أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني موجة سخط واستنكار كبيرين ،أولا لأن القرار لا شرعية و لا قانونية له على اعتبار أن القدس أرض فلسطينية إحتلتها إسرائيل عام1967 ، ثانيا لأنه يسمح بتهويدها ،و ثالثا لأنه ينسف عملية السلام و يزجّ بالمنطقة في أتون موجة من الاضطرابات .
للإجابة عن خلفيات هذا القرار الاستفزازي و تداعياته على القضية الفلسطينية ، حاورت «الشعب» كلّ من الدكتورة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر ، بيسان مصطفى موسى الفلسطينية الجزائرية ،و الدكتور عبد الوهاب عمروش أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة بومرداس.
الشعب: ما أثر الإعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني على القضية الفلسطينية ومساعي السلام بالمنطقة؟
الدكتورة بيسان مصطفى موسى : بعد مرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم ، و سبعون عاما على قرار التقسيم ،والفلسطينيون بشكل خاص والموقف العربي ثابث لا لتهويد القدس ولا سلام دون القدس لأنها خط أحمر من جهة ومن جهة أخرى هي العاصمة الأبدية والشرعية لفلسطين رغم كيد الاحتلال.
أعتقد أنه سيكون هناك تداعيات خطيرة للموقف الأمريكي اللامسؤول، فالحكومات الغربية والعربية ستعيد النظر في علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني،
كما أن هذا القرار لا شرعية ولا قانونية له في إطار القانون الدولي الداعم لحق الشعوب في تقرير مصيرها وفق مؤسساتها السيادية، ومن جهة أخرى على مستوى الشارع العربي والإسلامي وربما حتى بعض الدول الغربية ترى في هذا الموقف استفزازا لهوية ونضال الشعب الفلسطيني الصامد أمام الآلة الحربية الإسرائيلية.
باعتبارك فلسطينية جزائرية كيف تقيّمين وضع القضية الفلسطينية في مثل هذه الظروف وكيف تشعرين وأنت تتابعين تداعيات الموقف الأمريكي ؟
القدس ستبقى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وستبقى عاصمة فلسطين الأبدية فهي أرض الإسراء والمعراج وأرض المسيح عليه السلام ، لأن فلسطين هي قبلة كل عربي وليست حكرا على الفلسطينيين وحسب، وسنبقى نقول كلمتنا ونقدم تحية تقدير لكل نضالات الشعب الفلسطيني حتى نيله حقه الشرعي بتحرير كافة أراضيه والعودة إلى حدود جوان 1967.
كما أؤكد أنه رغم كل ما يعصف بمنطقتنا العربية من أزمات وصراعات لن ننسى ارتباطنا الوثيق بقضيتنا وبثباتنا على أنه لا لتهويد القدس ولا سلام عادل دون التأكيد على شرعية القدس عاصمة لدولة فلسطين.
بالنسبة لشعوري كفلسطينية وكعربية في بلد أعتز به، أرى أن القضية أكبر من كلمة، القضية هي دعم ونضال وتشبث بحق العودة وأن صاحب الحق سيناله يوما رغم مخططات الكيان الصهيوني للتهويد ، و سياسة الاستيطان اللاشرعية ورغم كل العراقيل والحواجز والدسائس لن يسلّم الفلسطيني أرضه ورائحة الزيتون والمدن العريقة كـ»عكا ويافا»، كل شبر من فلسطين وكل مفتاح يرمز لأملنا بحق العودة إلى أرض فلسطين الحبيبة...سنرجع يوما بالأمل واستمرارية النضال والكفاح بشتى أساليبه.