حارس منتخب كرة اليد، يحيى زموشي لـ «الشعب ويكاند»:

فرصـة للاحتكاك بالمستـوى العـالي

حوار: نبيلة بوقرين

 وصف الحارس الصاعد للمنتخب الوطني يحي زموشي في حوار خاص لـ «الشعب ويكاند» دورة ألمانيا المؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو 2021 بالمحطة الهامة رغم صعوبة المأمورية، من أجل مواصلة بناء الفريق الذي يتكون من مجموعة شباب صاعد بإمكانهم تقديم أفضل النتائج مستقبلا لإستكمال ما تحقق خلال بطولة العالم الأخيرة التي جرت بمصر في جانفي 2021، مؤكدا في ذات السياق على ضرورة العودة للبطولة الوطنية من أجل تدارك الوضع بعد التوقف الطويل جراء الجائحة الصحية التي كان لها تأثير سلبي على كل اللاعبين.

«الشعب»: كيف ترى حظوظ الجزائر خلال دورة ألمانيا؟
«يحي زموشي»: دورة ألمانيا المؤهلة للألعاب الأولمبية القادمة بطوكيو 2021 ستكون صعبة بحكم المنتخبات التي سنلتقي معها لأنهم يملكون تقليد في كرة اليد العالمية على غرار منتخب سلوفينيا الذي يتكون من لاعبين ينشطون في أكبر الدوريات الأوروبية، السويد نائب بطل العالم في النّسخة الأخيرة بمصر وهذا دليل على قوة هذا الفريق، ألمانيا غنية عن التعريف في الكرة الصغيرة ما يعني أن كل لقاء أقوى من الآخر، في المقابل كل اللاعبين الذين ننشُط محليا بقينا من دون منافسة بسبب عدم إنطلاق البطولة باستثناء العناصر التي تنشط في الخارج التي تمكنت من ربح بعض الوقت رفقة نواديهم وأغلبهم سيغيون في هذه الخرجة، لكن وبالرغم من الضّغط الكبير جرّاء النقص البدني إلاّ أننا سنُقدم كل ما لدينا فوق البساط لتشريف الألوان الوطنية وكرة اليد الجزائرية لأنها فرصة أخرى للإحتكاك مع المستوى العالي، بما أن أغلب التعداد لاعبين شباب ولهم مستقبل كبير مع المنتخب حتى نكتسب الخبرة والتجربة التي سنستغلُّها في قادم المواعيد التي تنتظرنا أبرزها البطولة الأفريقية بالمغرب 2022، والتي ستليها الألعاب المتوسطية بوهران من ذات السّنة.
 ما هي تطلّعاتكم المُستقبلية إنطلاقا من النتائج المحققة في مونديال مصر 2021؟
 الجميع يعرف الظّرُوف التي عاشتها الجزائر بسبب وباء كورونا الذي إضطرّ المسؤوليين في البلاد إلى غلق المنشآت الرياضية والمجالين الجوي والبري للسيطرة على الوضع، ولهذا بقينا من دون منافسة لمدة 9 أشهر كاملة لكن فيما بعد قُمنا بتحضير مقبول لحد كبير مع المنتخب منذ شهر سبتمبر إلى غاية إنطلاق بطولة العالم وكان ينقُصُنا فقط خوض اللقاءات الودية، لأنها ضرورية لرفع المستوى لأن كرة اليد تتطلب الإحتكاك لكي نتمكن من الوقوف على الأخطاء لتصحيحها وحتى نكون في نفس اللياقة مع المنافسين، إضافة إلى وجود عدد كبير من اللاعبين الذين لم يسبق لهم المشاركة في مثل هذا الحدث الكبير بما أن الفريق غاب عن المونديال طبعتين متتاليتين حيث كانت آخر مشاركة في قطر 2015، ما يعني أن النتيجة المُحقّقة خلال بطولة العالم الماضية بمصر مقبولة لأنّنا نتواجد في المركز 22 بالرغم من الظروف التي سبق لي ذكرها إضافة إلى نُقص الخبرة لدى أغلب التعداد، حيث حقّقنا الهدف المباشر من خلال المرور للدّور الثّاني من المنافسة بعد الفوز على المغرب الذي كان المفتاح رغم صعوبته بسبب الضغط العالي لأن الجميع كان يعرف أهمية الإنتصار في أول جولة، وحاليا نطمح للمواصلة في العمل إستعدادا للمواعيد القادمة التي تنتظرنا لأننا سنلعب ثلاثة لقاءات أخرى في المستوى العالي في دورة ألمانيا بعد أربعة لقاءات ودية تلتها 6 مواجهات ضمن الموعد العالمي، سيكون لها إنعكاس على التشكيلة مستقبلا إذا إستمر العمل من خلال إستغلال هذا المكسب.
