رغم عجزهم عن اقتطاع تأشيرة التأهل للأولمبياد

مستوى «الخضر» في منحى تصاعدي ..

محمد فوزي بقاص

عجز المنتخب الوطني لكرة اليد رجال من اقتطاع تأشيرة التأهل للمرة الخامسة في تاريخه إلى الأولمبياد الصيفي المقبل المقرّر إقامته بالعاصمة اليابانية طوكيو، بعدما حل في المركز الأخير خلال الدورة التأهيلية التي احتضنها العاصمة الألمانية برلين من 12 إلى 14 مارس المنصرم، إثر انهزامه في المباريات الثلاثة ضد كل من منتخبات (سلوفينيا السويد وألمانيا)، وبالرغم من توالي الهزائم إلا أن أداء أشبال المدرب الفرنسي آلان بورت، تحسن كثيرا مقارنة ببطولة العالم الأخيرة بمصر، رغم انعدام التحضير على مستوى المنتخب الوطني قبل التظاهرة، وكذا توقف المنافسة الرسمية في الجزائر لمدة سنة كاملة جراء تفشي فيروس كورونا (كوفيد_19).

كما كان منتظرا فشل القائد مسعود بركوس ورفاقه في اجتياز عقبة دورة كرة اليد التأهيلية لأولمبياد طوكيو التي أقيمت الأسبوع المنصرم بألمانيا، أين خاضوا المنافسة بكل قوة وتحدوا التهميش الذي لا يزال يطال الرياضة الجماعية الأكثر تتويجا في الجزائر، بسبب سياسة الترقيع وسدّ الثغرات التي تعتمد عليها الاتحادية التي فشلت حتى في تنظيم تربص وحيد قبل سفرية برلين، يضمن للاعبي الخضر على الأقل تحضيرا سطحيا لهذه التظاهرة الدولية المهمة التي انتظرها عشاق الكرة الصغيرة على أحر من الجمر، آملين في عودة الجزائر إلى الأولمبياد التي سيغيب عنها السباعي الجزائري للمرة السادسة تواليا، وتحديدا منذ أولمبياد أتلانتا 1996.
المحاربون تنقلوا إلى برلين وكلهم عزم على تشريف الراية الوطنية، بالرغم من أن آخر معسكر لهم كان بنهاية مونديال مصر شهر جانفي المنصرم، لكن ذلك لم يمنعهم من خوض ثلاث مباريات قوية أمام عمالقة القارة العجوز، حيث كانت أثقل نتيجة بفارق تسع إصابات ضد وصيف بطل العالم المنتخب السويدي، وهو ما يؤكد أنه لو تمّ الاهتمام بالمنتخب الأول لحقق نتائج أفضل في الدورة التأهيلية لأولمبياد طوكيو.

 «كان» تونس أخرجت المنتخب من القاع

من جهة أخرى، لم تقف المشاكل التي تخبّطت فيها كرة اليد الجزائرية في السنوات الأخيرة عائقا في وجه الظهير الأيسر المتألق زهير نعيم وزملائه، حيث رفعوا التحدي وأعادوا الكرة الصغيرة إلى مكانتها في السنتين الأخيرتين، بعدما تمكنوا من إنهاء بطولة إفريقيا في المركز الثالث بدورة تونس، وتداركوا فضيحة البطولة الإفريقية لنسخة سنة 2018، التي كانت أسوأ مشاركة جزائرية في تاريخ اللعبة، التي أنهاها رفقاء برياح في المركز السادس خلف منتخبات مغمورة في القارة السمراء، على غرار المنتخب المغربي والغابوني منظم الدورة.
المرتبة الثالثة التي تحصل عليها الأفناك في البطولة الإفريقية، تحت قيادة المخضرم آلان بورت الذي أعاد تنظيم البيت، ضمنت لهم العودة إلى المونديال بعد غياب دام نسختين متتاليتين، وهي المدة الأطول في تاريخ غياب الخضر عن العرس العالمي التي كانت طرفا فيه خلال 15 نسخة كاملة.

العودة إلى المونديال رفعت أسهم اللاعبين

المونديال سمح لرجال اليد الجزائرية من العودة إلى الواجهة الدولية، وخوض 6 مقابلات من المستوى العالي أمام عمالقة اللعبة، وبالرغم من الفوز بلقاء وحيد والانهزام في 5 مباريات متتالية، إلا أن عودة الجزائر إلى المونديال كانت موفقة، كونها قفزت بمركزين مقارنة بنسخة قطر 2015 التي أنهتها في المركز الرابع والعشرين.
عودة الخضر إلى البطولة العالمية لم تمر مرور الكرام، حيث تألّق اللاعبون المحترفون وحتى المحليون الغائبون عن التدريبات والمنافسة الرسمية لأزيد من 9 أشهر كاملة، بسبب قرار وزارة الشباب والرياضية بغلق كل القاعات على مستوى التراب الوطني، وتوقيف كل الأنشطة الرياضية في الجزائر لمنع تفشي الفيروس التاجي في البلاد، وبالرغم من ذلك برز لاعبون من رحم المعاناة يتقدمهم الحارس الثالث للخضر، حامي عرين فريق أولمبيك مدينة عنابة يحيا زموشي الذي اكتشفه الجمهور الرياضي لأول مرة في أكبر منافسة يخوضها في مشواره الرياضي، أين صنع الحدث بتصدياته الموفقة وخوض المواجهات دون أي عقدة أو مركب نقص، ليواصل البروز في دورة التأهيلية للأولمبياد والتي ستسارع في انتقاله لخوض أول تجربة احترافية في مسيرته الرياضية خلال الصائفة المقبلة.

