خلد الشعب الصحراوي أمس السبت في كافة تواجداته الذكرى الـ 42 ليوم الشهداء المصادف لتاريخ استشهاد مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد ورفاقه في ساحة المعركة سنة 1976.
وبالمناسبة، توقّف الصحراويون عند التضحيات الجسام التي قدّموها عبر مسيرتهم النضالية بكافة أشكالها وجدّدوا العهد والثبات على رفع وتيرة المقاومة والإصرار على انتزاع النصر.
في نفس الموعد من كلّ سنة يستحضر الشعب الصحراوي ذكرى الشهداء وعلى رأسهم الرجل القائد والزعيم الذي استشهد وهو في ريعان شبابه بعد أن وضع أسس الدولة الصحراوية في ظرف زمني قصير، وتميزت شخصيته القيادية بصفات قلما اجتمعت في زعيم تاريخي في مجالات مختلفة عسكرية، دبلوماسية، سياسية، ثقافية، إعلامية وقدرة على استشراف المستقبل بأدق تفاصيله، وهذه الصفات كلها يطل من ورائها الرجل البسيط والمتواضع الذي سخر حياته لخدمة الجماهير وهو الشهيد الولي مصطفى السيد.
و الى جانب الشهيد الولي الرمز، شهداء كثر، ارتقوا إلى العلا في كافة مراحل الثورة المظفرة في ميدان المعارك وفي سجون الاحتلال وأماكن مختلفة.
إن الشعب الصحراوي الذي قدم قوافل من الشهداء، بينهم الراحل محمد عبد العزيز رئيس الدولة الأمين العام لجبهة البوليساريو، يتطلّع بهذه المناسبة إلى مزيد من تعزيز الوحدة الوطنية والتشبث بثوابت الإجماع الوطني حول القضية المصيرية والالتفاف حول قيادته الوطنية، فالسير على النهج الذي رسمه الشهداء يمثل قمة الوفاء لدماء هؤلاء الأبطال، وهذه الدماء الطاهرة تدفع في كل وقت للبقاء على العهد والتصدي لكل محاولات العدو التي تستهدف النيل من وحدة الصحراويين وأرضهم.
مرّت أمس اثنان وأربعون سنة على استشهاد الولي وقائمة الشهداء ستظل مفتوحة، وفي كل مرة يبتلى الشعب الصحراوي فيها بمحنة، يخرج منها أكثر قوة وحصانة بمواجهة المؤامرات ورفع التحدي حتى تحقيق الحرية الاستقلال.
إن سيرة الشهداء - كما يؤكد الصحراويون - ستظل نبراسا يضيء طريق الجماهير نحو تحقيق الانعتاق، وهي ما فتئت تسير على هذا النهج وترسم طريق النصر بالتضحيات والصمود في مخيمات اللجوء وفي المناطق المحتلة وفي كل تواجدات الصحراويين.
بفضل تضحيات الشهداء استطاع الصحراويون إقامة دولتهم التي تعترف بها أكثر من ثمانين دولة، وهي عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي، وألحقت الهزائم تلو الاخرى بالاحتلال المغربي وأفشلت رهاناته وحساباته وجعلته معزولا وعاجزا عن مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي بسبب احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية وعدم احترامه لحق الصحراويين في الحرية وتقرير المصير.
وتبقى ذكرى يوم الشهداء ، حافزا للمضي قدما في طريق النضال والثورة حتى يتحقق الهدف الذي سقطوا من أجله، وهو تحقيق الحرية لكل الصحراويين وإقامة دولتهم المستقلة على كامل التراب الوطني.
اقتراحات تحظى بالترحيب
من ناحية ثانية، يشارك وفد من الجمهورية الصحراوية في الدورة الاستثنائية للجنة الفنية المتخصصة التابعة للاتحاد الافريقي والمعنية بالعدل والشؤون القانونية، التي انطلقت اشغالها الجمعة بالعاصمة السنغالية دكار، حيث تقدم باقتراحات قانونية حظيت بترحيب المشاركين.
وتعقد الدورة الاستثنائية على مستوى خبراء و وزراء الدول الاعضاء المعنيين بالعدل والشؤون القانونية بهدف ضمان المراجعة القانونية للمرافق الملحقة بالإتفاق المؤسس لإنشاء منطقة التجارة الحرة القارية وهي 9 ملاحق متعلقة بالتجارة في السلع و3 ملاحق متعلقة بالتجارة في الخدمات.
و من المقرر، أن تعتمد الدورة الجارية مشروع مقرر سيقدم الى قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي التي ستحتضنها العاصمة الموريتانية نواكشوط مطلع الشهر المقبل بشأن التعديلات المقترحة على الملاحق و المرافق المتعلقة بالاتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية.