الدولي السابق في كرة اليد، حمزة زواوي لـ«الشعب»:

يجــب أن تعـود البطولـــة الوطنيـة في أقرب وقـت

حوار: نبيلة بوقرين

 تجوّل في عديد الإختصاصات الرياضية على غرار السباحة، الكرة الطائرة، كرة السلة، الكارتي، التنس، كرة القدم قبل أن يستقرّ به المسار مع كرة اليد التي تألق فيها، صال وجال في مختلف القاعات على الصعيدين الوطني والدولي مع الأندية التي لعب لها أثرت سجلّه بعديد الألعاب، نجم المنتخب الوطني والمجمع البترولي حمزة زواوي يفتح قلبه لجريدة «الشعب» حول مشواره الرياضي وأمور أخرى حول حياته وطموحاته وكذا الأهداف التي يرغب في الوصول لها مستقبلا، مؤكدا أنه يجب أن تعود البطولة الوطنية في أقرب الآجال لتفادي الكارثة.

«الشعب»: كيف كانت إنطلاقتك مع عالم كرة اليد؟
«حمزة زواوي»: مارست عديد الإختصاصات عندما كنت صغير على غرار السباحة، كرة السلة، التنس، الكرة الطائرة، الكاراتي، لأنني كنت أسكن في بن عكنون بالقرب ملعب كرة القدم، لكن كنت دائما أُغيّر الوجهة بعد مرور فترة قصيرة، وفي أحد الأيام كنت مع نادي بن عكنون لعبنا مباراة في كرة القدم كان سني عندها لا يتجاوز الـ 9 سنوات، كان حاضرا في نفس المكان فريق لكرة اليد ينتظرون دورهم لإجراء التدريبات بقيادة المدرب منير لكحل هذا الأخير لاحظ أنّي ألعب بالرجل اليُسرى إقترب مني بعد نهاية اللّقاء وسألني إذا ألعب باليد اليُسرى أيضا، وبعدها طلب مني أن آتي في اليوم الموالي للعب معهم ومن هنا بدأت مسيرتي مع الكرة الصغيرة منذ سنة 1996، إلى غاية 1999 رفقة نادي بن عكنون وبعدها إنتقلت فيها لفريق مولودية الجزائر والتي أصبحت تحت تسمية المجمع البترولي في سنة 2008 إلى يومنا هذا.

-   هل أنت راض على ما قدّمته خلال مشوارك الرياضي؟
 أكيد أنا راض على مشواري الرياضي، حيث عملت دائما على تقديم الأفضل منذ بدايتي في صنف الأصاغر لأنني طموح وكنت أرغب في التألّق والنجاح، واصلت بنفس الإرادة والتحدي مع فريق مولودية الجزائرية التي أصبحت فيما بعد تُعرف بالمجمع الرياضي البترولي التي إنتقلت إلى صفوفه سنة 1999، حيث شاركت معه في عديد المواعيد حققنا عديد الألقاب منها 12 بطولة وطنية، 12 تتويجا في مسابقة الكأس، وفزنا مرتين بالكأس الممتازة، أما قاريا تحصلنا على لقبين للأندية في كل من المغرب والكاميرون سنتي 2008 و 2009، على التوالي كما كانت مشاركات أخرى في هذه المنافسة سنوات 2005، 2006، 2007، 2010 ،2011، 2013، 2014، 2017، 2018، ونشطنا مواجهة الكأس الممتازة الأفريقية في 2010 وفي 2013 و 2019 البطولة العربية، على الصعيد العالمي شاركنا في بطولة العالم للأندية عام 2007 في مصر.

-   متى كان أول ظهور دولي لك مع المنتخب الوطني؟
 إنطلاقتي مع المنتخب الوطني كانت في 2006، رفقة فريق أقل من 21 سنة حينها كان سفيان حيواني على رأس العارضة الفنية شاركنا في البطولة الأفريقية للشباب بكوديفوار وفي نفس العام تلقيت دعوة مع الأكابر من طرف المدرب كمال عقّاب، حيث شاركت معه في عديد التربصات أما أول مشاركة رسمية مع الأكابر كانت بمناسبة الألعاب الأفريقية التي جرت بالجزائر 2007، وبعدها مباشرة لعبنا البطولة العربية بمصر، ثم البطولة الأفريقية بأنغولا سنة 2008، تلتها دورة كرواتيا المؤهلة للألعاب الأولمبية ببكين، ثم بطولة العالم بكرواتيا والتي تبقى أفضل ذكرى بالنسبة لي في مشواري على الصعيد الدولي، ثم ألعاب البحر المتوسط ببسكارة في 2009، رفقة المدرب صالح بوشكريو الذي قدم الكثير للمجموعة، سنة 2010 لم أشارك لأنني كنت مُصاب، وفي 2011 كان الموعد مع الألعاب الأفريقية بالموزمبيق وفي نفس السنة كانت بطولة العالم بالسويد، في 2012، كان الموعد بع البطولة الأفريقية بالمغرب التي نشّطنا خلال النهائي ضد تونس بجيل رائع من اللاعبين الذي قدموا كل ما عليهم فوق البساط، تلتها دورة إسبانيا المؤهلة للألعاب الأولمبية بلندن، في 2013 شاركنا في بطولة العالم بإسبانيا والألعاب التوسطية بمرسين التركية.

-   من ساعدك على النجاح في مسارك والتوفيق بين الدراسة والرياضة؟
 وجدت مساعدة كبيرة من العائلة التي رافقتني في كل خطواتي ما سّهل أمامي الأمور وتمكنت من خلال دعمهم التوفيق بين الدراسة وممارسة الرياضة، خاصة في الأوقات الصعبة عندما كنت أتعرض للإصابة كانت دائما حاضرة من خلال الدعم المعنوي لكي أعود إلى المنافسة مُجددا، الأساتذة في كل الأطوار الداراسية وصولا إلى الجامعة، إضافة إلى المساندة من طرف المدربين على غرار كل من إلياس طوان، نبيل بوزيدي، منير لكحل الذين تعلمت معهم أبجديات الكرة الصغيرة في بداية مشواري، مراد غزّالي وجنّيح في صنف الأواسط، رضا زغيلي في المجمع البترولي مع الأكابر رفقة جعفر بلحسين الذي أكن له إحترام كبير ولن أنسى كل ما قام به معي سواء عندما كان في العارضة الفنية وحتى عندما أصبح مسؤول وكان بمثابة المرافق ما جعلني أواصل بنفس العزيمة، وزملائي وبالتالي فإن المحيط الذي نشأت فيه كان سببا في تحقيق كل الإنجازات التي سبق لي الحديث عنها، دون أنسى مرافقة الأسرة الإعلامية التي ساندت كرة اليد في كل الأوقات والظروف على وجه الخصوص وهيبة بلحوة التي دائما تقدم لي النصائح والتوجيهات.  
 