بركوس يحترف بسن 32 وعبدي «يسيل لعاب» كبار أوروبا

كما أن أفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني ابن مدينة بطيوة مسعود بركوس، لفت الأنظار هو الآخر بخطفه لقب رجل اللقاء في مناسبتين، ضد المنتخبين البرتغالي والفرنسي بعدما كان فعّالا وتمكّن من تسجيل سبع أهداف في كل مواجهة، وأدى بطولة في المستوى بالرغم من معاناته من إصابة طوال البطولة، وتمكّن من تعزيز صدارته لهدافي المنتخب الوطني في تاريخ مشاركاته الخمسة بالمونديال رافعا رصيده إلى 115 هدفا، ما جعله يخطف أول عقد احترافي بالقارة العجوز خلال مسيرته بنادي ايستر الفرنسي وهو على مشارف سن 32 عاما.
في ذات السياق، وكما كان منتظرا حمل اللاعبون المحترفون في أوروبا على عاتقهم المنتخب الوطني خلال المونديال، نظرا لتفوقهم من الناحية البدنية على المحليين، وكانت مناسبة لتفجير صاحب 24 ربيعا أيوب عبدي لإمكانياته ومهاراته الفنية والتهديفية، أين تموقع في المركز الحادي عشر لأفضل الهدافين الذين حملوا القميص الوطني على مرّ التاريخ في أول مونديال برصيد 36 هدفا، ويسير بخطى ثابتة نحو تحطيم كل الأرقام القياسية مع المنتخب، خصوصا أن مستواه في منحى تصاعدي مع المنتخب وفريقه فينيكس تولوز الذي يخوض معه آخر موسم، بعدما أكدت مصادر «الشعب» أنه دخل في مفاوضات جد متقدمة مع عدة فرق فرنسية وألمانية وإسبانية، ويعمل على اختيار أفضل مشروع رياضي، حتى يتسنى له الرفع من مستواه الذي سينعكس إيجابا على الفريق الوطني.
قوة المنتخب الصامدة هشام داود أعاد هو الآخر التوازن لخطّ دفاع الخضر الذي فقد هويته منذ سنين، بسبب غياب المنافسات والتربصات على مستوى الخضر، كما كان فعالا وسجل أهدافا حاسمة ارتقى بها إلى وصافة أفضل هدافي الخضر في المونديال برصيد 60 هدفا، خرجاته الموفقة مكنته من إمضاء عقد احترافي جديد مع فريق ليموج الفرنسي، بعد أربع مواسم كاملة مع نادي ايستر.

كعباش.. إلى عملاق الأناضول وغضبان في طريقه .. للبارصا

لاعب الدائرة هشام كعباش هو الآخر لفت الأنظار بعد المونديال، بالرغم من أنه لم يظهر بالوجه المطلوب، وتمكن من خطف عقد احترافي خامس في مشواره الرياضي والرابع بالقارة العجوز، لمدة موسمين مع عملاق الأناضول بيشيكتاش بطل تركيا في 11 مناسبة متتالية، الأمر الذي سيساهم في عودته إلى مستواه وسيمنح أوراقا إضافية للطاقم الفني.
في ذات السياق، تشير كل التقارير الصحفية بإسبانيا أن الحارس العملاق خليفة غضبان يسير للتعاقد مع الفريق العريق برشلونة، الذي يراقبه منذ موسم (2018 ـ 2019)، بعدما قاد فريقه المقدوني فاردار سكوبج للتتويج برابطة الأبطال الأوروبية وإنهاء بطولة العالم للأندية في المركز الثالث، وهو ما سيجعل منه أول لاعب جزائري خريج البطولة الجزائرية يحمل قميص فريق أوروبي عريق.

الحفاظ على الاستقرار للتربّع على العرش القاري مجددا

تألق دوليينا مع المنتخب في المونديال رفع معنوياتهم خصوصا بعد إشادة الإعلام والجمهور بالمستويات التي قدموها، في ظل الإمكانيات التحضيرية المطروحة، وهو ما جعلهم يظهرون بوجه أفضل خلال الدورة التأهيلية لأولمبياد طوكيو المقبلة، لكن الجميع ينتظر عودة الروح إلى القاعات الجزائرية بداية من الفاتح أفريل المقبل، لتعود معها الآمال في مواصلة العمل مع الناخب الحالي للحفاظ على الاستقرار، وتحضير فريق تنافسي يمكنه التربّع على العرش القاري من جديد بداية من بطولة إفريقيا المقبلة، المزمع إقامتها بالمغرب شهر جانفي 2022، ولو أن ذلك سيكون أمرا عسيرا على ساكر ورفاقه أمام منتخب مصري أبهر عشاق كرة اليد العالمية في المونديال الفرعوني الأخير.
للتذكير، تُوجت الجزائر بسبع بطولات إفريقية رفقة المنتخب المصري، وتحتل وصافة أكثر المنتخبات تتويجا في القارة بعد المنتخب التونسي صاحب العشر بطولات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024