الأخصائية هجيرة جدي لـ «الشعب»:

«التّحضير النّفسي ضروري للرّياضي في كل الأوقات»

حاورتها: نبيلة بوقرين

طمأنت الأخصائية النفسانية هجيرة جدي في حوار خاص لجريدة «الشعب»، الرياضيين بإتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة من طرف المسيّرين في الرياضة والعمل المتكامل بين الجانبين البدني والنفسي لتدارك التأخر، وأكّدت أنّهم يملكون حظوظا كبيرة من أجل الإسترجاع بالنظر للإرادة القوية التي تحذوهم لأن أغلبهم واصلوا العمل الفردي خلال فترة الحجر، ما سيعطي طاقة إيجابية ويجعلهم مرتاحين نفسيا.

 الشعب: ما هي الخطوات الأولى لإعادة إدماج الرّياضيّين في جو التّحضيرات؟
الأخصائية النّفسانية هجيرة جدي: العودة إلى جو التدريبات بالنسبة للرياضيين يجب أن تكون تدريجية في الفترة الحالية لأنّه من الصعب تجاوز المرحلة التي عاشها كل فرد منهم بسبب الحجر المنزلي، الذي استمر لفترة طويلة، ما يعني أنها أثرت عليهم بشكل كبير وولّدت عندهم نسبة كبيرة من القلق، وكلنا نعرف الوضعية التي اعتادوا عليها في السابق على غرار الإحتكاك مع بعضهم من خلال المنافسة المستمرة، وكذا العمل الجماعي أثناء التحضيرات لأن بعض الإختصاصات تتطلب ذلك، إضافة للشهرة والأضواء الإعلامية التي كانت تسلط عليهم، ولهذا فإنهم دخلوا في مرحلة فراغ بسبب العزل الإجتماعي، ما سيولد لديهم ضغطا نفسيا عاليا جدا نتيجة القلق خوفا من تراجع مستواهم، وعدم قدرتهم على تحقيق نتائج إيجابية وغيرها من الأمور ذات الصلة، ما سيشتت تركيزهم ويكون له تأثير على المردود البدني لأن الشخص إذا لم يكن جاهزا نفسيا أكيد أنه لن يتمكن من إظهار كل إمكانياته ومهاراته.
 هل المتابعة النّفسية ضرورية من أجل التّدارك؟
 المتابعة النفسية بالنسبة للرياضيين ضرورية في الحالات العادية حتى يكون تكاملا بين العملين البدني والبسيكولوجي لأنّ الجاهزية النفسية أكيد ستساعد الرياضي على تقديم الأفضل، وتدفعه للعمل بإرداة أكبر لإبراز كل إمكانياته خلال قادم المنافسات الدولية والقارية التي سيشاركون فيها، أما في الوضعية الحالية التي تتزامن مع جائحة كورونا والحجر المنزلي، أصبح إلزاميا على كل المسؤولين التعامل مع الأخصائيين النفسانيين من أجل مساعدة الرياضيين لتجاوز هذه الأزمة لأن أغلبهم الآن يعيش إضطرابات نفسية حادة بعد الإبتعاد عن التدريبات الجماعية المنتظمة بصفة دورية، ويجب أن تكون متابعة ومرافقة مستمرة لتجاوز الطاقة السلبية، والتخلص من الضغط والفراغ النفسي الناتج عن إرتفاع منسوب القلق لدى العناصر الرياضية، خاصة تلك التي تنشط في المستوى العالي والمعنية بمواعيد الدولية لأنهم يخشون من عدم تحقيق نتائج إيجابية.  
كيف تعلّقين على اهتمام المسيّرين بالجانب النّفسي للرّياضيّين؟
أكيد أنّ الرياضيين الآن متخوفون من إحتمال الإصابة بفيروس كوفيد 19 عند دخولهم في المعسكرات التحضيرية، وهذا ما سيكون له إنعكاس على نفسيتهم ويجب أن تكون هناك متابعة مستمرة من طرف الأخصائيين النفسانيين، وهذا الجانب جد مهم يجب أن يهتم به المسيرون في المجال الرياضي لإعادة الرياضيين لجو التدريبات بشكل عادي. ومن جهتي أطمئن الجميع لأن مفعول الفيروس تراجع، وتم التحكم في الأمور من طرف المعنيين، وبقي فقط تأقلم الجميع والإقتناع بضرورة العودة التدريجية لجو التدريبات التدريجية وفقا للإجراءات الوقائية المنصوص عليها بدليل البروتوكول الصحي الذي تم إعداده من طرف لجنة طبية، وبقي فقط عودة الثقة بالنفس للرياضيين، وللإشارة فإن أغلبهم كانوا يتدربون فرديا خلال فترة الحجر، ما يعني أنهم لم يضيّعوا لياقتهم وهذه النقطة سيكون لها وقع إيجابي على نفسيتهم وتساعدهم على مواصلة العمل، ونحن على دراية أن شباب الجزائر يملك طموحا، وإرادة قوية ستكون بمثابة الدافع لتحقيق الأفضل بحول الله خلال المواعيد الرياضية القادمة.
 ما هو تقييمك لدور الإعلام في فترة الجائحة؟
 أوجّه تحيّة تقدير وعرفان للإعلام الجزائري، الذي نرفع له القبعة لأنه كان في قمة الإحترافية في التعامل مع فترة الحجر الصحي بالرغم من صعوبة المأمورية، حيث كان قريبا من كل أوساط المجتمع بكل شرائحه وتمكّن من إيصال رسالة التوعية كما يجب ومن دون تهويل، لقيت إستجابة كبيرة وكان لها تأثير إيجابي على الناس، ولم يستثن أي جهة أو طبقة عكس ما كان عليه الحال في دول أخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024