-   ما هي رؤيتك المستقبلية لكرة اليد بعد قرار إستكمال الموسم الماضي؟
 حاليا نأمل أن تعود المنافسة ضمن البطولة الوطنية التي من المقرّر أن تنطلق مُجددا يوم 2 أفريل بعد مرور سنة كاملة على التوقف، ما كان له الأثر السلبي على مستوى اللاعبين بدنيا ومعنويا وحتى ماديا بسبب غياب الدخل لأننا لم نلعب منذ 12 شهرا، لأننا وبالرغم من أننا بقينا نحضر بمفردنا وفقا للبرنامج الذي سطّره الطاقم الفني للفريق خلال فترة الحجر الصحي إلاّ أنه غير كاف لأنه صالح لمرحلة قصيرة فقط، لأن كرة اليد رياضة جماعية وتتطلّب لعب المباريات لكي نحافظ على اللياقة ونرفع مستوانا، لكن فيما بعد لم تتضح الأمور بعدما إرتفعت عدد الإصابات وطالت فترة غلق المنشآت الرياضية وأصبحنا نسير نحو المجهول، لكن فيما بعد عُدنا بطريقة تدريجية للتدريبات في غابة بوشاوي ومؤخرا وبعد قرارات إعادة فتح القاعات وفقا لبروتوكول صحي إنطلقنا في العمل الجماعي إستعدادا للعودة للمنافسة الرسمية لإستكمال ما تبقى من لقاءات الموسم الماضي، حيث حدّدت المديرية الفنية للإتحادية ثمانية أسابيع للتدريبات وبعدها ستكون العودة للعب دورة البطل ولقاءات الكأس، لكن بالنظر لعدم وجود دورة النزول ستؤثر على مستوى المنافسة إضافة إلى إلغاء تنظيم البطولة الأفريقية للأندية الفائزة بالكؤوس التي كانت مبرمجة في الجزائر شهر ماي القادم، حيث أصبح الهدف الوحيد تحقيق اللقب محليا، بعدما كنا نطمح للتتويج بالمسابقة القارية التي تمكنا من تحقيق المركز الثالث في آخر مشاركة سنة 2018 بكوت يفوار.

- كيف تقيّم مستوى الفريق الوطني في الفترة الأخيرة؟
 المنتخب الوطني تأثر كثيرا بسبب توقف البطولة، لأن اللاعبين لم يلعبوا اللقاءات ما إنعكس على الجانب البدني لهم وتراجع مستواهم كثيرا بالمقارنة مع المنافسينا الذين واجهناهم خلال بطولة العالم بمصر جانفي الفارط، لكنهم بالرغم من نقص المواجهات الودية إلاّ أن التعداد قدم ما عليه وحقق الهدف بالتأهل للدور الثاني، بعد الفوز الصعب أمام المغرب بسبب الضغط والفارق البدني، لكن فيما بعد لاحظنا تحسن المستوى من لقاء لآخر وبرز عدد كبير من الأسماء في صورة كل من عبدي، بن جيلالي، الحارس زموشي، ساكر، غضبان، وأكدوا على ذلك خلال دورة ألمانيا المؤهلة للألمبياد بالرغم من جملة الغيابات، إلاّ أن المجموعة كانت أفضل وقدمت مستوى مقبول لحدّ كبير، ما يعني أنه لو كان تحضير لكانت الأمور أفضل ويجب أن تكون إستراتيجية مثلما سبق لي القول للإستثمار في هذه التشكيلة الشابة التي تعدّ مستقبل المنتخب المقبل على تحديات عديدة في مقدمتها البطولة الأفريقية 2022، بالمغرب وكذا البطولة الأفريقية التي ستكون بالجزائر 2024 لأنها مؤهلة للألعاب الأولمبية من نفس السنة.

-   ما هي الأمور التي يجب أن تكون لكي تعود كرة اليد إلى مكانتها؟
 بداية يجب أن تكون إستراتيجية عمل واضحة من طرف القائمين على رياضة كرة اليد من كل الجوانب بداية من إعادة النظر في نقطتين مهمتين تتمثلان في صيغة المنافسة، وكذا الوضع المالي للأندية، وكذا التركيز على التأطير والتكوين حتى تكون إستمرارية وتواصل بين الأجيال للإحتكاك مع بعضهم مثلما كان عليه الحال في السابق وهذه هي الطريقة المُتّبعة في كل من مصر وتونس ما جعلهم يصلون إلى العالمية ويحققون نتائج إيجابية لأنهم يعملون وفق منهجية واضحة تعتمد على التربصات والعمل المستمر ومنضومة متكاملة، لأن كرة اليد في أفريقيا تطوّرت كثيرا في السنوات الأخيرة بفضل العمل على غرار كل أنغولا، الكاميرون، ولهذا يجب أن تكون إستراتيجية من طرف المسيرين تشمل الجميع للعودة للواجهة مجددا لأننا نملك الإمكانيات البشرية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024