الاحتراف في الدول الأخرى لكن غياب سياسية تسيير واضحة على مستوى الأندية كان له أثر سلبي عليها بما أنّ كل الأندية حاليا تضع هدف اللعب على المراتب الأولى قبل إنطلاق الموسم رغم أنها تعلم أنها لا تمتلك الإمكانات لتحقيق هذا الأمر.
الإحتراف الحقيقي هو وضع أهداف يجب تحقيقها على المستوى القريب، المتوسط والبعيد، وهنا يظهر دور الإتحادية التي تضع إستراتيجية في التسيير تسير عليها كل الأندية، وكل فريق يضع الأهداف الرياضية التي تعكس قدراته الفنية والمادية.

الحفاظ على التّاج القارّي وبلوغ مونديال قطر
يسعى المنتخب الوطني لكرة القدم إلى تحقيق هدفين رئيسيين، وهما الحفاظ على التاج القاري والتأهل إلى مونديال قطر خلال عهدة شرف الدين عمارة، الذي أبدى تفهّما للبيان الذي أصدره الناخب الوطني جمال بلماضي، وأبدى بالمناسبة إرادة كبيرة لتوفير كافة الإمكانات اللازمة للمنتخب من أجل النجاح في مهمته.
نجح المنتخب في بلوغ القمة من خلال الفوز باللقب القاري، لكن الأصعب هو الحفاظ على هذا المستوى من خلال مواصلة النّجاحات لكن الأرض لن تكون مفروشة بالورود لزملاء القائد رياض محرز بما أن المنتخب أضحى هدفا لكل المنتخبات الإفريقية التي تعتبر الفوز عليه بمثابة تحقيق بطولة، وهو ما سيزيد من صعوبة المباريات المقبلة.
الاتحادية الحالية برئاسة شرف الدين عمارة مطالبة بتوفير كافة الإمكانيات اللازمة من أجل نجاح أشبال بلماضي أولا في إقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال ثم الحفاظ على التاج القاري في الكاميرون مطلع السنة المقبلة رغم أن المأمورية لن تكون سهلة في ظل تطور مستوى العديد من المنتخبات.

تأسيس دبلوماسية كرة قدم حقيقية
غابت الجزائر عن التواجد في مختلف الهيئات الكروية القارية أو العالمية، وهو ما يعكس مدى التراجع الكبيرة للدبلوماسية الكروية في الفترة الماضية عكس ما كان عليه الحال خلال فترة تولي محمد روراوة رئاسة «الفاف» أين نجحت الجزائر في التواجد ضمن المكتب التنفيذي لـ «الكاف» و»الفيفا».
شرف الدين عمارة أمام ضرورة تأسيس دبلوماسية حقيقية من خلال إعادة صياغة العلاقة بين الاتحادية ومختلف الهيئات الكروية القارية والدولية.
في الفترة المقبلة سيكون على عمارة استثمار شبكة العلاقات التي يمتلكها على المستوى الدولي من أجل ترقية درجة تواجد الجزائر على مستوى الهيئات الكروية القارية والدولية خاصة أن ثقل المؤسسات الإقتصادية أضحى كبيرا وله ثقل على صانع القرار في مختلف الهيئات الرياضية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024