وسط موجة الغضب ودعوات للتهدئة

الجيش المصري يفشل مسيرات الاحتجاج للإخوان

يبدو أن الاخوان المسلمين لا يريدون رمي المنشفة ولا التخلي عن الشارع للتعبير عن رفضهم القطعي لما إعتبره »إنقلابا على الشرعية«، بعزل الرئيس المصري محمد مرسي فبعد العملية التي شنتها قوات الأمن المصرية الأربعاء لفض إعتصامهم في شارعي النهضة ورابعة العدوية الذي دام 47 يوما، لإجبار الجيش علي العودة في موقفه وإعادة مرسي إلى الحكم إعتبرته السلطات الموقتة تهديدا للأمن القومي وعرقلة للحياة العامة ولعجلة الإقتصاد، وبعد فشل كل المحادثات في نهاية سلمية وقع الأسوأ بعد مداهمة الشرطة للمعتصمين وسقط المئات من القتلى وآلاف الجرحى، وازداد الإحتقان أكثر، في حادثة قد تَنسَدُ معها كل قنوات الحوار بين الفرقاء في مصر بعدما سيطر العنف على المشهد وتحول إلى وسيلة وحيدة في التعاطي مع الطرف الآخر.

الأكيد أن مصر تعيش أحلك أيامها، بعد أن خيم على البلاد شبح الحرب الأهلية خاصة مع إزدياد الشرخ إتساعا بين مكونات الشعب المصري، الذي يرى إنسجامه المجتمعي يتعرض لهزات قوية قد تصيبه بالتصدع، إن لم تسارع أطراف الأزمة المصرية إلى إيجاد صيغ لإطفاء النار التي تنتشر في مصر كما تسري في الهشيم، هذا ما يتمناه المواطن المصري، في حين أن الواقع يوحي بأن المواجهة ستستمر لوقت أطول، حيث نظم أمس الإخوان المسلمون، مسيرة أطلقوا عليها إسم »جمعة الغضب« إحتجاجا على إستعمال العنف المفرط ضد المحتجين في ميداني النهضة ورابعة العدوية، وكان من المفروض أن تنطلق المسيرات بعد صلاة الجمعة لتتجه نحو ميدان رمسيس وسط القاهرة، إلا أن الإنتشار الكثيف لوحدات الجيش وغلق كل الطرق والمنافذ المؤدية إلى قلب القاهرة، نظم الآلاف من مؤيدي مرسي مسيرة إنطلقت من شمال القاهرة، وردد خلالها المتظاهرون »يسقط يسقط حكم العسكر« الشعار الذي سيق ووقف ضده الإخوان المسلمون أيام حكم المجلس العسكري عندما رفضوا المشاركة في مظاهرات شعبية نددت بحكم المجلس، قبل تخليه عن السلطة وتنظيم إنتخابات رئاسية أوصلت الاخوان إلى حكم البلاد قبل عزله من المؤسسة بعد عام من حكمه البلاد استجابة لمطالب شعبية المتمثلة في حركة تمرد، ليعود الصراع القديم الجديد إلى الواجهة بين الإخوان والجيش والمستمر على مدى ستين عاما.
ردود دولية تطالب بالانفراج

دبلوماسيا وضع سلوك قوات الأمن مع المحتجين السلطات المصرية المؤقتة في موقف حرج، خاصة مع ردود فعل دولية إنتقدت بشدة العنف المعتمد في فض الإعتصام واللجوء إلى الذخائر الحية ما أدى إلى حصيلة دموية، الرئيس الأمريكي الذي قطع عطلته السنوية، أكد موقف بلاده متساوي المسافة من جميع الأطراف، لكنه طلب من السلطات المصرية رفع فوري لحالة الطواريء وحظر التجول الليلي الذي فرضته السلطات على خلفية الأحداث، فرنسا من ناحيتها إستدعت السفير المصري لديها للإحتجاج بشدة على إستعمال العنف المفرط ضد المعتصمين في رابعة والنهضة، مواقف لم تمنع السلطات المصرية من تشديد اللهجة بإعطاء أوامر صارمة بإطلاق النار على كل من يحاول المساس بالمؤسسات أو الإعتداء على قوات الأمن، معتبرة تلك المواقف مردها عدم إطلاع كاف على الأوضاع الجارية في مصر التي تواجه موجة إرهاب متصاعد، لا يمكنها التراخي في مواجهته والقضاء عليه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19611

العدد 19611

السبت 02 نوفمبر 2024
العدد 19610

العدد 19610

الخميس 31 أكتوير 2024
العدد 19609

العدد 19609

الأربعاء 30 أكتوير 2024
العدد 19608

العدد 19608

الثلاثاء 29 أكتوير 2024