 هل كنتم تتوقعون هذه النتيجة في المونديال بالنظر للظروف التي ذكرتها والبروز اللافت بالنسبة لك؟
 صراحة نحن مجموعة من اللاعبين كان لدينا الرغبة في التألق لتشريف الألوان الوطنية بالرغم من أننا كنا على دراية بصعوبة المأمورية بسبب النقص الكبير في الجانب البدني لكن روح التحدي الموجودة لدى كل واحد منّا، والإرادة القوية في إعطاء أجمل صورة عن المنتخب كانت دافعا لنا إضافة إلى النصائح التي قدّمها لنا الطاقم الفني بقيادة ألان بورت الذي يملك الخبرة والتجربة في مثل هذه المواعيد الكبيرة رفقة مساعديه، سمحت لنا ببلوغ الدور الثاني وتقديم مردود في أغلب المواجهات على غرار اللقاء الذي جمعنا مع المنتخب الفرنسي حيث كنا على مقربة من الخروج بالتعادل أما في بقية المواجهات الجانب البدني كان له دور كبير في النتائج، مع بروز الفرديات لدى أغلب اللاعبين في صورة أيوب عبدي الذي خطف الأضواء من خلال الأداء الرائع الذي ظهر به، هشام كعباش، هشام داود، رضوان ساكر وآخرون، ما يعني أن المنتخب يملك مستقبل واعد بالنظر للإمكانيات الموجودة لدى التشكيلة الممزوجة بين طموح الشباب وخبرة الكوادر في صورة كل من بن مني، بركوس، برياح، والحمد لله تمكنت من إعطاء الإضافة اللازمة وكنت عند الثقة التي وضعها المدرب في شخصي لأن الحارس أول مهاجم وآخر مدافع ويُمثّل نسبة كبيرة من الفريق بحكم المسؤولية المُلقاة على عاتقه لأن دوره يعطي الثقة لزملائه لكي يلعبوا بكل راحة، وأنا قدمت كل ما لدي فوق البساط لكي أُثبت وجودي في التشكيلة ولم أضيّع الفرصة وأعد أنني سأواصل العمل لكي أطوّر مستواي أكثر وأشرف الألوان الوطنية في قادم المواعيد.
 ما هو تقييمك لمستوى كرة اليد الجزائرية في السنوات الأخيرة؟
 كرة اليد الجزائرية في السنوات الأخيرة عاشت عدة مراحل فراغ أثّرت عليها كثيرا وانعكست على المستوى الذي تراجع كثيرا سواء بالنسبة للأندية التي تنشط في البطولة الوطنية، أو المنتخب بدليل أننا لم نشارك في بطولة العالم لمرتين متتاليتين وكانت آخر مرة في قطر سنة 2015، كما أننا كنا في المركز السادس أفريقيا قبل أن نعود للمرتبة الثالث مؤخرا والتي سمحت لنا بالمشاركة في المونديال ما يعني أن الأمور بدأت تتحسن نحو الإيجابي ولكن يجب أن يتواصل العمل لكي نعود للمستوى الحقيقي، على أمل أن تكون هناك إستراتيجية عمل تُبنى على المُعسكرات وخوض اللقاءات الودية لكي نكون في الواجهة لأننا نملك لاعبين لهم الكفاءة والمؤهلات التي تسمح لهم بشريف الكرة الصغيرة الجزائرية، خاصة أننا مقبلون على احتضان بطولة أفريقيا للأندية والتي تُعد محطة مُهمة أيضا على أمل أن تعود البطولة في بداية أفريل لأننا تأخرنا كثيرا بالمقارنة مع بقية الدول التي عادت منذ فترة للنشاط، حيث تشوّقنا للعب المباريات التي غابت عنّا سنة كاملة وهذا ما سيكون له إنعكاس سلبي مثلما سبق لي القول، بدليل أننا لم نلعب منذ عودتنا من المونديال بسبب توقف البطولة ما جعل المأمورية في دورة ألمانيا صعبة لأننا نعيش ضغطا كبيرا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024