نجاح مبـهر للطبعــة الرابعـة لمعرض التجــارة البينيـة

الجــزائـر المُنتصرة تعزّز ريادتهـا الإفريقيـــة

خالدة بن تركي

 العارضون: دعم الرئيس تبون منح الحدث بعدا خاصا للتجارة البينيــة 

الجزائر جسر اقتصادي حيــوي يربط إفريقيــا بالعــالم 

شراكات واعــدة تفتح الطريق نحــو سـوق قارّيــة مـوحّدة 

تحقيق حلم بناء سوق إفريقية موحدة تفتح آفاقاً جديدة للتنميــة والاستثمـار

كلّلت الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، المنظم بقصر المعارض «سافكس»، بنجاح كبير أبرز الدور المحوري للجزائر في تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية، والمضي قدماً في تحقيق حلم بناء سوق إفريقية موحدة تفتح آفاقاً جديدة للتنمية والاستثمار.

اختتمت الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر بنجاح متميز، حيث شهد توقيع عدة اتفاقيات وعقود تعاون بين مؤسسات جزائرية وأفريقية في مجالات متنوعة مثل الصناعة، الطاقة والمعدات الطبية، وهو ما يعكس إمكانات الجزائر وقدرتها على تعزيز حضورها في القارة. وأكد المشاركون أن المعرض شكل فرصة حقيقية لبناء شراكات جديدة تدعم التنمية وتفتح آفاقاً واسعة للاستثمار والتعاون بين الدول الإفريقية.
أجمع المشاركون في المعرض على أن هذه الطبعة كانت ناجحة وبمستوى عالٍ من التنظيم، كما أثنى العارضون على دعم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي منح الحدث بعداً خاصاً للتجارة البينية الإفريقية، من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول وفتح آفاق أرحب لبناء سوق مشتركة تخدم تطلعات القارة.
إنجازات اقتصادية هامّة
ساهمت المشاركة الواسعة للمؤسسات الجزائرية في إنجاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات الإستراتيجية وعقود الشراكة لتصدير منتجات محلية الصنع، إضافة إلى إطلاق برامج تعاون مشترك مع عدة دول. وقد شكلت هذه النتائج خطوة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي، وأكدت في الوقت ذاته قدرة الجزائر على إبراز إمكاناتها وتطوير حضورها في السوق القارية.
حقق المعرض نجاحاً اقتصادياً ملموساً، إذ أثمرت المشاركة الجزائرية عن توقيع مجموعة هامة من العقود والاتفاقيات التي شملت قطاعات الصناعات الميكانيكية، الطاقة والمعدات الطبية. هذا الزخم عكس ثمار المشاركة وأبرز الدور البارز للمؤسسات الجزائرية في السوق الإفريقية.
كما توسعت مجالات التعاون، من خلال عقود شراكة، شملت صناعة السيارات والدراجات النارية وتصدير الفلاتر والمكابح، إضافة إلى اتفاقيات في مجال الطاقة والعتاد الطبي. وقد تجاوزت قيمة هذه العقود مئات الملايين من الدولارات، بما يؤكد حجم الفرص التي فتحها الحدث.
ويعد هذا النجاح خطوة عملية نحو تعزيز الإدماج الوطني، تقليص فاتورة الاستيراد وتوسيع قاعدة التصدير نحو القارة وخارجها. وبذلك تحولت الطبعة الرابعة للمعرض إلى منصة استراتيجية دعمت مكانة الجزائر كجسر للتعاون الاقتصادي.
تفاؤل واسع وآفاق استثمارية مشرقة
الحضور المتنوع أكد مكانة الجزائر كجسر اقتصادي حيوي يربط إفريقيا ببقية العالم، حيث جمع المعرض بين رجال أعمال ومستثمرين وخبراء من مختلف القارات، ما يعزز موقع الجزائر كوجهة رائدة للتبادل التجاري ومركز مهم للاستثمار. كما أبرز قدرة البلاد على احتضان مبادرات إقليمية كبرى تساهم في تعزيز التعاون الإفريقي وتوسيع مجالات الشراكة الاقتصادية مع شركاء دوليين.
إلى جانب ذلك، شكل المعرض فرصة لعرض إمكانات الجزائر في مجالات الصناعة والخدمات والابتكار، حيث ساهمت المؤسسات الوطنية، والتي يقدر عددها بنحو 180 مؤسسة، في إبراز قدراتها التنافسية وفتح آفاق جديدة للتعاون مع نظرائها الأفارقة. كما وفر الحدث فضاء عملياً لتبادل الخبرات والتجارب، بما يدعم الجهود المشتركة لبناء اقتصاد إفريقي متكامل يقوم على الاستفادة من الموارد المحلية وتطوير أسواق واعدة داخل القارة.
وعبّر العارضون الجزائريون عن ارتياحهم الكبير لمستوى التنظيم والنتائج المحققة خلال هذه الطبعة، مؤكدين أن المعرض فتح أمامهم آفاقاً حقيقية لتطوير أعمالهم وتوسيع شراكاتهم. كما أبدوا تفاؤلاً بمستقبل التعاون الاقتصادي داخل القارة، معتبرين أن مثل هذه الفعاليات تمنح دفعة قوية لتجسيد مشروع السوق الإفريقية المشتركة.
تطلعات لبناء شراكات واعدة
ثمّنت عدة شركات وطنية مشاركتها في معرض التجارة البينية الإفريقية، الذي اختتم بتنظيم محادثات وتوقيع اتفاقيات ومشاريع مع الشركاء الأفارقة.
وفي هذا السياق، أوضح حسين بوعيسى، مسؤول التسويق والإعلام بمؤسسة «ريفوفود» المختصة في إنتاج المواد الدهنية مثل السمن، المارغارين والزبدة، أن المنتجات الجزائرية لقيت إقبالاً واسعاً خصوصاً من أسواق نيجيريا، كوت ديفوار، السنغال والنيجر، باعتبارها من أكبر المستهلكين لهذه المواد. وأضاف أن المؤسسة شرعت فعلياً في بناء علاقات أولية مع هذه الدول في انتظار إبرام اتفاقيات وشراكات للتصدير، فضلاً عن فتح قنوات تعاون مع دول أخرى مثل بيلاروسيا لتبادل الخبرات بحكم ريادتها في مجال الثروة الحيوانية.
وأكد بوعيسى أن مؤسسة «ريفوفود» تطمح إلى تطوير قدراتها وتعزيز مكانتها لتكون في طليعة المصدرين نحو السوق الإفريقية، مع الانفتاح على أسواق دولية أخرى، مشدداً على أن الشراكات والتعاون مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين سيساعدان على تحقيق نتائج ملموسة داخل القارة وخارجها.
من جانبها، أعربت شركة «كروكس» المختصة في صناعة رقائق البطاطا عن ارتياحها لمشاركتها في المعرض خلال يومه الأخير، واعتبرت هذه التظاهرة الاقتصادية فرصة حقيقية للتعريف بمنتجاتها وتعزيز حضورها في السوق الإفريقية. وأوضحت الشركة أن مشاركتها أثمرت نتائج إيجابية أبرزها فتح قنوات جديدة للتعاون مع متعاملين من عدة دول، إلى جانب تبادل الخبرات والاطلاع على أحدث الممارسات في مجال الصناعات الغذائية.
آفاق تعاون صحّي وتجاري
من جهتها، أكدت شركة «دياغنو فارم»، المختصة في إنتاج وتوزيع الكواشف الطبية المخبرية سواء السريعة أو العادية، والتي تغطي مجالات متعددة مثل أمراض الدم، أمراض المناعة، الهرمونات والفيتامينات، أن مشاركتها في المعرض كانت مثمرة، إذ فتحت المجال لتبادل الخبرات وإقامة جسور تعاون مع شركاء أفارقة في هذا القطاع الحيوي، بما يساهم في تعزيز التشخيص الطبي وتطوير الخدمات الصحية عبر القارة.
وأفاد المتحدث أن السلطات المعنية طلبت مؤخراً تطوير كواشف جديدة، وقد نجحت الشركة في إنتاجها وهي متوفرة حالياً في السوق. كما تشارك المؤسسة في البرنامج الوطني لمكافحة السرطان، وتُعد من الأوائل في إفريقيا الذين وفروا كواشف خاصة بالتشخيص المبكر لمختلف أنواع السرطان، والتي تُصنع محلياً في وحدتها ببويرة الأخضرية.
وقال ختاماً: «إياتياف 2025 تجربة ناجحة جداً ساعدتنا على الانفتاح نحو السوق الإفريقية، وخاصة السوق الغانية. هذا اللقاء جمع مختلف المستثمرين وسمح بمناقشة مواضيع مهمة وإبرام عدة صفقات».
من جهته، أكد ممثل شركة «فرست روماد»، المتخصصة في إنتاج المكملات الغذائية ومواد التجميل، أن المشاركة في هذه التظاهرة جاءت لتعزيز التواصل مع المستثمرين داخل الجزائر وخارجها، مشيراً إلى أن المشاركة كانت إيجابية، إذ تمكنت الشركة من ربط علاقات مع متعاملين أفارقة، على أمل أن تتوج لاحقاً بعقود تعاون.
وأضاف قائلاً: «خلال المعرض لمسنا اهتماماً كبيراً بالمنتوج الجزائري، خاصة لما يتميز به من جودة عالية، كما عقدنا لقاءات مع متعاملين من عدة دول إفريقية، من بينها نيجيريا، ليبيا، السنغال والموزمبيق».
نجاح اقتصادي في قلب العاصمة
بدورهم، أضفى زوار المعرض أجواء خاصة، حيث خلقوا تواصلاً مباشراً ومثمراً مع العارضين. وساهمت اللقاءات الاقتصادية في تبادل فعال وفتح فرص تعاون جديدة، مما جعل المشاركة محطة بارزة لتعزيز الشراكات الإفريقية.
التنظيم المحكم للمعرض ساعد على إبراز صورة إيجابية عن الجزائر كسوق واعدة ومركز إقليمي، ما فتح المجال أمام فرص تعاون جديدة وأعطى دفعة قوية للتقارب الاقتصادي مع الشركاء الأفارقة والدوليين.
أما العاصمة، فقد عاشت على وقع أجواء مميزة أشبه بعرس اقتصادي كبير، حيث خلقت الفعاليات حركية استثنائية في شوارعها، وأظهرت الحيوية التي يمكن أن يحققها الاستثمار في الفضاءات الاقتصادية المشتركة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025