رفضت اسرائيل النداءات الدولية لاجراء تحقيق مستقل بعد استشهاد 17 فلسطينيا برصاص الجيش الاسرائيلي خلال تظاهرة نظمت على طول السياج الحدودي بين غزة والكيان الاسرائيلي الغاصب. تعرض الجيش الاسرائيلي لتساؤلات طرحتها منظمات حقوقية على خلفية استخدامه الجمعة الرصاص الحي في واحد من اكثر الايام دموية منذ العدوان الصهيوني الغاشم على غزة سنة 2014، فيما اتهم الفلسطينيون الجنود الاسرائيليين باطلاق النار على متظاهرين لا يشكلون خطرا داهما.
دعا كل من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الى اجراء تحقيق مستقل. لكن الردّ جاء على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي هدّد المتظاهرين الفلسطينيين بتصعيد حدة قمع مسيراتهم الحدودية، مؤكدا رفضه التحقيق في المذبحة التي طالتهم الجمعة.
ولم يكتف ليبرمان بالتعالي على القانون الدولي، بل توعّد الفلسطينيين، قائلا: «في المرة القادمة سنرد بشكل أكثر حدة، وسنستخدم كل ما هو متاح لنا»، وأشاد بإجراءات الجيش لقمع «مسيرة العودة الكبرى».
من جانبه، دافع الجيش الاسرائيلي عن عساكره زاعما انهم اضطروا الى اطلاق النار على متظاهرين كانوا يلقون الحجارة وقنابل المولوتوف والاطارات المشتعلة باتجاه العساكر، مضيفا ان بعضهم حاول تحطيم السياج واختراق الحدود. اتهمت اسرائيل حركة المقاومة الاسلامية حماس، التي خاضت ضدها ثلاثة حروب منذ 2008، باستخدام التظاهرة لتغطية قيامها باعمال عنف.
الى جانب الشهداء الـ 17 جرح اكثر من 1400 فلسطيني، بينهم 758 بالرصاص الحي، فيما اصيب الباقون جراء استهدافهم بالرصاص المطاطي واستنشاقهم الغاز المسيل للدموع، بحسب ما اعلنت وزارة الصحة في غزة. ولم يسجل سقوط أي اصابات في الجانب الاسرائيلي. انتقدت منظمات حقوقية بينها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش استخدام اسرائيل للرصاص الحي.
تظاهرات أخرى قادمة
من المقرر ان تستمر التظاهرات التي تتضمن نصب خيام في مناطق عدة ستة اسابيع لتنتهي بالتزامن مع نقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الى القدس. اثار ترامب بقراره نقل سفارة بلاده الى القدس غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل عاصمة لدولتهم العتيدة.
هذا وأعلنت فصائل فلسطينية في قطاع غزة، أمس الأحد، عن إقامة حفل تأبين للشهداء الذين سقطوا خلال مشاركتهم في مسيرة العودة وكسر الحصار، قرب حدود غزة، يوم الجمعة المقبل. قال عماد الأغا، عضو «الهيئة الوطنية العُليا لمسيرة العودة وكسر الحصار»، خلال مؤتمر صحفي عقد قرب حدود مدينة غزة: «حفل التأبين سيقام في مخيمات العودة قرب حدود غزة، وندعو لمشاركة شعبية كثيفة».
جدّد الأغا التأكيد على «سلمية وشعبية المظاهرات والفعاليات المزمع عقدها على حدود غزة». وتابع: «الفعاليات تحمل رسالة معاناة وآلام لشعبنا، لتؤكد أمام العالم أن حق الشعب الفلسطيني ثابت وغير قابل للتصرف، وسيدافع عن حقوقه بكل ما يملك من قوة».
أوضح أن الهيئة الوطنية العليا للمسيرة «وضعت برنامجًا للفعاليات السلمية القادمة، وصولا إلى يوم 15 ماي القادم، حيث موعد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وذكرى النكبة الفلسطينية».
ذكر أن الفعاليات والنشاطات سيتم عقدها في «مخيمات العودة الحدودية»، وستحمل شكلا»وطنيًا ورياضيًا وثقافيًا». لليوم الثالث على التوالي، تجمّع العشرات من الفلسطينيين قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، في إطار مشاركتهم بمسيرات العودة السلمية، لإحياء الذكرى الـ (42) ليوم الأرض.
الرصاص الحيّ يلاحق الفلسطينيين
أصيب 35 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، كما أصيب العشرات بحالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات المستمرة منذ الجمعة في القطاع والضفة الغربية. نقلت وسائل إعلام فلسطينية، عن وزارة الصحة في غزة، أمس، قولها إن الإصابات توزعت بين: 5 في شرق جباليا و13 في شرق غزة و2 في شرق البريج و5 في شرق رفح.
في بلدة قصرة جنوب محافظة نابلس في الضفة الغربية، أعلنت مصادر طبية، إصابة فلسطيني بالرصاص الحي في قدمه خلال قيادته مركبة عند مدخل القرية الرئيسي.
أصيب عدد آخر من الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع القوات الإسرائيلية في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل.
تهديد بضربات في عمق غزة
هدّد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن ضربات عسكرية في عمق قطاع غزة، متهما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستغلال مسيرات العودة التي تشهدها الحدود الشرقية للقطاع بالتحضير لشن هجمات. اعتبرت تقديرات إسرائيلية المسيرات التي تنظمها حركة حماس على الحدود «تحفيزا لوقوع مصادمة حتمية شاملة مع القطاع».
بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية، «سيكون مطلوبا من جيش الاحتلال في الأيام المقبلة التحضير لمحاولات الانتقام والهجمات من قطاع غزة؛ ردا على سقوط 17 شهيدا ومئات الجرحى.
اجتماع عاجل للجامعة العربية
طلبت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين بالقاهرة، أمس، عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين. قال السفير الفلسطيني بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب لوح أنه طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في دورة غير عادية لبحث «جرائم اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ضد المتظاهرين السلميين من أبناء الشعب الفلسطيني الذين خرجوا في مسيرة تحت عنوان: «العودة الكبرى»,، بمناسبة يوم الأرض، والمطالبة بحق العودة اللاجئين الفلسطينيين، والذي كفله القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.