محمد حكيم بوغادو، رئيس الإتحادية الجزائرية للسّباحة لـ «الشعب»:

«ترعرعت في عائلة رياضية ساعدتني على النّجاح في مساري»

حاورته: نبيلة بوقرين

 حقّقت نتائج إيجابية وشرّفت الرّاية الوطنية في عدّة مواعيد دولية

 المحيط الرّياضي ساعدني على النّجاح في إدارة الإتحادية

 أتمنّى التّألّق للرّياضة الجزائرية على كل الأصعدة

 بدأ حكايته مع عالم السباحة وعمره لا يتجاوز ستة سنوات لأنّه ترعرع في محيط رياضي بما أنّ والده إسم كبير في ميدان الرياضة، تألق وبرز في وقت قصير بالنظر لموهبته وحبّه للنجاح، محمد حكيم بوغادو من سبّاح تدرّج في كل الأصناف العمرية لإتحاد العاصمة والفريق الوطني إلى مُسيّر ناجح أعاد هيبة ومكانة هذا الإختصاص في ظرف قياسي بعدما تولّى رئاسة الإتحادية منذ سنة 2017، والدليل واضح من خلال الأرقام التي أصبح يحقّقها الرياضيون في مختلف التظاهرات والمواعيد الدولية والإقليمية وكذا الوطنية، إضافة إلى أنّه مسيّر وله شهادات في المناجمانت والتسيير الإقتصادي، وهناك عدة أمور أخرى ستكتشفونها معنا خلال هذا الحوار الرائع الذي خصّ به جريدة «الشعب».

الشعب: كيف كانت بداياتك مع عالم الرّياضة؟
رئيس الإتحادية الجزائرية للسّباحة محمد حكيم بوغادو: بدايتي مع عالم السباحة كانت سنة 1985 في صفوف نادي إتحاد العاصمة، الذي تدرجت معه في كل الأصناف العمرية حتى الأواسط أين تنقلت لمولودية الجزائر لسنة واحدة ثم عدت إلى الإتحاد، وبعدها حملت ألوان النادي الرياضي دالي براهيم لسنة واحدة، أيضا حقّقت خلال هذه الفترة عديد الألقاب والنتائج، وبالمناسبة أحيّي وأشكر كل المدربين الذين تعاملت معهم في كل المراحل لأنّهم كانوا بمثابة المربين والأساتذة الحقيقيين، حيث أخذنا منهم حسن الخلق والتربية وإحترام المُنافس وحب الرياضة والمنافسة النزيهة، إضافة إلى الدور الكبير للأولياء لأنهم كان الدعم المباشر بالنسبة حتى تمكّنت من دخول عالم الرياضة لأنّ الأب كان مسيرا كبيرا في مجال الرياضة، وقدّم لي الدعم اللازم إضافة للوالدة التي كانت تسهر على كل صغيرة وكبيرة، وتحرص على مداومتي على التدريبات وتشجّعني لتحقيق نتائج إيجابية خلال مختلف المنافسات، هذا ما يعني أنه لا توجد أي مفاجأة في نجاحي في مشواري الرياضي ككل لأنه كان هناك المحيط الملائم سواء من المدربين والمسيرين وكذا العائلة.  
 ما هي أهم المحطّات والألقاب المحقّقة في مشوارك الرّياضي؟
 حقّقت عديد الألقاب على الصعيد الوطني في الأصناف الصغرى رفقة إتحاد العاصمة، حيث كنت بطل الجزائر في عدة المرات، نفس الأمر لما لعبت لكل من مولودية الجزائر والنادي الرياضي لدالي براهيم ولما عدت إلى الإتحاد في صنف الأكابر، حيث واصلت سلسلة النتائج الإيجابية وتحصلت على ألقاب ستبقى خالدة في مخيلتي وراسخة في سجلي الرياضي، نفس الشيء رفقة المنتخب الوطني تدرّجت كذلك في كل الأصناف وشاركت في مواعيد دولية وإقليمية على غرار البطولات المغاربية، العربية، متوسطية، حقّقت ميدالية برونزية في الألعاب الإفريقية، 3 ميداليات ذهبية بفرنسا سنة 1993 مع المنتخب المدرسي، تحصلت على عدة ألقاب وميداليات رفقة جيل ذهبي ضمّ عددا كبيرا من الأسماء التي شرفت السباحة الجزائرية، وحملت الراية الوطنية عاليا إلى غاية سنة 2001 حينها قررت اعتزال السباحة.

 كيف تمكّنت من التّوفيق بين الدّراسة والرّياضة؟
 المشكل الكبير الذي يواجه أغلب الرياضيين هو التوفيق بين ممارسة الرياضة والدراسة لأنّني كنت أضيع الدروس والإمتحانات في كل مرة يتعلق الأمر بالدخول في تربص مغلق أو المشاركة في منافسة داخل أو خارج الوطن، لكن بعدما التحقت بالمتوسطة والثانوية الرياضية على التوالي تغيّرت الأمور، وكنت أحقّق نتائج مقبولة سواء في الرياضة أو في الدراسة بسبب عامل الإستقرار، والمحيط حفّزني أكثر للتألق لكن للأسف كثرة الإصابات أثّرت على مشواري فيما بعد وأرغمتني على الإعتزال سنة 2001، وتحولت لمجال التدريب والتأطير وبحكم أنّي متحصل على شهادة في التسيير والتسويق، وفي نفس الوقت تكونت بالمدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات الرياضة لأنّني كنت من بين رياضيّي النخبة، اليوم أنا متحصل على شهادة مربي رياضي من الدرجة الثالثة، أملك شهادات من طرف الإتحاد الدولي للتدريب. للإشارة سبق لي أن درّبت رفقة المدرب القدير إسماعيل مسعودان، حيث منحني الفرصة لبداية أولى الخطوات في هذا المجال في نادي بن عكنون ثم عُدت إلى نادي إتحاد العاصمة، حيث أشرفت فيه على أغلب الأصناف الصغرى والوسطى، وحقّقت كأس الجزائر مع الوسطيات.
هل كنت تنتظر هذا النّجاح في مجال التّدريب؟
  الحمد لله تمكّنت من النجاح في هذا المجال بفضل العمل المتواصل، ومساعدة عدة أسماء كان لهم الفضل في ذلك، وهم مدربين كبار أُكن لهم كل التقدير والإحترام، حيث تمكّنت من تحقيق نتائج خارقة للعادة مع نادي إتحاد العاصمة في الأكابر رفقة زملاء وأصدقاء عملنا سويا بصفة جماعية وثقة متبادلة سمحت لنا ببلوغ كل الأهداف، ثم غيّرت الوجهة لكرة القدم واشتغلت في منصب مسؤول للإعلام والإتصال مع الإتحاد دائما ثم عدت للسباحة كمدير تقني لفرع الإتحاد، ساعدني في ذلك سعيد عليق الذي وضع أمامنا كل الإمكانيات اللازمة للعمل، ما جعلني أحقق نتائج إيجابية منها بطل الجزائر في كل الأصناف رغم أنّي كنت أصغر مسير، وبعدها ترشّحت لرئاسة الإتحادية الجزائرية للسباحة بإلحاح من الزملاء ومسيري الرابطات، وشاءت الصدف أن أكون المرشح الوحيد لهذا المنصب سنة 2017 بالرغم من أني كنت مترددا في البداية بدليل أنني كنت في فرنسا لبعض الإرتباطات، والحمد لله تمّ انتخابي على رأس الهيئة، وحاليا أنا أشرف على تسييرها رفقة مجموعة من الإطارات والكفاءات التي قدمت لي يد المساعدة في هذه المهمة.  
 ما هو تقييمك للفترة التي تولّيت فيها مهام إدارة الإتحادية؟
  الفترة التي توليت فيها المهام على رأس الإتحادية خلال العهدة الرياضية الحالية والنتائج المحققة تتحدّث عن نفسها من كل النواحي، بداية من إعادة هيكلة كل الفروع وفرض الإستقرار من خلال جمع كل أسرة السباحة وفتحنا المجال أمام الكفاءات، ومن جهة الرياضيين أعطينا الفرصة لكل الأسماء التي تملك إمكانية تشريف الألوان الوطنية، والحمد لله أصبح لدينا مجموعة من الشباب في كل المستويات شرّفوا السباحة الجزائرية ورفعوا الراية الوطنية في عدة مواعيد على غرار الألعاب الأفريقية للشباب بالجزائر 2018، الألعاب الأفريقية أكابر بالمغرب 2019، البطولة الأفريقية أكابر التي احتضنتها الجزائر لأول مرة سنة 2018، المنافسات الوطنية والأرقام القياسية التي حُطّمت، التأهل للألعاب الأولمبية القادمة بطوكيو 2021، أعدنا بعث منافسة كرة الماء لدى المنتخبات الشبانية وحققنا نتائج مقبولة جدّا، زيادة على ذلك سيكون لدينا فريق وطني وخزّان على المدى البعيد. كل هذه الأمور كانت نتيجة عمل جماعي وتضافر جهود الجميع من أولياء الرياضيين، مدربين، مسيّرين، فنيين، أطباء، إعلاميين أنا بدوري أشكرهم على كل ما قدموه للسباحة والحمد لله الجميع راض على كل الإنجازات التي تعتبر أرضية حتى نواصل التواجد ضمن منصات التتويج في قادم المواعيد الرياضية التي تنتظرنا، حيث قمت بتوظيف الخبرة التي إكتسبتها من عالم التسيير في مجال الإقتصاد لأنّني أشرف على شركة كبيرة للعطور بالجزائر لإنجاح المهمة على رأس الفيدرالية إضافة للخبرة الرياضية التي سبق لي الحديث عنها لأنه ليس بالأمر السهل أن أوفّق بين مجال الإقتصاد والرياضة.
 ما هي أجمل الذّكريات؟
  عندما كنت عضوا في لجنة الإعلام في اللجنة الأولمبية الجزائرية، حيث ترأست الوفد المشاركة في الألعاب الشاطئية بجزر الرأس الأخضر سنة 2019، والتي كانت من أفضل المهام التي أوكلت لي في مسيرتي الرياضية، وتمكنا من تحقيق نتائج رائعة، وكانت تجربة تُضاف إلى سجلي الشخصي في التسيير، خاصة أني أملك شهادة في تسويق الإشهار الرياضي من اللجنة الأولمبية الدولية، كل هذا كانت نتيجة المثابرة وأتمنى أن يكون استقرارا في الرياضة حتى تكون نتائج إيجابية مستقبلا بعدما عانت كثيرا في السابق من خلال العودة لأخلاق الرياضة التي تعد المعيار الأساسي للنجاح، وحان الوقت لعودة الأمور لمجراها الصحيح، دون أن أنسى الإنجازات التي حقّقتُها طيلة مشواري الرياضي منذ بدايته وصولا إلى ترؤس الإتحادية، والكل شاهد على جملة النتائج المحققة خلال العهدة بفضل عمل جماعي ومساهمة كل الفاعلين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024